بين كل فينة وأخرى يتداول مغردو مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى الأخبار عن قرب إلغاء الدولة الفلانية لتأشيرات الدخول عن المواطنين، وأخبار أخرى عن تيسير إجراءات تقديم طلبات التأشيرة في السفارة الفلانية وأخبار ثالثة تتعلق بعدم الحاجة لحضور الأطفال وذوي الإعاقة لمبنى السفارة العلانية.
ومع دخول فصل الصيف من كل عام أتناول معكم موسم سفر الطيور المهاجرة الهاربة من حرارة الجو من شباب وعائلات قطرية ومقيمة، فقد كان المقال الأول عن غلاء تذاكر السفر التي كانت ولازالت أحر وأغلى من حرارة الصيف على الرغم أنها أبرد وأرخص من جو أوروبا من خارج الدولة، وبعد ذلك وفي العام المنصرم تناولت تدابير إجراءات السلامة التي يجب اتباعها والتي إلى الآن كثير من المسافرين يهملها رغم إعلانات التحذير والتوعية.
ومن باب آخر وحتى نواكب الأخبار و”لعلوم” دعونا نسلط الضوء هذا العام على إجراءات التأشيرات التي تتطلبها سفارات الدول العربية أو الأجنبية، وأخص هنا الأجنبية وأضع تحتها خطا، لأنه ومن خلال التجربة فإن أغلب السفارات العربية التي تتطلب دخول بلادها تأشيرة، فإنه يتم توفيرها في المطار عند الوصول أو من خلال سفاراتها بالدولة وبشكل سريع تصل في كثير من الأحيان إلى ساعات معدودات.
أما عند عقد النية للسفر إلى دول الخواجات كدول أوروبا أو أمريكا، نجد أن موضوع التأشيرة يشكل إرهاقا وتعبا يصل في كثير من الأحيان إلى وجع الرأس، فعلى سبيل المثال عند التخطيط إلى زيارة بلد العم سام، أول مشكلة يواجهها المواطن أو المقيم الذاهب للسفارة هي عدم توفر مواقف السيارات لأن الموقف الموجود بالكاد يكفي لعدد قليل ومحدود جدا من السيارات، كما أن وضع مكان انتظار مؤقت هي خطوة على الطريق الصحيح لأن الانتظار مع حرارة شمس الصيف تجعل الناس تشوى كما يشوى الدجاج البلدي في المطاعم، إلا أن المشكلة لم تحل جذريا، لأن الناس إلى الآن يخرجون من هذا المكان وينتظرون لفترة زمنية للتفتيش ومن ثم الدخول للسفارة، فتخيل عزيزي القارئ كبار السن وتحت حرارة الشمس الحارقة يقفون وبدون كراس في انتظار التفتيش.
وقد جاءتني رسالة من السفارة الأمريكية أهم ما فيها “أن القسم القنصلي في السفارة الأمريكية بالدوحة ينصح الراغبين في السفر إلى الولايات المتحدة أن يتقدموا بطلباتهم للحصول على تأشيرة السفر قبل موعد سفرهم بوقت كاف” وهذا تذكير سنوي جيد، كما “أن طلب التأشيرة في الوقت الراهن لا تستغرق الإجراءات فيه أكثر من 90 دقيقة والقسم القنصلي بالسفارة يعمل على تحسينها وتيسيرها” وهو شيء يشكرون عليه، إلا أن المطلوب من السفارة أكثر وأكثر.
اخترت سفارة العالم الجديد التي اكتشفها المستكشف الإيطالي كريستوفر كولمبوس ليس لسبب ما، وإنما لأنني أتردد عليها بين فينة وأخرى وعاصرت تطور إجراءاتها، وهذا لا يعفي سفارات أصحاب العيون الزرق الأخرى لأن منها من يرسل طلبات التأشيرات إلى دول مجاورة وهو إجراء خاص وحق لا نتدخل فيه، إلا أن ذلك يزيد من وقت الإجراء وهو بالنسبة لي شخصيا أجراء مستغرب.
وفي الختام ومن مبدأ المعاملة بالمثل فإنني أرى أنه أزف الأوان، وحان الزمان، لأن يتم فرض تأشيرات دخول على مواطني الدولة الفلانية أو العلانية، أسوة بما تفرضه على مواطنينا وبنفس الإجراء، حتى لا يصبح أحد أفضل من أحد، لنكن بذلك سواسية كأسنان المشط… حتى في الدبلوماسية، والله من وراء القصد.
twitter@mohdaalansari