- معالجة المواد البلاستيكية تعزز التنمية المستدامة
- ضرورة رفع مفاهيم حماية البيئة وإعداد برامج توعوية
- الملا: المنتدى يهدف إلى نشر الوعي باستخدامات البلاستيك
- المنتجات الهيدروكربونية تحتل مكانة كبيرة في الاقتصاد القطري
الدوحة ـ عاطف الجبالي :
تصوير: جين أوروما
نظمت شركة قطر للبتروكيماويات “قابكو” أمس منتدى التوعية بالبلاستيك بمشاركة مجموعة من الشركات المحلية والعالمية العاملة في صناعة البتروكيماويات إلى جانب الاتحاد الخليجي للكيماويات والبتروكيماويات ومركز أصدقاء البيئة في قطر، وعقد المنتدي تحت رعاية سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة.
وقد تحدث أمام المنتدى المسؤولون في هذه الشركات والاتحاد الخليجي ومركز أصدقاء البيئة الذي نوه رئيس مجلس إدارته الدكتور سيف علي الحجري بالتزام المشروعات الصناعية التي تقام في قطر بالمحافظة على البيئة وتحمل مسؤولياتها الاجتماعية مؤكدا أن أخطر ما يواجه البشرية هو أن المخاطر البيئية لا تحيط ببلد دون آخر ولا تلحق بمنطقة دون أخرى بل تعم الجميع.
وقال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة في كلمته التي ألقاها نيابة عنه السيد حمد بن راشد المهندي نائب رئيس مجلس إدارة قطر للبترول ورئيس مجلس إدارة قابكو خلال منتدى التوعية بالبلاستيك الذي عقد أمس إن مسار معالجة المواد البلاستيكية يساهم في بناء تنمية مستدامة ومجتمع صديق للبيئة في قطر ويعمق الإحساس بالمسؤولية البيئية داخل المجتمع مما يؤدي إلى تجنب آثار غير مرغوبة للأجيال القادمة جراء التلوث الناتج عن سوء استخدام البلاستيك. ودعا سعادته إلى معالجة المواد البلاستيكية وإعادة تدويرها بدلا من التخلص منها من أجل حماية البيئة.
وأكد على أهمية استعمالات البلاستيك الذي أخذ يكتسب أهمية كبيرة في حياة المجتمع نظرا لسهولة استخدامه وتمتعه بالأمان وقال إن الإنتاج والتخلص من هذه المنتجات البلاستيكية التي تتمتع بخفة وزنها والرخيصة الثمن قد تشكل مخاطر على الإنسان والحيوان والنبات، معتبرا أن الحل يكمن في معالجة المواد البلاستيكية بدلا من التخلص منها.
توعية المجتمع
وطالب سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة بضرورة رفع مفاهيم ومستويات حماية البيئة وإعداد برامج توعوية وخلق مفهوم جديد لدى عامة الشعب تجاه هذا الموضوع منوها بالحملة التي تم إطلاقها أمس وتستمر شهرا كاملا بهدف توعية المجتمع حول كيفية تخفيف وإعادة استخدام وتدوير البلاستيك من أجل تلافي التحديات الناتجة عن سوء استخدام هذه المواد البلاستيكية.
وأكد أن استمرار قطر في تطوير وتنويع القاعدة الصناعية المعتمدة على ثرواتها من النفط والغاز من أجل إنتاج المنتجات الهيدروكبربونية ومنها الاثيلين والبولي ايثيلين اللذان يدخلان في صناعة البلاستيك.
وقال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة إن منتجات قطر الهيدروكربونية وتصديرها إلى الخارج جعل هذا القطاع يحتل مكانة كبيرة ويشكل حيزا مهما للاقتصاد القطري معتبرا أن تنامي النشاط الاقتصادي الذي يجلب الرخاء والرفاهية لأبناء المجتمع القطري غالبا ما يجلب معه آثارا سلبية على البيئة مما يخلق تحديات كبيرة على سير التنمية المستدامة فيما يخص حماية البيئة.
وأوضح أن الهدف الرئيسي من إرساء مفاهيم التنمية المستدامة هو خلق اقتصاد يؤمن رفاهية الأجيال القادمة مع المحافظة على بناء نوعية من العيش تتلافى المخاطر البيئية المحتملة وعدم توريثها لأجيال المستقبل.
ونوه سعادته إلى أن “رؤية قطر الوطنية 2030 ” ترتكز في إحدى دعائمها على التنمية البيئية للدولة وأن إحدى الركائز الأربع للرؤية تركز على أهمية إدارة البيئة وتأمين الانسجام بين النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي وحماية البيئة.
