بقلم : سهلة آل سعد .. كدت أركن إلي إعفاء القاسم من اللوم إلا قليلاً فأنا من الناس الذين يلتمسون الأعذار للآخرين ولا يحملون نظرية المؤامرة ولا يفترضون سوء النوايا ولكن بعد تكراري الاستماع إلي مقاطع تلك الحلقة اللئيمة المتواطئة وبعد إعادتي أكثر من مرة مع أن مرة واحدة تكفي لأجزاء الحوار غير المتكافيء أو بالأصح المحاضرة التي ألقتها المدعوة وفاء سلطان بدعوة من فيصل القاسم وبتعهد منه بعدم المقاطعة أستطيع أن أقول وأنا مطمئنة أن رائحة التواطؤ كانت فائحة بشدة تلك الليلة وعلي من؟ علي الإسلام والمسلمين وعلي رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي لا يحتاج لتزكيتنا ونصرتنا فالله ورسوله أغنياء عنا ونحن الفقراء.


كأن هناك ما يشبه الاتفاق بين القاسم ووفاء سلطان وتقاعس القاسم عن المقاطعة والمداخلة كعادته- حين يمد يديه في كلا الاتجاهين ويعمل كبه علي وجهي الضيفين وينطط كتفي بدلته إلي الأمام- وإفساح بل إهدار الوقت كاملاً لتلقي ضيفته المؤدبة محاضرتها التاريخية يجعلنا لا نحفل ببضع الكلمات التي تبدو في صف الإسلام والمسلمين التي قالها القاسم وتجعلنا نوقن بأن هذه العبارات القليلة التي أيد فيها الإسلام والمسلمين إنما هي من باب حبك الخطة ليبدو بأنه في صفنا وجانبنا وليظهر بمظهر من عمل ما عليه ورد عن الدين الافتراء.


 وتمسخره بضيفته أمام ضيف الاستديو الآخر إنما جاء لتبرئته من تهمة الانحياز لها أو من تهمة تعريض المسلمين لألفاظ هذه المرأة متحجرة الفكر وأسلوب الكلام البادية التشدد والتعصب في حين تأخذ علي المسلمين تشددهم وتطمس الجميع بهذه الصفة وهي تعمم علي جميع المسلمين الصفات الدونية التي لا تنطبق عليهم أكثر مما تنطبق علي أي قوم من أية ملة أخري وربما كان المسلمون الأقل نسبة في عدد من يحملون هذه الصفات من بين أصحاب الديانات والملل الأخري. وأنا لست هنا بصدد الدفاع عن المسلمين وتفنيد الصفات التي تقذفها جزافاً وتصم بها المسلمين دون غيرهم من شعوب الأرض ولكنني هنا أتعجب من أن ينطلق هذا البوق ممن يفترض بها أن تكون قناة عربية إخبارية لا تتطاول علي الرسول إن لم تناصره.


 ومذيع هذا البرنامج قدم لهذه المرأة خدمة كبيرة حين قدمها للوطن العربي عبر قناة الجزيرة كما قدمت هي له خدمة حين قالت ما قالته في المسلمين لأنه رأيه الذي لا يستطيع أن يصرح به وإنما احتاج إلي من يقوله نيابة عنه ليخرج هو نظيفاً مثل الشعرة من العجين. وهو اعتقد أنه سيخرج نظيفاً لأنه قال علي مسافات متباعدة جملاً قصيرة لا تساوي 10% مما أفرد لها من مساحة لسبنا وتحقير ديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام ومما قاله القاسم ليبعد عنه الشكوك:


هل تستطيعين الآن أن تديني المجازر الإسرائيلية في غزة .


ألا تعتقدين أنك تضحكين علي المشاهد حين تصفين بعض ردود الأفعال البسيطة بالهمجية هل نسيت أن البلد الذي تسكنين فيه دمر بلداً بأكمله اسمه العراق قتل مليون ونصف المليون عراقي وشرد 5 ملايين عراقي ألم تشاهدي عشرات الأطفال الذين أبيدوا في غزة في محرقة بشهادة إسرائيل يعني عندما يفجر شخص نفسه يصبح إرهابياً أما عندما تبيدون شعباً بأكمله ودول بأكملها يصبح عملاً إنسانياً علي من تضحكين بالله عليك .


ما هذا النفاق الغربي الرسمي الصارخ لماذا سجنوا بالأمس المؤرخ ديفيد إيرفينغ ثلاث سنوات لمجرد تشكيكه بعدد الذين ماتوا في المحرقة اليهودية بينما يعتبرون فعلة الصحيفة الدنماركية التي دنست أقدس المقدسات مجرد حرية تعبير .


هذه بعض ردود القاسم عليها ولقد كدت أركن إلي حسن تلك الردود لو لم تتضح الصورة أمامي فيما بعد وإليكم الأدلة التي تدين القاسم وتكشفه.


1- الضيف الآخر الذي اختاره القاسم لمحاورة وفاء سلطان لم يكن محاوراً بارعاً بل لم يتحدث إلا قليلاً ولم يستفد المشاهد منه شيئاً وأعتقد أن القاسم قد اختاره قاصداً ليكون قطعة الديكور التي تضفي الشرعية علي الحلقة دون أن تضر بالهدف منها أو تعكره فهو لا يهش ولا ينش.


