قطر تلعب دوراً محورياً في تكريس الأمن والاستقرار بالمنطقة
الدبلوماسية القطرية استطاعت نزع فتيل التوتر في الكثير من القضايا
قطر نموذج عالمي في الحكم الرشيد ومثال للشفافية ومحاربة الفساد
توافق بين سياسة البلدين بشأن القضية الفلسطينية والشأن الليبي

-
نتطلع للاستفادة من الخبرات القطرية في مجال الطاقة وتعزيز التجارة
-
تسهيلات في النيجر أمام المستثمرين القطريين
-
نأمل فتح خطوط جوية مباشرة لتكون قطر محطة المرور الأفريقي لآسيا
حوار – سميح الكايد:
أكد سعادة السيد حسن امبارك بوبكر سفير جمهورية النيجر لدى الدولة أن قطر تلعب دورا محوريا ورائدا على الصعيد الإقليمي لحل العديد من القضايا وتكريس الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة، مشيرا إلى أنها استطاعت عبر سياستها القائمة حل الكثير من القضايا والعمل على نزع فتيل التوتر كما شهدنا على سبيل المثال لا الحصر الجهود التي بذلتها لحل الأزمة في دارفور وإحلال السلام في الإقليم وبناء اقتصاده وكذلك إنجازها على الصعيد الدولي عبر إسهامها الفاعل لبناء السلم والأمن الدوليين.
وقال بوبكر، في حوار مع الراية، إن قطر مثال ونموذج عالمي يحتذى في مجال التطور والنهوض أو البناء والإصلاح الشامل، كما أنها تشكل نموذجا عالميا يحتذى في مجال الحكم الرشيد، وأستطيع القول إن قطر أصبحت مثالا للإنسانية والشفافية ومحاربة الفساد. وأعرب عن عميق ارتياحه لمستوى العلاقات القائمة بين بلاده وقطر على مختلف الصعد، منوها بدعم قطر لبلاده. وثمن عاليا تنظيم قطر مؤتمر المانحين لصالح النيجر عام 2007، الأمر الذي جسد قوة الترابط التاريخي بين البلدين.
وأكد تأييد بلاده للسياسة القطرية التي وصفها بأنها تتسم بالشفافية والتوازن وتقوم على واقع العمل الفعال من أجل خلق فضاء سلمي عالمي وإقليمي من أجل رفاه واستقرار الإنسان. ونوه بوجود تماثل في الرؤى السياسية إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية أبرزها القضيتان الليبية والفلسطينية.. وإلى تفاصيل الحوار:
> بداية.. كأول سفير للنيجر في قطر.. كيف تقيمون علاقات البلدين؟
– نحن في النيجر تربطنا بدولة قطر علاقات قديمة وتاريخية، ولم يشكل عدم وجود سفارة لنا بالدوحة أي عائق أمام قوة ومتانة هذه العلاقات، فقد كانت لنا سفارة بالمملكة العربية السعودية نطل من خلالها في تعاملنا الدبلوماسي مع دول مجلس التعاون ومنها دولة قطر، لكن علاقاتنا الوطيدة مع قطر سبقت ذلك بكثير.
> وماذا عن طبيعة التواصل لتعزيز العلاقات قبل فتح سفارة بالدوحة؟
– التواصل قائم بيننا منذ القدم وتعزز هذا التعاون والتواصل مع الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لجمهورية النيجر عام 2002 وأعقب تلك الزيارة تنظيم دولة قطر مؤتمرا للمانحين لصالح جمهورية النيجر عام 2007.. هذا المؤتمر الذي جسد حقيقة الموقف القطري الرائد في العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين والتي دعمت بالتالي عبر قيام رئيس جمهورية النيجر عام 2012 بزيارة الدوحة للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة.
> وهل جاءت فكرة فتح السفارة في نفس العام؟
– بالفعل بحثت هذه المسألة وتم الاتفاق على فتح السفارة عام 2015 ومع فتحها كنت أول سفير لجمهورية النيجر يقدم أوراق اعتماده بالدوحة وحقيقة الأمر هذا يجعلني أشعر بالاعتزاز لكوني أعمل دبلوماسيا في بلد مثل قطر.
> بالنظر لحداثة عهد افتتاح سفارتكم بالدوحة.. كيف هي خطواتكم في مسار التعاون والعلاقات القائمة بين البلدين؟
– منذ أن حظيت بتقديم أوراق اعتمادي كأول سفير لبلادي بالدوحة بدأت على الفور بتكثيف الاتصالات مع مختلف القطاعات بالدولة وقد وجدت كل دعم وعون من قبل المسؤولين القطريين على مختلف المستويات لتسهيل مهمتي وإنجاحها.
> وما هو أبرز حدث بعد فتح السفارة بالدوحة على مسار علاقات البلدين؟
– كان الحدث الأبرز حقيقة زيارة الرئيس محمد يوسف للدوحة للمشاركة في منتدى الدوحة 2016 وكان الزعيم الأفريقي الوحيد الذي خاطب المشاركين بالمنتدى عبر كلمته التي ألقاها بالمنتدى نيابة عن النيجر وعموم القارة الأفريقية.
