أيام معدودات نطوي بعدها صفحة العام 2014 مع كل ما جاء فيه من أحداث سعيدة وأحداث حزينة جارت على العالم أجمع، جعلت الغالب من الناس ينظر إلى العام القادم نظرة مستقبليّة طموحة، متفائلين بما سيعود به عام 2015 على قطر والعالم العربيّ والإسلاميّ بالنفع والتوفيق، ومتمنين الأصلح للمنطقة جمعاء.
في العام 1996 صادف القدر أن أزور إحدى دول شرق آسيا، وكانت في ذلك الوقت شبيهة بقطر من حيث الشغل وحجم العمل، وأتذكر أن الناس في ذلك الوقت كانت متذمرة ومتأففة من التحويلات والحفريات في كل مكان، وبعد عدة أعوام زرت نفس البلد وإذ الجسور والأنفاق والطرق الواسعة التي تتزين بها البلد، وبفضول الصحفي أخذت أطرح عدّة أسئلة على مجموعة من مواطني البلد والسرور ظاهر عليهم من النهضة العمرانية التي تتمتع بها بلدهم، وعند تذكيرهم بما جرى في السابق تختفي الابتسامة من على وجوههم وحالهم يقول إن الوضع كان مأساة، ولكنّ الذي جرى ما كان إلا سحابة تطوير انقضت وجاء وقت قطف الثمار.
مع بداية هذا الشهر، احتضنت أرض الدوحة اجتماع قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الخامسة والثلاثين، ومن أروع ما يستفيد منه الإعلامي في هذه القمم هو الالتقاء مع إخوانه وأصدقائه إعلاميي الدول الخليجية والعربية المدعوين لتغطية فعاليات القمة. ففي إحدى الجلسات مع مجموعة من الإخوة الصحفيين من دول الخليج كان أغلب الحديث هو عن الحركة العمرانية التي تشهدها دولة قطر والتطوّر اللافت الذي جعل الجميع يبارك ويهنئ على القفزات الكبيرة التي جعلت قطر من أكثر اقتصادات الدول نموًا في العالم، وانعكس ذلك في تصنيف الأمم المتحدة للتنمية البشرية في الدّولة، وكله بسبب إستراتيجيّة رؤية قطر 2030″ لتكون بمثابة خريطة طريق لتعزيز مسيرة البلاد.
ولو استرجعنا شريط هذا العام قُبيل أن تطوى صفحته – فعلى مستوى الدولة – لاستذكرنا نشاطات عديدة دارت على أرض دولتنا الحبيبة في شتى المجالات: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والرياضية، وكان من أحد أبرز النشاطات هو النشاط الحكومي اللافت والمميز، وذلك من أجل مواكبة تطوّر الدولة الذي ينطلق بسرعة الصاروخ، والذي لامسه أي مواطن أو مقيم أو حتى زائر عابر لما يشاهده من توسعة للطرق وبناء للجسور وتطوير مستمرّ للبنى التحتيّة، فضلًا عن العمل الذي يجري صباح مساء لعدد من المشاريع والمبادرات الحكومية بهدف دعم التنمية الاقتصادية في مشاريع تجري بسرعة وفق جدول زمني مُحدّد على خلاف العادة.. ووفق خُطة عمل وآلية تنفيذ يتابعها رأس الهرم الحكومي شخصيًا.
ختام القول، أنّه لكي يقوم النحل بعمل كيلوجرام واحد من العسل يتوجب عليه المرور بحوالي عشرة ملايين زهرة، والطيران بسرعة القطار تقريبًا، ومع ذلك فهو لا يكلّ ولا يملّ، ولكي نكمل مسيرة التطوير والتنمية في الدَّولة نحتاج إلى تعب وجهد وصبر سيتكلّل في النهاية وبإذن الله إلى ما نصبو إليه … قطر 2015 هي قطر المُستقبل.
maa404@yahoo.com
twitter@mohdaalansari