كتاب الراية

علوم لبلاد… أسواق الفرجان بين جدلية الفكرة والتطبيق

بقلم: محمد الأنصاري:

جاءت فكرة إِطلاق أسواق الفرجان من رحم وزارة الاقتصاد، كأسواق تجارية تقام على أراض حكومية في مناطق سكنية متفرقة، وهي فكرة رائعة تهدف إلى تسهيل حياة قاطني تلك الفرجان وتلبية احتياجاتهم اليومية، خاصة مع قلة الأسواق التجارية وشح المحال ذات النشاط الاستهلاكي لأهل الفريج مثل البقالة ومغسلة الملابس والخضار والخباز وغيرها من النشاطات التي يحتاجها المواطن والمقيم على حد سواء.

بين الفكرة والتطبيق جدلية كبيرة مع هذا المشروع، وذلك لأن الفكرة الجيدة وحدها لا تكفي لإنشاء مشروع تجاري ناجح، فلابد من توافر عدة عوامل لإنجاحه، فإطلاق الفكرة من وزارة الاقتصاد بحد ذاتها عمل يشكرون عليه، لكن التطبيق على أرض الواقع إلى الآن يعاني ويمشي برجل عرجاء، والسبب إما قيمة الإيجار الشهرية والمقدرة بستة آلاف وهي عالية نوعاً ما إذا علمنا أن المشاريع هي لأصحاب الدخل المحدود، كما وأنها تساوي جميع النشاطات التجارية مع بعضها البعض في القيمة الإيجارية، ففي مقارنة سريعة نجد أن السوبرماركت والمطعم أصحاب الدخل الشهري المتوسط يتساوى مع الخباز البلدي صاحب بضاعة “5 قروص بريال”، وإذا الخباز فكر ينوع باع “باجلة ونخي”، بصراحة مساواة غير عادلة بتاتاً، تذكرني بمساواة تلفزيون قطر بقناة الجزيرة!!!!.

إن فرض نشاط معين على من وقع عليهم الاختبار، هو أيضاً بحد ذاته خطأ جسيم، حتى وإن كان المتقدم هو صاحب الطلب، فاقتراح أكثر من نشاط هو حل ناجع للمتقدم خاصة وأن هناك بعض المحال حتى الآن تعاني من العجز وفي طور الإغلاق لأسباب عديدة.

إذا وبعد كل تلك الفترة من انطلاق المشروع، نقول إن الإدارة ليست جني الإيجار وأخذ شيك 3 شهور و50 ألف ريال مقدم فقط يا شركة وصيف … وإنما طرح الأفكار التي تعزز المشروع وتعالج نواحي القصور.

وفي رأيي الشخصي إنه من الضروري أيضاً التنسيق مع وزارة الداخلية من حيث منح المحال التجارية التأشيرات التي تتناسب والنشاط، لأن هنالك بعض النشاطات لا يمتهنها إلا جنسيات معينة، فعلى سبيل المثال ليس من الممكن أن تجد “خباز بلدي فلبيني !!” أو “خباز إيراني كمبودي!!” في خلل في التركيبة، ليس لسبب في الجنسية، ولكن لأن هنالك من المهن لا تتقنها إلا جنسية معينة وهذا شيء معروف عند التجار وأرباب العمل.

المشروع ممتاز ويخفف الضغط على مداخل ومخارج البلد ويوفر احتياجات أهل المنطقة، ولكن يحتاج القليل من الدعم والمساعدة حتى لا يتحول إلى مبانٍ مهجورة تكون في خاصرة الفرجان لأن سقراط يقول إن بالفكرة يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورود أو من الشوك…..ونحن بلا شك نتطلع إلى الورد.

والله من وراء القصد

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X