محمود منصر
إنه لأمر غريب وعجيب في عالم الجرائم وفي قاعات المحاكم، ما تناولته جميع وسائل التواصل الاجتماعي وفي جميع القنوات الفضائية، خبر المحاكمة السريّة بالمملكة العربية السعودية للمتهمين من رجال الدين والشريعة ومصلحين حيث طالبت النيابة العامة السعودية بعقوبة الإعدام على المتهمين من أول جلسة للمحكمة.
والسؤال البديهي الأول الذي سيطرح من هم هؤلاء المتهمين وما جريمتهم ولماذا العقوبة الشديدة؟ .. إنهم مجموعة من خيرة القوم، ووطنيون مصلحون، وعلى رأسهم الداعية المعروف الشيخ الدكتور سلمان العودة وغيره من الشيوخ الأفاضل يقضون وراء القضبان، لا لشي، فقط لأنهم يخافون الله ويسيرون في النهج الصحيح ولا يجاملون أحد في دينهم، وقد نادى الكثير منهم لإصلاحات تفيد المجتمع والوطن، واعتبر هذا الأمر جريمة ومُخالفة ضد النظام.
ومثلاً الداعية سلمان العودة متهم بـ 37 تهمة، ويا سبحان الله .. أيعقل أن تصل عدد التهم إلى هذا الرقم ومن أغرب التهم عدم الدعاء بما يكفي لولي الأمر، كم هذه التهمة تستوقف المرء لغرابتها والتي ألصقت بهذا الرجل الفاضل وزملائه الآخرين.
إن نفذت المحكمة العجيبة الحكم لا سمح الله بالإعدام على المذكورين فسوف تكون سابقة خطيرة وسقطة قضائية كارثية ووصمة عار على جميع المحاكم للنظام الحالي في المملكة العربية السعودية. حقاً عجيب ما نراه اليوم في الجارة إذ أصبح أصحاب القيم الإسلامية والرجال الشرفاء والمصلحون الوطنيون المحبون لأرض الحرمين الشريفين يعانون هذه الأيام أشد الظلم، بينما يسرح ويمرح المطبّلون والداعون إلى انفتاح المظالم وفساد الأخلاق.
نسأل الله أن يفك أسر الشيخ سلمان العودة ومن معه في السجون وأن يعودوا إلى أسرهم ومحبينهم ..