خلال فترة عملي السابقة كصحفي بوكالة الأنباء القطرية والتي اكتسبت منها خبرة عظيمة، أكن لها كل عرفان وتقدير، لأن الوكالة كانت ومازالت الرافد الأول للصحفيين القطريين لمختلف قطاعات الدولة، فكنا في ذلك الوقت مجموعة من الصحفيين القطريين والمقيمين نعمل بقسم المحليات، مقسمين لتغطية نشاطات وفعاليات جميع وزارات الدولة وهيئاتها، فلكل شخص وزارته المسؤول عنها وعن متابعة أخبارها، وكنا على تواصل شبه يومي مع المسؤولين سواء بالزيارات الميدانية المجدولة وغير المجدولة، أو عبر الهاتف حتى وإن كان لإلقاء السلام والدردشة التي غالباً ما كانت تثمر عن أخبار الجهة الرسمية.
وإحقاقاً للحق كنت دائماً ما أسرّ عند تكليفي بتغطية نشاطات “العسكر” سواء فعاليات وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية، وذلك بسبب التنظيم الرائع لأي مناسبة يتم تدبيرها، فالبداية تستشعرها عند بوابة الدخول حيث يجد الصحفي اسمه موجوداً لدى الاستقبال، من ثم يرافقه أحد عساكر إدارة العلاقات العامة أو العلاقات والتوجيه المعنوي إلى المكان المخصص له مع باقي زملائه، وبعدها يتم تزويده بكافة معلومات الفعالية وصورها في فلاش ميموري “ذاكرة” ولا يبقى على الصحفي إلا كتابة الخبر مدعماً بملاحظاته ومشاهداته ومستعيناً بالمعلومات التي زود بها.
بالأمس قرأت إعلان فتح باب القبول لطلبة الثانوية العامة الراغبين في الالتحاق كمرشحي ضباط بالجهات العسكرية، وهي البوابة الوحيدة والموحدة من قبل الجهات العسكرية بهدف تخفيف العبء واختصار الوقت والتسهيل على الأبناء وذويهم كما ذكر مدير اللجنة والتي تضم نخبة من ذوي الكفاءة والخبرة في هذا المجال.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، فالفكرة بحد ذاتها رائعة، والتطبيق أروع، ولابد من شكر صاحب الفكرة والقائمين عليها، لأنها فعلاً ستسهل لأبنائنا التقدم والانخراط في خدمة الوطن، وستكون مصباً وقاعدة بيانات تستفيد منها كافة الجهات العسكرية المنضوية تحت مظلتها، فهنيئاً لأولياء أمور الشباب وهم أكثر الفئات الذين سيذوقون حلاوة ونجاح هذه الفكرة بعد أن كانوا يقصدون تلك الجهات باباً باباً.
والله من وراء القصد.
twitter@mohdaalansari