الحكومة اعتبرتها فكرة غير مقبولة والسنة انتقدوها
النجف (العراق) – وكالات -أعرب عبد العزيز الحكيم رئيس لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية أمس عن تأييده لاقامة “اقليم واحد في جنوب ووسط العراق” في اطار فدرالية. وقال الحكيم الذي يترأس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في كلمة في الذكرى الثانية لمقتل شقيقه محمد باقر الحكيم ان “هناك خمسة مواضيع رئيسية نؤكد عليها في الوقت الحاضر وهي الدستور والامن والاعمار وتشكيل اقليم الجنوب والوسط”.واضاف “نحن نؤكد على ضرورة اقامة اقليم واحد في جنوب ووسط العراق لوجود المشتركة بين ساكني هذه المناطق”. واوضح الحكيم انه “من اجل حفظ التوازن السياسي في البلاد لا بد ان تكون هناك حكومة اقاليم بحيث يسمح الدستور بذلك ولا بد ان يكون هناك وحدة تنظم عمل الاقاليم”. وحول علاقة الدين والدولة، قال الحكيم انه “لا بد من التأكيد على عدم التنازل عن ثوابتنا الاسلامية باعتبار الاسلام دين الدولة الرسمي ولا يجوز سن اي قانون يتعارض مع احكامه”. وعبر الحكيم عن الامل في ان “تطرح مسودة الدستور في موعدها” في الخامس عشر من اغسطس الجاري، مشددا على “حساسية وخطورة” المرحلة. ومبدأ الفيدرالية هي احدى النقاط العالقة التي يجري النقاش عليها بين الاطراف الكردية والشيعية والسنية في الوقت الحالي.ويمثل الشيعة حوالي 60 في المئة من سكان العراق وتعد قضية الحكم الذاتي احدى النقاط المثيرة للقلق حول قدرة العراق على توحيد فئاته المختلفة واقتسام ثروته النفطية.  ويعارض ممثلو السنة العرب الذين كانوا القوة المهيمنة في عهد الرئيس السابق صدام حسين وكذلك ممثلو بعض الاقليات الاخرى والشيعة العلمانيين فكرة صياغة دستور يسمح للشيعة بالجنوب بنوع من الحكم الذاتي الذي يتمتع به فعليا الاكراد في الشمال حاليا.
وقال هادي العامري زعيم ميليشيا بدر التي شكلها المجلس الاعلى للثورة الاسلامية حينما كان يقاتل صدام من المنفى في ايران  الفيدرالية يجب ان تكون في جميع العراق. يحاولون منع الشيعة من التمتع بفيدراليتهم.  وأضاف العامري يجب أن نصر على تشكيل اقليم واحد في الجنوب والا سنندم على ذلك. وتساءل قائلا ما الذي حصلنا عليه من الحكومة المركزية غير القتل..معيدا الى الاذهان عقود القمع التي عانى منها كثير من شيعة الجنوب على أيدي الحكومات المتعاقبة في بغداد.  وقوبلت الدعوة بهتافات حماسية من قبل عشرات الالاف من أنصاره الذين أخذوا يرددون نعم.. نعم للاسلام. نعم.. نعم للحكيم وهتافات أخرى.  وتجمعت الحشود في مدينة النجف بمناسبة الذكرة السنوية الثانية لاغتيال محمد باقر الحكيم شقيق عبد العزيز الحكيم والزعيم السابق للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في انفجار سيارة ملغومة في النجف.  وقال صالح مطلك العضو السني في مجلس الحوار الوطني معلقا على مطالبة الشيعة باقليم فيدرالي في الجنوب نتمنى أن لا يأتي هذا اليوم. نحن نعتقد أن العرب في العراق بسنتهم وشيعتهم هم كيان واحد لذلك فان أي محاول لاثارة موضوع طائفي لتقسيم العراق موضوع مرفوض كليا.  وأضاف أن هذا الموضوع ليس مرفوضا من قبلنا فحسب ..نحن في وسط العراق..لكنه مرفوض من قبل الشعب العربي في جنوب العراق.وفي بغداد قال ليث كبة المتحدث باسم رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري ان
فكرة تشكيل اقليم شيعي غير مقبولة.  وأوضح الحكيم والعامري أن مطالبهما التي قلما ترددت بمثل هذه القوة تتجاوز خطة طرحت في الاشهر الاخيرة في البصرة ثاني أكبر مدن الجنوب لدمج ثلاث محافظات حول البصرة من محافظات العراق الثماني عشرة في اقليم فيدرالي جديد.  وقوبلت تلك الخطة أيضا بالانتقاد من جانب مجموعات أخرى تخشى أن يفقد السنة وغيرهم في وسط العراق السيطرة على حقول النفط الضخمة بالجنوب. كما يخشى السنة أيضا من مطامح الاكراد بالهيمنة على الاحتياطيات النفطية بالشمال.والخلافات بشأن عائدات النفط الى جانب مسألة الفيدرالية من القضايا الرئيسية التي تعترض سبيل الزعماء السياسيين الذين يجرون محادثات قبل انقضاء مهلة كتابة الدستور في 15 أغسطس. ويطالب الحكيم والعامري بالسماح لجنوب العراق ووسطه بالحكم الذاتي في اطار فيدرالية جديدة.ويوضح قانون ادارة الدولة الحالي أن بغداد التي تقع بوسط البلاد ويقطنها مزيج من الاعراق والمذاهب يجب ألا تنجرف الى مثل هذا الترتيب.
لكن قيام اقليم يمتد من مدينة كربلاء الشيعية الى البصرة قرب الخليج سيضم سكانا غالبيتهم من الشيعة يمثلون نحو نصف سكان العراق البالغ عددهم 26 مليون نسمة.وقال العامري يجب أن نحصل على الفيدرالية في الجنوب لكي نضمن حقوقنا التي حاول الاعداء من منعنا من الحصول عليها.وهذا الاسبوع قال مشاركون اخرون في المحادثات الخاصة بكتابة الدستور انهم يتوقعون قواعد دقيقة بشأن كيفية تشكيل مناطق فيدرالية كتلك الخاصة بالاكراد دون ذكرها في مسودة الدستور المقرر تقديمها الاسبوع المقبل ومن ثم ترك الامر دون حسمه حتى وقت لاحق. ويحرص الاكراد الذين حصلوا على الحكم الذاتي في ظل حماية أمريكية في عهد صدام بعد حرب الخليج عام 1991 على صياغة تضمن وضعهم الحالي. أما الزعماء الشيعة فيحاولون الحفاظ على صيغة بقانون ادارة الدولة الذي وضع العام الماضي تنص على أن بامكان أي ثلاث محافظات من محافظات العراق الثماني عشرة أن تشكل اقليما. ويرى بعض المحللين أن مثل هذه التطورات قد تعني تفكيك الدولة العراقية التي تشكلت في عهد الانتداب البريطاني عام 1918 .