لندن – رويترز: أصدر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أول توجيهات محددة بشأن الجهاد حث خلالها على الامتناع عن مهاجمة الطوائف الإسلامية الأخرى وغير المسلمين وتجنب بدء صراعات في دول قد يجد فيها الجهاديون قاعدة آمنة لترويج أفكارهم. وتعطي هذه الوثيقة التي نشرتها خدمة سابت التي تراقب مواقع الإسلاميين على الإنترنت لمحة نادرة عن إستراتيجية التنظيم بعد 12 عامًا من هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة وعن طبيعة طموحاته العالمية من شمال إفريقيا إلى القوقاز وكشمير. وقال الظواهري إن الهدف العسكري للقاعدة لا يزال إضعاف الولايات المتحدة وإسرائيل لكنه أكد في الوقت نفسه أهمية “الدعوة” لنشر أفكاره.

وقال “أما استهداف عملاء أمريكا المحليين فيختلف من مكان لمكان.. والأصل ترك الصراع معهم إلا في الدول التي لا بد من مواجهتهم فيها.” وقال الظواهري في بيان تحت عنوان “توجيهات عامة للعمل الجهادي” نشر على منتديات إلكترونية للجهاديين “معركتنا طويلة والجهاد بحاجة لقواعد آمنة.” وسرد الظواهري المناطق التي يعتبر فيها الصراع حتميًا ومنها أفغانستان والعراق وسوريا واليمن والصومال. وقال الظواهري الذي تعتقد مصادر بالمخابرات أنه مختبئ في باكستان: “في باكستان الصراع معهم مكمل لقتال الأمريكان لتحرير أفغانستان ثم إنشاء منطقة آمنة للمجاهدين في باكستان ثم السعي في إقامة النظام الإسلامي في باكستان انطلاقًا منها.” وأشار إلى ضرورة إضعاف الجزائر التي سحقت المتشددين الإسلاميين في الحرب الأهلية في التسعينيات ونشر نفوذ الجهاديين في أنحاء منطقة المغرب العربي وغرب إفريقيا.

وفي إشارة على ما يبدو لمن يقولون إن تركيز القاعدة على الولايات المتحدة يضعف معركتها ضد الحكومات المحلية أيد الظواهري حق المتشددين في مقاتلة روسيا في القوقاز والهند في كشمير والصين في شينجيانغ. ودعا الظواهري أتباعه وأغلبهم من السلفيين إلى تجنب مهاجمة أتباع الطوائف الإسلامية الأخرى وقال إنهم إذا هوجموا فينبغي أن يقتصر ردهم على من يشاركون في القتال. وقال إنه ينبغي أيضًا عدم مقاتلة المسيحيين والهندوس والسيخ الذين يعيشون على أراضٍ مسلمة واحترام أرواح النساء والأطفال والامتناع عن استهداف الأعداء في المساجد والأسواق والتجمعات حيث يختلطون مع المسلمين.

وقالت خدمة سايت إن البيان نشر يوم 13 سبتمبر غير أنه لم يتضح متى كتب الظواهري التوجيهات. وتشير محتويات رسائله إلى أنها تحتاج على ما يبدو لأسابيع لتهريبها من مخبئه. ولم يتطرق الظواهري بالذكر إلى مصر مسقط رأسه رغم أنه قال “وفي أكناف بيت المقدس الاشتباك الرئيس والأساسي مع اليهود.”