من الهوايات الجميلة والمحببة إلى نفوسنا في الماضي (الحبال والحداق) الحبال هو صيد العصافير، فبعد الشتاء الزاخر والغني بأمطاره الغزيرة وخيراته، يأتي الربيع موسم الترفيه عن النفس، موسم الهوايات المنوعة للرجال والنساء والشباب وكذلك الأطفال ، في الربيع النساء يخرجن كل مساء من بعد صلاة العصر في مجموعات إلى الخلاء إلى البر والذي عادة لا يبعد عن المنازل كثيراً، هؤلاء يخرجن للنزهة وجلب ما تنبته الأرض مثل الحوا والملبوا والخبيز والحميض وليراوة والفقع والحشيش الأخضر الذي تتغذى عليه الحيوانات وكل ما تنبته الأرض الطيبة من خير وفير ، ومنهم من يأخذ معه بعض الملابس ليغسلها في مياه الأمطار المتجمعة في المنخفضات والتي يطلق عليها الغدير أما الرجال فكانوا يقولون لزوجاتهم اطبخوا العيش وأنا ذاهب أجيب لكم لودام، فيذهب إما بطيرة أو بفخه ولا يأتي المغرب إلا وهو عائد ومعه الصيد الوفير من الطيور البرية والعصافير الصغير منها والكبير على اختلاف أنواعها وأحجامها.

ومثلما يفعل الرجال يفعل الشباب فهم يذهبون أيضا بعد الغداء بفخاخهم وعتلهم “العتل هو الدود الذي يصطادون بواسطته العصافير” ويرجعون قبل أذان المغرب محملين بصيدهم الوفير من طيور البر وعصافيره المنوعة الصغير منها والكبير، ومثلما فصل الربيع يعطي الأرض زهوها وزينتها ونضارتها ويكثر من خيراتها ، كذلك يعطي البحر من خيراته فتكثر أسماكه ويسمنها ويأتي بها من البعيد إلى القريب من الأعماق والبحار الباردة إلى الشواطئ والمياه الضحلة الدافئة ، سبحان الله رزق يسوقه الله إلى عبادة المؤمنين فيستعد الرجال والشباب إلى مزاولة هوايتهم المفضلة في كل وقت وهي الحداق أو الصيد بالميدار أو الصنارة، في تلك الأيام هذه الهوايات لا تحتاج إلى استعداد أو تجهيز لأن اليم أو الطعم موجود على السيف على الشاطئ، فهناك لصقوع بأنواعها وهي الأصداف التي يؤخذ ما في بطنها ثم يوضع في الميدار أو الصنارة كطعم للأسماك، وكذلك هناك الدود وهي أيضا طعم مفضل للأسماك يؤخذ من رمل البحر، وكلها دقائق أوسويعات وترجع إلى بيتك وأنت محمل بخيرات البحر وأسماكه، هذه الهواية أين ذهبت ألا يوجد أحد من المسؤولين عن إحياء التراث كي يحييها ، إنها من تراث الآباء والأجداد لأنها من الرياضيات التي تعود الإنسان على الصبر وتحمل المسؤولية.. وسوالف

كاتب وباحث في الموروث الشعبي