رمي الافتراءات وإلصاق التهم جزافاً ضد قطر ليس مستغرباً على كثير من الجهات والمؤسسات الممولة من جماعات بل ومن دول كرّست كل قوتها لمعاداة دولة قطر في كثير من المحافل، بسبب مواقف قطر المشرفة على كافة الأصعدة، وذلك عن طريق نشر تقارير وأخبار مفبركة لا تمتّ للحقيقة بصلة، كما هو معروف، وبصراحة غير مؤذية معنوياً، لأنها أصبحت أسطوانة مشروخة نسمعها بشكل متكرّر نعلم ويعلم العالم كله أن لا أساس لها من الصحة.
دائماً طعنة الغدر هي التي تصيب في مقتل خاصة عندما تأتي من أقرب الناس.. وبالأخص من بعض الأشقاء !!، فالصدمة أمس الأول جاءت من عدد من المحطات ووسائل الإعلام لدول شقيقة رسمية وشبه رسمية تناقلت التصريحات المفبركة في أول ربع ساعة من نشر التصريح المزعوم وفي عناوين عاجل …عاجل، وكأنه سبق صحفي مهم يجب أن يصل إلى كل مواطن خليجي وعربي بل وأجنبي، وبدأت تجيّش له الصحفيين والمحللين والمستشارين للحديث عن ادعاءات حول مواقف قطر لشق الصف العربي، وأفعال سياسية مغلوطة، وكلها بسبب أن دولة قطر لم تخضع لإرادة أحد ولن تخضع لتوجيه أحد آخر.
مع شروق شمس الصباح أمس، وانتشار النفي الوارد على لسان مدير عام وكالة الأنباء القطرية، وتصريح مدير مكتب الاتصال الحكومي اللذين سارعا من النصف ساعة الأولى مباشرة إلى تكذيب الأخبار ونفيها، إلا أن أغلب هذه المواقع والمحطات، خاصة المتآمرين أغفلت النفي «أنى تسمع الموتى» واستمرت في سياسة النباح الإخباري وتحليل المواقف السلبية التي نسجوها من خيالهم بهدف زعزعة الصف الخليجيّ.
ما أقول « للمتآمرين «إن النظام الأساسي لإنشاء منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاء بناء على «إدراكاً من دول المجلس وما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية وإيماناً بالمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها… « إلى آخر الفقرة الموجودة في دستور إنشاء المجلس، إلا أن بعض وسائل الإعلام الخليجي سقطت مهنياً ولَم تتثبّت ولم تتحرَّ الدقة ولم تتعب نفسها بمتابعة وكالة الأنباء القطرية كما فعلت سابقاً وكأنها كانت تنتظر اللحظة الحاسمة والموقتة بساعاتهم الشخصية ولم تلتفت إلى النفي الذي نشر بعد فترة لم تتجاوز الساعة، إن لم أكن مخطئاً، لكنها ظلت واستمرت في تحليلاتها المغلوطة حتى الصباح، والغريب والمستغرب من هذا كله، ما كان يبثّ على وسائل إعلام دول شقيقة أثناء الفجر باستضافة جهابذة التحليل وعتاولة التفسير المغبر للهجوم على قطر في الساعات الأولى وكأن الأمر معد ومرتب له سلفاً، حتى التغريدات في حساباتهم على وسائل الإعلام الاجتماعي كانت تنشر كالرصاص الرشاش الواحدة تلو الأخرى وكأن خزان الذخائر معبأ وجاهز …»مبطي».
للمؤسسات الإعلامية المدفوعة والمأجورة أرسل لهم هذه الأبيات المنسوبة للإمام زين العابدين تارة وللشافعي تارة أخرى، فليس مهماً في مقامنا هذا معرفة كاتبها، لكنها تحكي الواقع الحالي وهي تقول
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما…رقصت على جثث الأسود كلاباً
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها…تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاباً
أما الرسالة إلى بعض أشقائنا وأحبابنا في دول الخليج الذين التبس عليهم الأمر وسقطوا سقطة مهنية، نقول لهم يا حيف على الإخوة»، هي غمامة أخفت الصورة الصحيحة وسحابة صيف ستزول، ونقول لهم بالخليجي» الشمس لا تغطيها المنخل» ومرد الحقيقة تتجلى وتخرج وتبين مواقف الرجال وعزائم إخوان روضة. وهنا اقتبس ما قاله أحد الحكماء» لم يجدوا عيباً في الذهب، فقالوا يتعب العين» « ونافلة القول … اما قطر فوق ولا ما لنا خانه، والله يعزّك يا بلادي.
Twitter@mohdaalansari