قال إن الحرب علي الإرهاب ستتخذ تعريفا جديداً





الدوحة- أنور الخطيب ..أكد الدكتور شبلي تلحمي زميل مركز سابان في معهد بروكنز أن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية باراك اوباما يعبر عن حركة موجودة حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية تريد التغيير ليس فقط في السياسة الخارجية الأمريكية بل التغيير في الحوار الداخلي أيضا والتغيير في نوعية العلاقات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وأسلوب معالجة القضايا ومواجهة تأثير اللوبيات الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية فهو يهاجم قوة هذه اللوبيات ويعتب الاعتماد عليها سياسة غير سليمة في الولايات المتحدة الأمريكية.


وأضاف تلحمي في مقابلة مع الراية خلال زيارته للدوحة أن الرأي العام الأمريكي وخاصة الأجيال الجديدة تدعم المرشح اوباما لأنه ينادي بالتغيير مضيفا أن كل استطلاعات الرأي والنتائج التي حققها المرشح اوباما حتي الآن تشير إلي احتمالات فوزه إلا أن ذلك ليس مضمونا فجميع الاحتمالات واردة نافيا في الوقت نفسه ما حذر منه عدد من المفكرين الأمريكيين من وجود خطر حقيقي علي حياته خاصة وانه يقارن الآن مع الرئيس الأمريكي الذي جري اغتياله عام 1963 جون كندي قائلا إن المجتمع الأمريكي تغير كثيرا ولا أظن أن مثل هذا الأمر -الاغتيال- وارد.


ورد تلحمي علي سؤال حول تصويت الجاليات اليهودية واللوبي اليهودي والموقف من المرشح اوباما بالقول أن الصوت اليهودي لم يكن موحدا في الانتخابات الأمريكية التمهيدية واختلف التصويت باختلاف الولايات فهناك أصوات يهودية صوتت لاوباما وأخري صوتت لهيلاري كلينتون ومعني ذلك انه ليس صحيحا أن الصوت اليهودي كتلة واحدة فأصوات اليهود موزعة طبعا هناك مصالح تحكم عند التصويت لكلينتون أو لاوباما أو لماكين والشعب اليهودي عندما يذهب للاقتراع لا يبني موقفه الانتخابي علي قضية الشرق الأوسط وإذا ما أخذنا الانتخابات الماضية التي فاز بها الرئيس الأمريكي جورج بوش والذي يعتبر داعما لإسرائيل بشكل تام سنجد أن 75% من الصوت اليهودي ذهب لمنافسه في الحزب الديمقراطي لان اليهود في غالبيتهم ديمقراطيون.


وعن سر جاذبية المرشح اوباما والقبول الذي يلاقيه لدي الناخب الأمريكي قال تلحمي إن اوباما سياسي ذكي وله أراء واضحة ويثبت انه يعرف جيدا القضايا التي يتحدث عنها ولا يتكلم عن عاطفة وشخصيته جذابة والناخب يستمع إليه كالمسحور وسره يكمن في القضايا التي يتناولها والتي تهم الرأي العام الأمريكي الذي يعيش حاليا حالة إحباط داخليا وخارجيا وفقد الأمل في تحسين الأوضاع التي يعيشها فجاء اوباما ليشعر الناس بالأمل والثقة بالنفس وليثير الفخر فيهم لأنهم أمريكيون فهو يشعرهم بالتقارب وان الفجوة تتقلص ولا تكبر. فكرة التغيير جذابة جدا خاصة بين أبناء الجيل الجديد.


ورد تلحمي علي سؤال إن كان وجه أمريكا سيتغير إن وصل اوباما للبيت الأبيض بالقول.. بدون شك سيتغير وجه أمريكا ولكن هناك ثوابت في السياسة الأمريكية وهناك مصالح وقضايا من الصعب أن تتغير لكن طريقة وأسلوب معالجتها ستختلف وثقة العالم بالولايات المتحدة الأمريكية ستختلف أيضا والنظرة الحالية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية نحو العديد من القضايا ستشهد اختلافا أيضا وسيكون هناك فرصة لن تطول ربما تستغرق سنة لبناء علاقات جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخري وأنا اعتقد بحصول التغيير حتي لو وصل مرشح جمهوري إلي البيت الأبيض أو وصلت هيلاري كلينتون أيضا بما تملكه من خبرة ومعرفة عميقة فالسياسة الأمريكية ستشهد ولا شك تغييرا.


