بروكسل – ا ف ب: سيحاول القادة الاوروبيون طي صفحة ازمة الدين خلال قمة الخميس والجمعة لكن سيكون عليهم ارجاء تعزيز اجراءاتهم الوقائية التي يطالبهم بها العالم بإلحاح.
ويلتقي رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي الـ27 الخميس اعتبارا من الساعة 18,00 (17,00 تغ) في بروكسل. وعلى جدول الاعمال توقيع المعاهدة الجديدة لضبط الموازنة ونقاشات حول النمو والتعيين المحتمل لهرمان فان رومبوي رئيسا لمنطقة اليورو اضافة الى اعادة انتخابه على رأس الاتحاد الاوروبي. الا ان تعزيز الاجراءات الوقائية لمنطقة اليورو، فسيتم التطرق اليها على هامش القمة بما ان قادة منطقة اليورو ال17 اضطروا الى الغاء قمة مصغرة كان من المقرر عقدها الجمعة.
وصرح مسؤول حكومي اوروبي لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان “الالمان غير مستعدين” لقبول اعتبارا من الان بتعزيز صندوق انقاذ منطقة اليورو للدول التي تواجه صعوبات مالية. وترغب منطقة اليورو باستثناء المانيا في التنسيق بين امكانات صندوق الانقاذ الموقت على منح القروض وصندوق الاستقرار المالي وامكانات آلية جديدة دائمة (500 مليار يورو نظريا)
. الهدف هو الحصول على قدرات بقيمة 750 مليار يورو تماما كما تطالب الولايات المتحدة ومجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي. لكن برلين تقول انها تريد حاليا تحديدها ب500 مليار يورو بسبب تراجع حدة ازمة الديون منذ نهاية 2011. وتريد المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بذلك طمأنة الرأي العام الالماني وحزبها. ومنطقة اليورو التي تدرك هذه الرهانات مستعدة لان تمنح المانيا بعض الوقت بصفتها اول مساهم في آليات الدعم. لكن الجدول الزمني ضيق لان جهود صندوق النقد الدولي رهن بقرار تعزيز الاجراءات الوقائية لمساعدة منطقة اليورو. وسيتخذ صندوق النقد قرارا بشأن شقين في الاسابيع المقبلة: مساهمته في خطة المساعدة الثانية لليونان (منتصف مارس) وزيادة موارده لمساعدة لاحقا منطقة اليورو (منتصف أبريل). والعملية الاخيرة ستتم عبر مساهمة دول مجموعة العشرين. وعقد قمة خاصة لمنطقة اليورو غير مستبعد خلال مارس حول الاجراءات الوقائية. وستكون ازمة الديون على جدول الاعمال يومي الخميس والجمعة. ويجتمع وزراء مال منطقة اليورو الخميس في الساعة 14,00 لدرس اول الاصلاحيات التي طالبت بها اليونان قبل تقديم اي مساعدة جديدة وعملية شطب الديون.
وقد تشارك اسبانيا ايضا في هذه القمة لمواجهة عجز عام في 2011 اكبر من الهدف الاصلي. وستطلب مدريد من شركائها “مرونة اكبر” في اهداف خفض العجز وتأمل في “العودة بهدف جديد للعجز لعام 2012” بحسب مصدر اوروبي. اضافة الى ذلك سيتخلل القمة الاوروبية الجمعة التوقيع الرسمي لمعاهدة ضبط الموازنة التي ستفرض قواعد ذهبية. واعلان الثلاثاء تنظيم استفتاء حول الموضوع في ايرلندا يزيد الشكوك. وكانت ايرلندا رفضت في الماضي مرتين معاهدتين اوروبيتين (نيس في 2001 ولشبونة في 2008).
وقد يبدأ تطبيق معاهدة الموازنة فور مصادقة 12 دولة من الدول ال25 المعنية عليها لكن ذلك سيكون ضروريا لمنح دولة في منطقة اليورو مساعدات. وتنص المعاهدة على عقد قمتين خاصتين بمنطقة اليورو على الاقل سنويا باشراف الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي فان رومبوي. ومساء الخميس سيتم تعيين فان رومبوي مسؤولا عن منطقة اليورو وتجديد ولايته على رأس الاتحاد الاوروبي.
وسيبحث القادة الاوروبيون ايضا عن خطط لتحريك النمو لاعطاء للرأي العام صورة اخرى غير صورة التقشف. الا ان تضاربا في الاراء يلوح بين اولئك الذين يراهنون على ايرادات ليبرالية مثل بريطانيا واولئك الذين يقترحون تسريع التطابق الضريبي مثل فرنسا والمانيا. وعلى الصعيد الدبلوماسي قد تمنح القمة صربيا وضع الدولة المرشحة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. ويبدو ان هذا الاتفاق على الطريق الصحيح لكنه لا يزال يتعثر بسبب عرقلة رومانيا.