عندما رأي ابرهة الاشرم عبدالمطلب جد الرسول عليه الصلاة والسلام داخلا عليه وهو الذي كان يحمل هيبة القادة.. شك للوهلة الاولي انه يريد ان يفاوضه علي عدم الهجوم علي الكعبة المشرفة في موقعة الفيل الشهيرة.. ولكنه فوجيء به يحدثه في امر الابل بعدما استولي عليها جيش ابرهة فسأله ابرهة.. كنت اظن انك جئت تحدثني في امر البيت فقال له القولة الشهيرة.. ان للبيت ربا يحميه.. والملاحظ في هذا الوقت ان هذا العام كان عام ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يكن هناك مسلم علي وجه الارض فكانت المقولة السابقة.. وفعلا حمي الله البيت بالطير الابابيل لكننا الآن أمة المليار.. هل مازلنا في حاجة لطير ابابيل.


أنا أعلم بمفهومي الضيق ان التدخل الالهي ينتج لسببين السبب الأول عندما يكون من يطلبون المعونة الالهية يستحقون ذلك بحسن طاعتهم لله حيث يقف كل منهم علي ثغر من ثغور الاسلام حتي ان سيدنا عمر بن الخطاب لخص هذا في احدي المعارك اننا اذا تساوينا مع العدو في العدة والعتاد سنغلب بقربنا من الله وكلنا يعرف كم عدد المسلمين في غزوة بدر وكم عدد الكفار وكم من فئه قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله .


والسبب الثاني وحسب مفهومي ايضا ان التدخل الالهي يحدث عندما لايكون علي الارض موحدا كما حدث في موقعة الفيل فالتدخل الالهي يفرض نفسه بقوة لنصرة دين الله وكلمة الله ولكن ان يكون هناك ما يزيد عن المليار مسلم ويكون كل دورنا ان نطلب طيرا ابابيل فهذا لن يحدث الا إذا إن تنصروا الله ينصركم والسبب في كتابة هذه الكلمات وهذه المقالة امران.


الامر الأول.. هو استفزازي من قبل احد البرامج التي يتسابق فيها الشباب والفتيات للفوز في احدي المسابقات الغنائية التي هي قائمة علي الاختلاط طوال الوقت..وما جعلني اشعر بالضيق والقرف ان الفتيات الشبه عاريات والمؤيدات لهذا المتسابق عندما كانت تقدم فقرة غنائية راقصة له او احدي المتسابقات نجدهم لتأكيد انتمائهم لهذا المتسابق يقفون ويرقصون بهذا العلم فما يحز في نفسي وفي نفس اي مسلم غيور علي دينه منظر العلم وهم يتراقصون به.. أنا لست ضد الانتماء ولست ضد التشجيع لكن اذا كان هذا التشجيع وهذا الانتماء يجعلنا نري العلم المكتوب عليه الشهادتين في مثل هذه الاماكن دون تدخل من احد لمنع هذه المهزلة لتظل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله مرفوعة كما كانت من قبل في ساحات النصر وليس في ساحات الرقص.


الامر الثاني: عندما هان علينا ديننا وألفنا المعصية بعدما ما فرطنا في الفروع هانت علينا الثوابت.. أصبح حبنا للدين كلمات جوفاء بلا معني وبلا عزيمة واكلشيهات نتزين بها لنثبت لانفسنا وللاخرين اننا متدينون واصبحت زخارف فقط نغسل بها اعمالنا ففي الوقت الذي يطلب فيه اليهود الاعتذار من كل من هب ودب عن اشياء حدثت من عشرات السنين نضيع نحن ما بأيدينا ولا يتعكر وجهنا غضبا لله مرة واحدة.


يا لطول صبرنا الذي لا اعرف هل هو بسبب الحكمة ام بسبب الجبن الذي اصابنا يا لطول صبرنا ونحن نري حثالة الارض ممن لا يعرف لهم ابا وهو يدنس كتاب الله بقدمه النجسة يا لطول صبرنا ونحن نري المظاهرات التي تخرج لتأييد وتصويت لمطرب أو مطربة وتختلف الشعوب ويسيطر عليها العصبية بسبب مباراة كرة او مسابقة غنائية اما فيما يخص دين الله فالتخاذل التام.. يا لطول صبرنا ونحن نستفز يوميا من اعداء الله ونقابل هذا الاستفزاز وهذه الاهانات بالتسامح والعفو تلك الكلمات التي قمنا بالغائها من قاموس حياتنا في تعاملنا كمسلمين واصبح كل منا يتصيد لاخيه الاخطاء.


فأين نصرتنا لله لينصرنا ..الحقيقة اصبحت افعال بعض المسلمين غير مسؤولة تجعل الاسوياء يكادون يقولون اللهم احفظنا من ان ترسل علينا طيرا ابابيل وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما سألته السيدة عائشة رضي الله عنها انهلك وفينا الصالحون.. قال نعم اذا كثر الخبث فاللهم ارفع من قلوبنا الوهن.


محمود أبو سعده


[email protected]