محمد الأنصاري
دائماً ما نطلق مصطلح بوز المدفع على الأشخاص الذين يُوظفون في الجهات الأمامية لاستقبال المراجعين وحل ومواجهة أسئلتهم والمصاعب التي يواجهونها، وهو عمل جبار يقوم به كثير من الموظفين لدى أغلب المؤسسات والدوائر الحكومية وغير الحكومية، ودائماً ما يتمتعون بمهارات في فن التعامل وحل المشكلات.
بالأمس القريب زرت أنا وأحد الأشخاص الآسيويين بشكل منفصل إحدى المؤسسات الخدمية شبه الحكومية لأكثر من ست مرات لقطع ولطلب خدمة معينة، ودائماً أول من نقابلهم هم موظفو الاستقبال للاستفسار ولأخذ الأرقام منهم كجهة دورها توزيع المشتركين على الجهات المختصة. لكن وللأسف في كل مرة كان يخرج علينا أحد الموظفين في الاستقبال بكلام مختلف عن سابقه ويذكر متطلبات جديدة، الأمر الذي أجّل الحصول على الخدمة لأكثر من شهرين ما ترتب عليه هدر للوقت والجهد والمال على عكس ما ينادون به من”ترشيد”.
قرأت في إحدى المرات أن للمعلم في اليابان مكانة اجتماعية خاصة إذ تعتبر مهنته أفضل مهنة، وأن التدريس يعد دعوة ورسالة إلهية، لذلك يعمل اليابانيون على جعل المدرسين أصحاب الخبرة وكبار السن بتدريس الصفوف الأولى والمراحل التدريسية الابتدائية، بل وكان في الماضي التدريس مهنة تجذب الساموراي وهم المفكرون والمحاربون وأهل العلم لنقل خبرتهم إلى الشباب في ذلك الوقت.”أما عند ربعنا فالعكس صحيح، دائماً ما يعين الموظف الجديد وعديم الخبرة في مواجهة الجمهور.. بلفيت ليشتد عوده وليتعود على مواجهة الجمهور، طيب ..علمه ..فهمه ..بس من الدار للنار”.
– أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة أمس عن مبادرة طرح فرص استثمارية لترخيص المركبات المتنقلة، موزعة على خمس فرص استثمارية للأنشطة الغذائية المختلفة وأربع فرص لأنشطة الصيانة وتخليص المعاملات والصيانة المنزلية وغيرها، وهي من وجهة نظري فكرة ذهبية رائعة يشكر مطلقها، لأنها من ناحية تخلق فرصاً استثمارية محفزة للقطاع الخاص، ومن ناحية أخرى تخدم المستهلك في المجالات السابقة، وأهم ما لفت نظري إعادة تسويق فكرة سيارات الخدمات الغذائية التي افتقدناها على الكورنيش مثل ما افتقدنا البرتقالة التي يعرفها جيل الطيبين، ففي آخر زيارة لإمارة شقيقة زرت كورنيشهم الممتد على ساحل جميل وهادئ وكان ما يميزه السيارات الموزعة هنا وهناك وتبيع ما لذّ وطاب وتلتف حولها السيارات العائلية والشبابية في منظر نفتقده منذ زمن بسبب عدم وجود هذه الخدمات على امتداد كورنيشنا الجميل، فكل الشكر مرة أخرى لوزارة الاقتصاد وللقائمين على طرح هذه الأفكار القديمة الجديدة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:”من لا يشكر الناس لا يشكر الله” والله من وراء القصد.
twitter@mohdaalansari