2- معايرة وفاء سلطان للقاسم التي تكررت أكثر من مرة هل دعوتني إلي البرنامج كي أستمع إلي تلك العبارات الرنانة التي مضي عليها 1400 سنة .


ونحن أجبرنا علي الاستماع إلي شتائمها الرنانة بل وبثها عبر تلفزيون الجزيرة إلي العالم أجمع ودون مقاطعة حديثها وأضع تحت دون مقاطعة حديثها مائة خط وألونها بالأحمر الفاقع وكذلك قولها للقاسم إنك لم تخبرني حين دعوتني بأنني لن أستطيع الحديث عن القرآن والمسلمين. فألجمته كلمتها هذه فلم يتحدث بعدها وربما لم تلجمه الكلمة لأن ما أعرفه أنه لا يلجمه شيء ولكنه سكت وهو يضحك بداخله بدهاء قائلاً لقد نجحت في إيهام المشاهد أنني معه وأنها من يرغمني علي الصمت فأبدو بذلك بصورة الحمل وهي بصورة الذئب.


3- أريد من جميع من يقرأ هذه المقالة فتح موقع You Tube ومطالعة المقاطع الخاصة بهذه الحلقة حيث ستستمعون أثناء القاء المدعوة وفاء سلطان محاضرتها المسفه بالمسلمين صوتاً خفيضاً للضيف الآخر بالأستديو يقول للقاسم يا دكتور.. يا دكتور يستحثه للرد عليها حينما تطاولت كثيراً وتمادت كثيراً في شتمها وألفاظها النابية وطال صمت القاسم- المعروف بزرع الفتنة بين ضيفيه وإشعال النار بينهما- ولكن القاسم ودن من طين وأخري من عجين! و يا دكتور.. يا دكتور هذه تكررت في أكثر من موضع يريد الطرف الآخر من مقدم الحلقة أن يتحرك ولكنه لا ينطق وهذا يدل علي تخاذله ورضاه ويدل علي أنه طلب مسبقاً من ضيف الأستديو عدم مقاطعتها أو التعليق إلا بإذنه فأخذ يستأذنه وينبهه وكان الأحري بالضيف أن ينتفض علي القاسم وعلي وفاء سلطان ويثور حين يري القاسم متخاذلاً مؤيداً بصمته لتلك المرأة ولكنه اختار ضيفه جيداً بحيث لا ينطق إلا بأمر منه.


أتعلمون ما قالت علي المسلمين؟ قالت:


الصحيفة الدنماركية مارست حقها في حرية التعبير والحريات أقدس المقدسات في الغرب ولا شيء يعلو عليها ولكن أقول ولكن لو لم يكن الإسلام علي ما هو عليه لما ظهرت تلك الرسوم فهي لم تأت من فراغ فلم ينبشها الرسام من وحي خياله بل كانت انعكاساً لمعرفته فالإبداع في أي حقل من الحقول هو انعكاس لمعرفة المبدع لا أشك أن ذلك الرسام قد قرأ الكثير عن الإسلام واستوحي تلك الرسوم من قراءاته فالرجل الغربي الذي يقرأ حول محمد جعل الله لي رزقي تحت حد سيفي لا يمكن أبداً أن يتخيل عمامته علي شكل حمامة سلام وليس علي شكل قنبلة. علي المسلمين أن يتعلموا كيف يصغون إلي انتقادات الآخرين علهم يعيدون النظر في التعاليم الإرهابية التي بين أيديهم ومتي استطاعوا أن يفعلوا ذلك سيراهم العالم بطريقة أفضل ثم سيرسمهم بطريقة أفضل.


 تأتي قيمة الحدث من ردة الفعل عليه وليس من الحدث نفسه ردود فعل المسلمين التي اتسمت بالوحشية والهمجية والتخلف زادت من قيمة تلك الرسوم وأعطتها أهمية أكثر مما تستحق ببساطة لأنها أثبتت صحة تلك الرسوم وأثبتت صحة الرسالة التي أرادت تلك الرسوم أن ترسلها. المسلم مخلوق ارتكاسي غير عاقل سلبته تعاليمه عقله وحرضت عواطفه ولذلك سقطت به إلي مستوي مخلوق دوني لا يستطيع أن يضبط نفسه ولا يستطيع أن يرد علي الأحداث بطريقة عقلانية .


هي تقول مخلوق دوني وضيف الأستديو يهمس مستحثاً يا دكتور.. يا دكتور ولا حياة للدكتور.


والمطلوب الآن محاسبة القناة والمذيع لأنه تطاول علي رسول الله حين استمع إلي خطاب كامل في سب الرسول صلي الله عليه وسلم والإسلام والمسلمين ولم يحرك ساكناً ولم ينبس ببنت شفة ولم يقاطع كما أعتاد أن يقاطع ولم يستجب لترجيات المسكين الذي أتي به كضيف للحلقة لقد تطاول القاسم علي الرسول حين سمح بأن يتم التطاول علي مسمع منه ومرأي فهو حين استضاف هذه المرأة لتسبه وحين أباح لها الكلام دون مقاطعة وحين تجاهل دعوة الضيف للكلام قد شارك في الفعل بالدرجة الأولي مع ضيفته سواء بسواء ومع سبق الإصرار والترصد وما الكلمتان اللتان قالهما إلا لذر الرماد في العيون ولتغرير الجهلاء والبسطاء من الناس.


[email protected]