يصادف اليوم منتصف شهر رمضان المبارك ، الشهر الفضيل الذي يحل كل سنة ضيفا خفيفا رغم دخوله هذا العام في موسم الصيف ، وماهي إلا أيام معدودات ونبدأ بالدخول في العشر الأواخر.
وبالأمس كانت ليلة المنتصف “نص رمضان” حملت معها البهجة والسرور لمنطقة الخليج ، و بالأخص الفرح في دولتنا الحبيبة حيث احتفل فيها الأطفال بالليلة التراثية الجميلة ألا وهي ليلة القرنقعوه ، واكتظت البيوت القطرية مساء أمس بالأطفال وهم يرتدون الملابس التراثية المصممة خصيصا لهذه الليلة مرددين” عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم”.
في شهر العطاء وشهر الخير جاءني وهو زعلان وممتعض ، لأنه وكما يقول “فلان” دخل عالم الاستثمار حديثا كمنتج مسرحي لعمل فني سوف يعرض في عيد الفطر المبارك ، يأمل منه النجاح في بداية حياته الاستثمارية ، وشخصيا لست ضليعا في الأعمال الفنية لكن من خلال الأسماء المطروحة من مخرج ومؤلف وأسماء ممثلين لهم شعبية جماهيرية بالمنطقة إضافة الى مكان المسرح الذي سيقام عليه العرض ، يجعلني أعلم تماما أنه تكلف كثيرا من أجل هذا النجاح والتوفيق ولأنها “الخطوة الأولى فلابد أن تكون صحيحة ” كما يقول فلان.
وكعمل فني متكلف سعى هذا الشاب الى الحصول على الدعم من المؤسسات الوطنية كنوع من الدعاية وليضمن مدخولا يغطي ولو جزءا بسيطا من التكلفة ، إلا أنه انصدم بالواقع ، فعند ذهابه الى الناقل الوطني، تقابل هناك مع الشخص المسؤول والذي كان من جنسية آسيوية طبعا، وعند عرض الموضوع تعلل بعدم وجود مبلغ دعم كاف لهذه الأنشطة …يعني ما في خصم على التذاكر قلنا مش مشكلة ،قطريون ومعاشاتكم وايد وما تحتاجون ، مواطنو دول الجوار والإقليم والعالم أحوج للخصومات، طيب لكن مساهمة بسيطة لدعم شاب قطري مستثمر …لا، هذا سيسبب هزة وزلزالا وزوابع في الميزانية.
جر الشاب ذيول الخيبة وقصد البنك الوطني إلا أنه هنالك صادف نفس الجواب والرفض وبأسلوب جميل وهو الاعتذار لكن هذه المرة من البنك الوطني ومن صاحب الزِّي الوطني ، وبعدها ذهب وذهب الى عدة شركات ومؤسسات كبيرة في الدولة لعل وعسى يجد من يوافق على تخصيص ولو شيئا رمزيا من أجل وضع شعاره أو اسمه كأحد الرعاة أو الداعمين إلا أن محاولاته كلها باءت بالفشل.
بالأمس القريب نظمت وزارة الاقتصاد والتجارة مشكورة منتدى التمكين الاقتصادي للشباب كمبادرة من أجل تشجيع الشباب في قطر والمستثمرين ورجال الأعمال على المشاركة في تطوير القطاع الخاص،وهي خطوة ممتازة في سبيل طرح أفكار ومشاريع شبابية ناجحة تشارك في نهضة القطاع الخاص ،إلا أن مؤسساتنا وشركاتنا الوطنية العريقة وبرغم توجه الحكومة في مساعدة الشباب، تأبى أن تشارك في هذا المحفل على أرض الواقع ولو بالشيء اليسير.
شهر رمضان شهر الجود والعطاء، والبذل والإحسان
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع أمثلة البذل والعطاء خاصة في هذا الشهر الفضيل، لذلك لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نذكر حيتان الدولة بالأهازيج التراثية الجميلة التي رددها الأطفال ليلة أمس” عطونا الله يعطيكم ،بيت مكة يوديكم، عطونا من مال الله يسلم لكم عبدالله، عطونا تحبة ميزان يسلم لكم عزيزان “. ودمتم
Twitter@mohdaalansari