وفيما إذا كانت لوبيات الضغط القوية سواء اللوبيات الاثنية أو لوبيات الشركات الكبري كشركات النفط والسلاح ستسمح بوصول مرشح مثل اوباما إلي البيت الأبيض قال تلحمي أنا لا أتخوف من ذلك من منطلق أن القضية انتخابية بالدرجة الأولي وهذه اللوبيات والمنظمات يمكن أن تشن حملات تشويه ضد اوباما وهي بالفعل بدأت بذلك وهو ما يحدث ليس ضد اوباما فقط بل ضد كل مرشح للانتخابات الرئاسية لكن في النهاية الشعب الأمريكي هو من يصوت وما يجري الآن في أمريكا شيء جديد لم نر مثله منذ أمد بعيد وأتوقع حدوث العديد من المفاجآت وليس معني ذلك أن اوباما سيربح الانتخابات فلا زالت طريقه طويلة وهو يواجه منافسة شرسة ليس من المرشح الجمهوري ماكين فحسب بل من منافسته علي ترشيح الحب الديمقراطي هيلاري كلينتون فهي أول مرشحة امرأة ولها شعبية كبيرة وقد تكون بالفعل رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.


وعن احتمالات فوز الجمهوريين بالبيت الأبيض قال تلحمي طبعا فوز ماكين وارد فنتائج الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية من الصعب التكهن بها فالكثير يعتمد علي الأحداث التي يمكن أن تقع ونحن الآن أمامنا عام تقريبا حتي الانتخابات وفيها يمكن حصول الكثير وفي تقديري حتي لو فاز ماكين سنشهد تغيراً أيضا في السياسة الأمريكية طبعا هناك فرق بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري وخاصة في قضية العراق لكن ماكين لن يستمر بنفس السياسة التي اتبعها بوش حتي الآن بالرغم مما يقوله ماكين في حملته الانتخابية فهناك رأي عام أمريكي في هذا الموضوع تحديدا موضوع العراق يريد التغيير وحتي إدارة بوش تعرف ذلك لكنها تعرف أن عليها تغيير سياستها ولكن لا يمكنها أن تفعل ذلك لأنها لا تريد أن يحكم عليها التاريخ بشكل سبلي.


ورد تلحمي علي سؤال إذا كان ما يسمي الحرب علي الإرهاب ستنتهي بنهاية عهد الإدارة الحالية بالقول الحرب ستستمر علي القاعدة والمنظمات التي تهدد أمريكا بشكل مباشر هناك تعريف خاطئ لهذه الحرب والذي اضعف الحملة الأمريكية وأساء إلي العلاقات الأمريكية مع الشرق الأوسط وبالأخص مع العالم الإسلامي ما اعتقده أن أي رئيس سيأتي سيستمر في مواجهة القاعدة ما دامت تهدد المصالح الأمريكية وسيكون هناك مواجهة لكن إذا ربح الديمقراطيون سيتغير تعريف هذه الحرب وستتغير طريقة التعامل معها أيضا وهذا شيء هام وحسب رأي اكبر فرق سيكون بين الديمقراطيين والجمهوريين في السياسة الخارجية ستكون قضية العراق.


وحول احتمالات الانسحاب الأمريكي من العراق وأفغانستان قال تلحمي إن الانسحاب من العراق وارد جدا ولكن ليس من أفغانستان لان حتي الديمقراطيين يقولون إن قضية أفغانستان وباكستان هي محاربة القاعدة ويتفقان أن القاعدة هي المهدد الأول للمصالح الأمريكية أما في قضية العراق فلم يكن هناك أي ربط بينها وبين القاعدة وبالتالي ان حصل انسحاب سيحصل من العراق فيما سيكون هناك تركيز اكبر علي الوضع في أفغانستان.