أضاف إن “استيراتيجية التنمية الوطنية 2011 / 2016 ” تؤكد على أهمية بناء الوعي لدى العامة حول حماية البيئة وتشجع على استخدام التكنولوجيا الصديقة للبيئة.
وقال السادة: إن انعقاد هذا المنتدى يأتي في وقت مناسب تتوسع فيه الدولة في مجال صناعة النفط والغاز والمنتجات البتروكيماوية معتبرا أن مبادرة إطلاق حملة التوعية بالبلاستيك تساعد في تعزيز الوعي حول العناية بالبيئة وتؤمن الرفاهية لأفراد المجتمع.
وأكد أن أهداف إطلاق هذه الحملة التي تستمر شهرا كاملا وتنظمها شركة قطر للبتروكيماويات” قابكو” بالتعاون مع جهات أخرى هي رفع مستوى الوعي حول كيفية استخدام البلاستيك في حياتنا وتوضيح حول بعض الاستخدامات الخاطئة للبلاستيك معتبرا أنها مبادرة مهمة تتناسب مع استراتيجية التنمية الوطنية.
وقال إن تعزيز مفهوم التنمية المستدامة وحماية البيئة هو تعبير عن الالتزام برؤية قطر الوطنية 2030 مشيدا بالجهود التي قامت بها كافة الجهات المشاركة والراعية لهذه الحملة.
تضاعف الإنتاج
وأعلن الدكتور محمد يوسف الملا نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة قطر للبتروكيماويات “قابكو” إن إنتاج دولة قطر من مادة “بوليمر” التي تعد المادة الأولية لصناعة البلاستيك يبلغ مليوني طن سنويا مرجحا أن يتضاعف هذا الرقم خلال السنوات السبع المقبلة.
وأضاف الدكتور الملا خلال منتدى التوعية بالبلاستيك الذي انطلقت فعالياته أمس إن إنتاج العالم من تلك المادة يصل إلى 250 مليون طن سنويا، موضحا أن الهدف من هذا المنتدى هو نشر الوعي باستخدامات البلاستيك وبيان فوائده في الحياة التي أصبحت تعتمد اليوم بشكل كبير على تلك المادة التي تدخل في صناعة معظم المواد المتعلقة بالحياة اليومية لدى شعوب العالم.
وأكد أن تلك المادة التي تدخل في صناعة الأدوية والألعاب والسيارات وغيرها لا ينبغي أن تصبح نقمة على البيئة عن طريق استخداماتها الخاطئة، وشدد على ضرورة إيجاد طريقة جديدة للتفكير تجاه استخدامات سليمة لمادة البلاستيك التي بدأ العالم يحذر من مخاطرها على البيئة.. مبينا أن تلك الاستخدامات السليمة لن تتم إلا عن طريق مشاركة تامة من قبل الجميع.
وأشار إلى أن المنتدى يسعى لتصويب المفاهيم الخاطئة تجاه هذه المادة واستخداماتها كما يكشف طريقة اجتناب الأضرار الجانبية لمادة البلاستيك عند استخدامها بطريقة سليمة، موضحا أن الحلول المتاحة في هذا الصدد تكمن في المجال التعليمي فقط حيث يشمل المنتدى محاضرات وورش عمل لتبادل التجارب والخبرات والمعلومات فيما تستمر فعاليات الحملة التوعوية التي أطلقها المنتدى لمدة شهر كامل لتبسط تلك المفاهيم في المدارس والجامعات والمجمعات التجارية وغيرها.
الوعي البيئي
وقال الدكتور سيف الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة في كلمة أمام المنتدى إن الوعي البيئي هو مسؤولية كونية حيث إن الاحتباس الحراري والتغير المناخي والتعامل مع المخلفات ليست قضايا محلية فحسب بل هي شراكة بين الداخل الوطني والإقليم والعالم بأسره.
وعبر عن سروره لشيوع بعض الأسس التي تزرع قيم تفادي المخاطر البيئية بما يمكن من عمل شيء للأجيال القادمة من خلال تحقيق التنمية المستدامة، لافتا إلى أن هناك إمكانية لتفادي مخاطر المخلفات البيئية وذلك من خلال تقليل الاستخدام المواد الصناعية وترشيد الاستهلاك وإعادة الانتفاع من هذه المواد.
وقال إن الملتقيات التي تستند للمعرفة وتنشر نتائج الأبحاث الهادفة للتوصل إلى أنواع آمنة من مادة البلاستيك تقبل التحلل وإعادة التصنيع هي الطريق الأمثل لمواجهة التحديات والوصول إلى طرق آمنة وصحية.
