بقلم : حامد إبراهيم حامد ..كان عبد الواحد محمد نور زعيم احدي حركات التمرد بدارفور حتي قبل ايام يعد احد ابزر الوجوه الذين وجدوا التأييد بشأن قضية دارفور من مختلف كيانات دارفور بسبب تمسكه القوي بمطالب أهله بمعسكرات النازحين واللاجئين حتي اصبح الشخصية المحورية الرئيسية بالازمات وبات الجميع يسعون لكسب وده بدءا من الرؤساء كما فعل الرئيس السنغالي عبد الله واد و انتهاء بالمنظمات الدولية والإقليمية كما فعل ممثلا الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي يان الياسون وسالم احمد سالم.


ولم يقف الموقف عند هؤلاء فقط وانما دخلت ايضا مصر علي الخط باقتراح للحركة الشعبية تعديل اتفاقية نيفاشا لانشاء منصب نائب ثالث للرئيس يتولاه نور الذي تخندق بمقاهي باريس واصبح يطلق التصريحات من هناك باعتباره زعيما اوحدا لدارفور، الجميع يسعون لكسب وده.


ولكن الرجل يبدو انه في غمرة هذه الزعامة نسي او تناسي عمدا ان هناك خطوطا حمراء لايجب عليه تعديها وهذه الخطوط هي العلاقات مع إسرائيل والتي افتتحت فيها حركته مكتبا لها فيه ، فكان الجميع ينتظرون من نور ان ينفي صلته بهذا المكتب المزعوم ولكنه للاسف سارع بتبني هذا المكتب بدعواي ومزاعم غير مقنعة وبالتالي تحول نور في يوم وليلة الي زعيم يجري منه الي شخصية يجب ان تتخلص منه دارفور لانه الصق بدارفور جريمة كبري وشوه القضية التي ظل بطلا لها منذ عام 2003م.


ان نور عليه ان يراجع نفسه قبل فوات الأوان، لان قضية دارفور مهما اصابها من غبن وتجن لا تبرر ابدا اقامة اية صلة مع إسرائيل، وان فتح الحركة التي يقودها نور مكتبا لها بإسرائيل يعني ببساطة انتحار الحركة وبداية النهاية لمسيرتها وللاسف الشديد انها ستكون بيد عبد الواحد نور لا بيد الخرطوم.


نعم هناك لاجئون سودانيون بإسرائيل وقد يكون من بينهم عدد من دارفور وليس كلهم وان عبد الواحد يعرف ذلك جيدا، فوجود هؤلاء اللاجئين لايبرر فتح مكتب او اقامة اية اتصالات مع إسرائيل ، لان هؤلاء ليس لديهم قضية وانما كان لجوءهم لاسباب خاصة لاصلة لها بدارفور والا لماذا لم يقاتلوا مع المقاتلين باحراش وسهول ووديان دارفور كما يفعل اهل عبد الواحد.


للاسف الشديد استغل الكثيرون ازمة دارفور لتحقيق اهدافهم الخاصة ومنها الهجرة واللجؤ لاسرائيل باسم دارفور لانهم يدركون تماما ان المنظمات المعنية بالهجرة والدول لا تقبل الا لاجئي دارفور وبالتالي اصبح كل من يريد اللجوء للخارج في دولة ما يدعي انه من دارفور رغم ان اسماء وسحنات اغلبهم وخاصة في إسرائيل لا تدل علي انه من الاقليم بل اكاد ان اجزم بان منهم من لم يسمع بدارفور الا بعد اندلاع ازمتها وانه لايعرف اية مدينة او معلم فيها.


لقد منح عبد الواحد بتصرفه غيرالعقلاني واعلانه بتبنيه قبول وجود مكتب لحركته بإسرائيل الخرطوم في طبق من ذهب وضيع قضيته الاصلية التي ظل يدافع عنها بشجاعة طويلة السنوات الماضية مما اكسب احترام الجميع الذين رأوا فيه زعيما محتملا لدارفور ولكن يبدو ان زعامته اصبحت ورقية فقط، فهو يبدو انه بدأ يفقد ظله ليس في العالم وانما حتي في دارفور، فعليه ان يلحق بنفسه قبل ان يجد نفسه لاجئا منسيا في إسرائيل بعد المهلة الفرنسية.