كتاب الراية

علوم لبلاد .. أيام مصطفى

مصطفى طالب مقيم في قطر منذ الولادة، متميز وذكي ونبيه وكان يدعى النابغة الذبياني في الثمانينيات حينما كنا في المرحلة الإعدادية، نموذج للطالب الشاطر الذي بكى بكاء شديدا وانهار حينما حصل على درجة ٩١ بالمئة مع نهاية العام، لأنه بذلك أصبح أسوأ شخص في العائلة من حيث التحصيل العلمي.

مصطفى كباقي الطلبة العرب المقيمين في قطر دائما ما يتميزون بالتفوق العلمي والشطارة، وكانت في قطر عدد من المدارس معروفة بكثرة نسبة المقيمين “الفلتة” على الطلبة المواطنين مثل مدرسة الدوحة ومدرسة قطر والاستقلال وأحمد بن حنبل وغيرها من المدارس التي كنا نخشى الانضمام لها وأنا واحد منهم، بسبب أن الطلبة هناك يدرسون من الجلدة إلى الجلدة والواحد “نظارته كعب بياله” كناية عن سماكة العدسات من الدراسة، ذاك الجيل المتفوق الذي كان دائما ما يتصف بالخلق العالي والهدوء والمثابرة من جهة، والدماثة والاحترام إلى درجة الخوف من الأهل وعدم السهر وعدم الخروج خارج نطاق الفريج بل كان كثير منهم لا يخرج من البيت إلا في النادر من جهة أخرى.

الأيام الحالية تغيرت وتغير معها الشيء الكثير ومن ضمنها مصطفى وربعه، فمن يزور المجمعات التجارية في الدولة خاصة يومي الخميس والجمعة يندهش ويستغرب ويتعجب من بعض الشباب المقيم في مرحلة المراهقة من الجنسين الذين يصولون ويجولون بدون حسيب أو رقيب، تركُوا بدون الأهل، فتارة تلاحظ مجموعة بنات في سن الزهور يتبعهن مجموعة من الشباب ومجموعة يصدرون أصواتا وصرخات عالية وتارة أخرى تجد التجمعات الشبابية عن البوابات وبين المواقف المظلمة والأغلب يدخنون ولأوقات متأخرة وللأسف أمام حراس المجمعات ذوي الجنسيات الآسيوية الذين لا ناقة لهم ولا جمل ومغلوبون على أمرهم أمام الجنسين من بنات وبنين لا تتعدى أعمارهم 15 أو 16 سنة في مشهد يستنكره الجميع.

الظاهرة خطيرة جدا خاصة أن المعني هم أبناؤنا، فعملية ترك المراهق وبالأخص البنات في مجمع تجاري ولوقت متأخر لوحدهن يجب أن ينتبه لها الأهل لأنهم هم المسؤول الأول والأخير عن ذلك، وشخصيا يعز علي هذا المظهر المتكرر لأن مصطفى وغيره من المقيمين أخوة وأصدقاء أغلبهم ولد وتربى على أرض قطر ويعرف السكك والفرجان مثله مثل أبناء الوطن.

والله من وراء القصد.

 

[email protected]

Twitter@mohdaalansari

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X