> وهل تم خلال زيارة الرئيس الأخيرة للدوحة توقيع اتفاقيات جديدة بين البلدين؟
– كانت هناك لقاءات تشاورية تمت خلالها مناقشة العديد من أوجه التعاون الثنائي بين البلدين والقضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى لقاء الرئيس بمختلف المسؤولين في مؤسسات الدولة ومنها رؤساء الجمعيات الخيرية القطرية التي لا تألو جهدا في تقديم العون والمساعدات المتنوعة للفقراء بالمناطق النائية بجمهورية النيجر، حيث وجه لهم الشكر والتقدير لدورهم الكبير في خدمة الإنسانية، كما التقى رجال الأعمال القطريين، ووجه لهم الدعوة لطرق أبواب جمهورية النيجر للاستثمار في ذلك البلد الذي يحظى ببيئة استثمارية خصبة كونه ينعم بسقف كبير من الأمن والاستقرار ولديه مجالات كبيرة للاستثمار في المجالات الزراعية والتعدينية والعقارية والسياحية وغيرها.
> في ضوء هذه الدعوة للاستثمار.. هل هناك من تسهيلات؟
– نعم هناك تسهيلات كبيرة وضعتها الحكومة للمستثمرين القطريين في النيجر التي تحظى بموقع استراتيجي هام في القارة الأفريقية وهي بوابتها كذلك لآسيا.
> وماذا عن أبرز ما تم الاتفاق عليه خلال هذه الزيارة؟
– تم الاتفاق على تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية، ويجري التنسيق الدبلوماسي حاليا بخصوص الزيارات المرتقبة حيث من المتوقع أن تتم زيارة الرئيس للدوحة في المستقبل القريب.
> بالعودة للحديث عن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين هل كانت تسير على قدم وساق قبل فتح السفارة؟
– نعم فهذه العلاقات قوية بيننا في كافة المجالات قبل فتح السفارة.
> في الجانب السياسي أشرتم لتأييد بلادكم للتحرك القطري ضمن سياسة حل مختلف المشاكل الإقليمية فما هو مدى التوافق في الرؤى بين البلدين؟
– هناك توافق كبير في الرؤى إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية مثل الملف الليبي فهناك توافق كبير بيننا على دعم الحكومة الشرعية، كما أن هناك توافقا كبيرا في الرؤى إزاء قضايا عربية وإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وغيرها كما أن هناك توافقا سياسيا بيننا في المحافل الدولية إزاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
> وما مستوى الروابط التجارية بين البلدين؟
– نسعى لتطوير هذه العلاقات التجارية خاصة في مجال الطاقة حيث نتطلع للاستفادة من الخبرة القطرية في هذا المجال الحيوي والهام ونسعى كذلك لفتح خطوط جوية مباشرة بين البلدين بحيث تكون الدوحة محطة كبرى للمرور نحو أفريقيا بالاتجاه الآسيوي من خلال بوابة النيجر بحيث تكون النيجر نقطة انطلاق هامة على هذا المسار الأفريقي الآسيوي.
> وهل هذا يعني أنه لا توجد رحلات جوية مباشرة؟
– نأمل أن يتم تشغيل خطوط مباشرة في المستقبل القريب إلى النيجر التي تشكل بلدا هاما للأفارقة حيث ينطلقون منها إلى آسيا كونها تشكل نقطة استقرار وأمان ولهذا نسعى جاهدين لتعزيز الرحلات بين قطر والنيجر التي تعتبر سوقا كبيرة على مستوى النقل الجوي العالمي حيث تربط بسبع رحلات جوية عالمية منها على سبيل المثال التركية والجزائرية.
> وهل هناك استثمارات قطرية في النيجر؟
– جمهورية النيجر بلد ينعم بالأمن والاستقرار ولديه بيئة استثمارية جيدة وأبوابنا مفتوحة أمام المستثمرين القطريين حيث إن هناك تسهيلات لافتة نوفرها لهم لإنجاح مشاريعهم الاستثمارية.
> وما موقفكم من الدور المحوري القطري إقليميا ودوليا؟
– قطر تلعب دورا محوريا ورائدا على الصعيد الإقليمي لحل العديد من القضايا وتكريس الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة وقد استطاعت عبر سياستها القائمة حل كثير من القضايا والعمل على نزع فتيل التوتر كما شهدنا على سبيل المثال لا الحصر الجهود التي بذلتها لحل مسألة دارفور وإحلال السلام في الإقليم وبناء اقتصاده وكذلك إنجازها على الصعيد الدولي عبر إسهامها الفاعل لبناء السلم والأمن الدوليين.
> وكيف تنتظرون إلى ما تشهده قطر من نهضة تنموية شاملة؟
– قطر مثال ونموذج عالمي يحتذى في مجال التطور والنهوض أو البناء والإصلاح الشامل كما أنها تشكل نموذجا عالميا يحتذى به في مجال الحكم الرشيد كما أنني أستطيع القول إن قطر أصبحت مثالا للإنسانية والشفافية ومحاربة الفساد فالدول تقاس برجالها العظماء وليس بعدد سكانها.
> ماذا تقول في استضافة قطر لبطولة العالم 2022؟
– نحن نفخر بهذه الاستضافة لمثل هذا الحدث الهام والذي لم تشهده المنطقة حيث كان حكرا على الدول الكبرى، كما أننا نساند بقوة استضافة قطر لكأس العالم وهو موضع اعتزاز لكافة الدول الإسلامية والعربية.