فيينا – قنا – وكالات: توصلت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) أمس في فيينا إلى اتفاق لخفض إنتاجها بـ1,2 مليون برميل يومياً ليصبح في حدود 32,5 مليون يومياً.

 وقررت المنظمة تخفيض إنتاجها للمرة الأولى منذ عام 2008 وذلك من خلال بدء تطبيق اتفاق مبدئي بشأن كميات النفط التي تنتجها الدول الأعضاء بالمنظمة، وهو ما يعني احتمال ارتفاع أسعار البنزين والمازوت في الفترة المقبلة. وقال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة خلال مؤتمر صحفي إن أوبك اتفقت على خفض “1,2 مليون برميل يومياً ليصبح سقفها 32,5 مليون برميل يومياً، وتعهد من الدول المنتجة غير الأعضاء بالمنظمة على خفض إنتاجها بمعدل 600 ألف برميل يوميا، منها 300 ألف برميل من روسيا.

 وأشار د. السادة إلى أن “قرار الخفض جرى اتخاذه بالإجماع وسيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير 2017”.

 وأكد وزير الطاقة والصناعة أن أعضاء المنظمة سيجتمعون في 25 مايو لمراجعة الاتفاق، وقد تمدده المنظمة 6 شهور أخرى، كما أضاف سعادته أن “الكويت وفنزويلا والجزائر ستراقب تقيد الدول باتفاق أوبك”. كما أعلن سعادة الوزير عن تشكيل لجنة وزارية لمراقبة التزام الدول بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، وهي لجنة مشكلة من خمسة أعضاء، ثلاث من الدول الأعضاء بالمنظمة واثنتان من خارجها.

 وقال د.السادة إن: هذا الاتفاق التاريخي هو نتاج الدعم الكبير والمستمر والسياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، والتي أكسبت دولة قطر ثقة الدول الأعضاء في المنظمة وخارجها، والتي أعربت بدورها عن تقديرها الكبير للدبلوماسية القطرية التي بذلت خلال العامين الحالي والمنصرم قبل توليها الرئاسة، جهوداً كبيرة لتنسيق المواقف وتقريب وجهات النظر، مما حظي بقبول المجتمع الدولي، خاصة الدول المنتجة للنفط من داخل المنظمة ومن خارجها، وساهم في التوصل إلى هذا القرار التاريخي الذي أظهر للعالم أجمع أن منظمة أوبك قد أخذت على عاتقها مسؤولية إعادة التوازن إلى السوق وخفض الفائض العالمي من النفط بما يخدم الاقتصاد العالمي قبل اقتصاديات الدول الأعضاء”.

 كما توجه سعادته بالشكر إلى جميع الدول المنتجة على الثقة التي أولتها لدولة قطر بقيادة سمو الأمير المفدى، حفظه الله ورعاه، التي لم تأل جهدا في تنسيق المواقف وتقريب وجهات النظر بصورة إيجابية وبتنسيق كامل مع الدول المنتجة من داخل المنظمة ومن خارجها، وصولا إلى هذا القرار التاريخي.

وكان قد سبق هذا الاجتماع عدد من الاجتماعات التشاورية الرسمية وغير الرسمية، والزيارات لسعادة الدكتور السادة الرئيس الحالي لمؤتمر أوبك والأمين العام للمنظمة، والتي كان أبرزها المؤتمر الرباعي في الدوحة في شهر فبراير من العام الجاري واجتماع شهر أبريل في الدوحة أيضاً والذي جمع 16 دولة من داخل وخارج منظمة الأوبك للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، واجتماعات أخرى عديدة على عدة مستويات، آخرها اجتماع الدوحة يوم 17 نوفمبر الجاري والذي شاركت فيه دول من داخل وخارج المنظمة وأسهم في تقريب وجهات النظر وفي تفهم المواقف وأدى بالتالي إلى إمكانية التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي.

 ويتضمن الخفض تقليص العراق لإنتاجه بواقع 200 ألف برميل يوميا إلى 4.351 مليون برميل يوميا بدءاً من يناير . كما وافقت روسيا غير العضو في أوبك على خفض إنتاجها بواقع 300 ألف برميل يوميا.

 ومن المقرر أن تجتمع أوبك مع المنتجين غير الأعضاء بالمنظمة في التاسع من ديسمبر. وقالت المنظمة إن إعلان دول نفطية من خارج أوبك عزمها خفض إنتاجها يعد مؤشراً إيجابياً حيث أعلنت روسيا أنها ستخفض إنتاجها بواقع 300 ألف برميل يوميا. ورحب وزراء كل من إيران والإمارات والكويت بقرار الخفض التاريخي، مؤكدين أن المقترحات كانت مقبولة، والاتفاق حصل والوعد الجزائري تحقق، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام عن سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي.

 وكانت أوبك قد توصلت لاتفاق الخفض خلال اجتماع لها في الجزائر في سبتمبر الماضي. وبموجب اتفاق الجزائر سيتم خفض إنتاج أوبك إلى 5ر32 مليون برميل يوميا مقارنة بنحو 5ر33 مليون في الوقت الحالي. وساهم قرار أوبك خفض الإنتاج لأول مرة منذ 8 سنوات في ارتفاع أسعار الأسهم العالمية حيث ارتفع مؤشر يوروستوكس 50 للأسهم الأوروبية الممتازة بنسبة 43ر0% إلى 61ر3051 نقطة، حيث قادت أسهم شركات النفط والغاز مسيرة الارتفاع.

 وارتفعت أسعار الأسهم في بورصة وول ستريت بنيويورك في تعاملات أمس حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي القياسي بنسبة 4ر0% في أعقاب إعلان قرار أوبك.