وأكد رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة حرص المركز على القيام بدوره في تأسيس وعي بيئي والاحتفاء بالسلوك البيئي من قبل كل أفراد المجتمع مشددا على أن ترجمة هذا الوعي لا تتحقق في الواقع إلا بتضافر جهود الجميع والتعاون وصولا إلى بيئة آمنة وصحية ومعافاة بما يجسد مفهوم التنمية المستدامة الذي يستند في أول مبادئه على النظر للتنمية والبيئة على أنهما عملة ذات وجهين.
الاستخدام الأمثل
من جانبه قال الدكتور عبدالوهاب السعدون أمين عام الاتحاد الخليجي للكيماويات والبتروكيماويات إن مادة البلاستيك ليست بالضرورة مادة ضارة بالبيئة لكن الضرر ينشأ عن الطريقة التي يتم اتباعها في استخدامها مؤكدا ضرورة الاهتمام بالجوانب البيئية من أجل بناء مجتمع التنمية المستدامة.
وتناول الدكتور السعدون جهود الشركات المصنعة للبلاستيك فيما يتعلق بإعادة الاستخدام وإعادة التدوير وإعادة الاكتشاف من أجل تعميق الفهم المتبادل مع الجهات أصحاب العلاقة بهدف إنشاء مجمع التنمية المستدامة، واستعرض الجهود المبذولة لجعل الناس يدركون أن البلاستيك يساهم في تحسين أسلوب الحياة والتخفيف من الأعباء البيئية.
وقدم السيد فيليب مونتانا مدير قطاع أورينت بوليمر في شركة توتال للبتروكيماويات والتكرير شرحا حول فوائد البلاستيك في حياتنا اليومية وناقش الحقائق التي تواجه الأفكار المسبقة عن البلاستيك.
وأشار إلى الطريقة التي تتبعها دول أوروبا في التعامل مع المراحل النهائية من استخدام البلاستيك. وفي عرض بعنوان “كيف يمكن للبلاستيك أن يقود العالم إلى مستقبل مشرق” أشار السيد جي اس لو مدير الخدمات الفنية للبولي اثيلين عالي الكثافة في شركة فيليبس شفرون إلى أن الزيادة السكانية والنمو المطرد في الطبقة الوسطى أضاف أعباء متزايدة على الموارد لافتا إلى التوجهات والتقنيات الجديدة الخاصة بإعادة تدوير البلاستيك والطاقة والوقود والمستخلصات الكيماوية من البلاستيك يمكن أن تتيح الفرص لمواجهة هذه الأعباء.
التنمية المستدامة
أما السيد يوسف عبدالله ربيعة الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة قابكو فقد قدم عرضا بعنوان ” البلاستيك : مقدم حلول التغليف الدائم ” تحدث فيه عن فوائد التغليف بالبلاستيك وإسهامه في التنمية المستدامة وحماية البيئة وركز على حماية المواد الغذائية وسلامة البلاستيك المستخدم في تغليف الطعام وضرورة الالتزام بشروط السلامة بهذا الشأن.
ومن جانبه قال السيد انتون دي فري الذي تحدث أمام المؤتمر نيابة عن منظمة بلاستيك أوروبا إنه على الرغم من كافة الجوانب الإيجابية لاستخدامات المواد البلاستيكية إلا أنه خلال العقود الأخيرة أصبحت لهذه المواد صورة سيئة لدى الرأي العام حيث إن غالبية الدول الأوروبية باستثناء ألمانيا ترى أن المواد البلاستيكية تمثل تهديدا للبيئة وذات تأثيرات سلبية على المجتمع.
ورأى السيد انتون دي فري أن هذه الأفكار تستند على العواطف أكثر مما تستند على الحقائق وهي تهدد النمو المتزايد في صناعة إنتاج البوليمر والمواد التحويلية مؤكدا أن الإدارة الجيدة للمواد البلاستيكية بعد استخدامها تعتبر جزءا أساسيا لمواجهة هذا الوقف السلبي تجاه هذه المادة.
وشهد المنتدى جلسة حوارية ناقش فيها الخبراء والمهتمون مع المتحدثين المستجدات المتعلقة بمادة وصناعة البلاستيك. وقد تم خلال المنتدى تكريم عدد من الشركات المحلية لجهودها في مجال إعادة تدوير البلاستيك بما يخدم الأهداف البيئية وتلافي سوء استخدامات المواد البلاستيكية.