
عواصم ـ أ ف ب:
قتل أكثر من 300 مدني خلال ثلاثة أسابيع من القصف المتواصل في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. ومنذ 31 يوليو، تاريخ بدء الفصائل المقاتلة والمسلحة معارك لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، قتل “333 مدنيا” جراء القصف المتبادل بين طرفي النزاع في المدينة المقسمة. ووثق المرصد السوري “مقتل 163 مدنيا، بينهم 49 طفلا” في قصف للفصائل المعارضة على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام، فضلا عن اثنين آخرين في قصف الفصائل لحي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية. كذلك قتل “168 مدنيا، بينهم 26 طفلا”، بحسب المرصد، جراء القصف الجوي الروسي والسوري فضلا عن القصف المدفعي لقوات النظام على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة. واستهدفت طائرات حربية أمس مجددا الأحياء الشرقية، وتركز القصف عند أطرافها الجنوبية القريبة من منطقة الاشتباك، وفي أماكن أخرى في محافظة حلب، قتل خلال الفترة ذاتها 109 مدنيين جراء القصف الجوي على مناطق واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.
من جهة ثانية، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى اتخاذ إجراء عاجل لمساعدة أكثر من مئة ألف طفل “محاصرين في رعب شديد” في مدينة حلب. وأطلقت اليونيسف نداءها هذا عبر بيان لمديرها التنفيذي أنطوني ليك أصدره عقب الصورة التي انتشرت في وسائل الإعلام العالمية للطفل السوري عمران دقنيش البالغ من العمر خمس سنوات، والذي انتُشل من تحت أنقاض مبنى في حلب تهدم إثر قصف جوي. وتساءل أنطوني ليك في بيانه قائلا “أي نوع من البشر هذا الذي يمكنه أن يرى معاناة الطفل الصغير عمران دقنيش، الذي تم إنقاذه من بين أنقاض المبنى المدمر في مدينة حلب، دون أن يغمره إحساس طاغ من التعاطف؟”ومضى في تساؤله “أليس بإمكاننا إبداء التعاطف نفسه مع أكثر من مئة ألف طفل محاصرين في رعب شديد في حلب؟ إنهم جميعاً يعانون من أمور لا ينبغي لطفل أن يعانيها أو حتى يشاهدها”. وأضاف إن التعاطف وحده لا يكفي وكذلك الغضب؛ فالتعاطف والغضب يجب أن يقترنا بالعمل.
-
تقرير إخباري
-
مدينة التل بريف دمشق.. يوميات حصار ومعاناة
دمشق ـ الجزيرة نت:
حصار شبه مطبق.. تشديد أمني خانق.. منع خروج ودخول السكان.. السماح للموظفين والطلاب فقط بالعبور.. إدخال كميات محدودة جدا من المواد الغذائية، هذه هي يوميات معاناة مئات الآلاف من سكان مدينة التل بريف دمشق. فمنذ قرابة العام، تعيش هذه المدينة الواقعة بريف دمشق الشمالي الغربي، والمحاطة بالعديد من القطع والثكنات التابعة للجيش السوري النظامي، فصلا آخر من فصول عقاب النظام للمناطق الخارجة عن سيطرته بفرض سياسة الحصار والتجويع عليها. وعلى عكس العديد من المدن والبلدات التي هادنت فصائلها المسلحة النظام، لم ينفع اتفاق الهدنة الموقع في التل بتخفيف وطأة الحصار، وإنما كان مجرد حبر على ورق كما يقول كثير من سكانها، خاصة مع إغلاق كل مداخل المدينة بالسواتر الترابية والحواجز الإسمنتية، وإبقاء مدخل وحيد يتحكم به حاجز تابع لقوات النظام. ولم تترك إجراءات النظام الكثير من الخيارات لقرابة مليون مدني يعيشون في التل -حسب إحصاءات بعض الجمعيات الإنسانية والهلال الأحمر- مع نفاد معظم المؤن والمدخرات المنزلية، فلجأ بعضهم للاعتماد على الزراعة رغم عدم أهلية المنطقة لذلك، واضطرارهم للاعتماد على مياه الصرف الصحي للسقاية، واكتفى آخرون بما تيسر لهم من أغذية يحصلون عليها من الأسواق. يروي أبو أحمد، معاناته اليومية على معبر المدينة الوحيد “لا نستطيع جلب سوى كيلوغرام واحد من المواد الغذائية وربطة خبز واحدة”. وأما فاطمة فتشتكي من تعرضها وتعرض نساء التل لتفتيش يومي ومضايقات من ضباط نساء على الحاجز، وكأن هذه المعاناة لا تكفي، إذ حملت الأيام الماضية اشتدادا للحصار مع فرض النظام بشكل مفاجئ شروطا على إدخال جميع المواد الغذائية، وتتمثل في دفع إتاوات لأحد تجار الحرب المقربين من القوات الأمنية. ويقول الناشط الإعلامي أحمد البيانوني إن كل التجارات تحولت إلى سوق سوداء، والحالة الصحية آخذة في التدهور مع النقص الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية، وانتشار الأمراض الحادة والمزمنة والالتهابات وعلى رأسها التهاب الكبد الوبائي والتيفوئيد.