كتاب الراية

علوم لبلاد .. وزراء المجلس البلدي

تزدان شوارع الدوحة هذه الأيام بصور مرشحي المجلس البلدي المركزي على كل ركن من أركان الطريق، في تجربة ديمقراطية جميلة بدأت منذ العام 1999، شارك ويشارك بها النساء والرجال لاختيار عضو لدائرتهم الانتخابية يكون فعالا وله دور في المساهمة بتطوير الدائرة أو الحي أو المنطقة.

ومما لا شك فيه أنه مع مرور الزمن ومنذ الاقتراع الأول اكتسب المرشحون الخبرة في خوض التجربة، ويوما بعد يوم تتطور أساليبهم وتتنوع البرامج الانتخابية من حيث التخطيط والنظرة المستقبلية لحل المشاكل وطرح المشاريع خدمة للناخبين. فمنهم من يستخدم التكنولوجيا كوسائل التواصل الاجتماعي التي كتبت على كل لوحة مترشح، ومنهم من طرح فكرة برنامجه الانتخابي في شكل فيديو كليب بهدف جذب جمهور الشباب الذين يسجلون النسبة الأعلى في المشاركة الديمقراطية.

وتزامنا مع الحدث بدأت الصحف بتنظيم الندوات والمقابلات الصحفية بهدف عرض المرشحين لبرامجهم الانتخابية ولطرحها للناس حتى يتسنى لهم معرفة من هو مرشح دائرتهم، وهي خطوة موفقة تحسب للصحف، وللحق فإن كثيرا من المرشحين خاصة فئة الشباب قام بطرح برامج وإن كانت طموحة إلا أنها حق مشروع يسعى من خلاله المترشح لجذب أكبر عدد من أصوات الناخبين. الملفت أن هنالك من يشطح في عناوينه الرنانة، وهناك من ينصب نفسه وزيرا في الحكومة من حيث إنشاء المشاريع وتوزيع الأراضي وغيرها من الأحلام الوردية التي تكون في الأغلب خارج اختصاصات المجلس، والتي تطرح دون مسؤولية على أن هذه الوعود ستكون لزاما أن يطبقها الفائز على أرض الواقع حينما يصبح ممثلا عن الناخبين في المجلس.

الجميل في موضوع الصحف أن الأغلب حضر هذه الندوات التي بينت كثيرا من أفكار المترشحين، كما أنها أزالت الأقنعة عن بعض المترشحين وأظهرت الوجوه على حقيقتها، وبدون الشعارات الرنانة المكتوبة على اللوحات الانتخابية، أظهرت الاختلاف الكبير والواضح ما بين الصورة الموضوعة على اللوحات بعد الاستعانة بمحترفي الفوتوشوب لإظهار صورة مختلفة عن الواقع من حيث السن والشكل، والصورة الفعلية الأخرى، مما يجعلنا نستغرب من هذا السلوك غير المبرر.

تجسيد رؤية الناخبين، والسعي لترجمة مطالب أهالي الدائرة على أرض الواقع وتوصيلها إلى المسؤولين بالدولة ومتابعتها، هي الهدف الأساسي لتفضيل مرشح على آخر، أو لترشيح فلان وإغفال علان،لأن التمثيل في المجلس البلدي خدمة مجتمعية وليس لأهداف شخصية يستعرض فيها المرشح غصنه البان، لأن قيمة العملية الانتخابية كواجب وطني تدفع أفراد الشعب بالمشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم لتعميق السلوك الديمقراطي بين كافة أفراد المجتمع القطري.

الجميع يترقب صباح الثالث عشر من مايو القادم موعد بدء الاقتراع مع التمنيات للجميع بالتوفيق.

[email protected]   

twitter@mohdaalansari

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X