يقول صاحب هذه الرسالة:
زوجتي غشيمة جداً، لديها من المواصفات الحسنة الكثيرة، فهي إنسانة طيبة القلب، وعلى نياتها كما يقولون، لكنها تفتقر إلى اللباقة والدبلوماسية في كلماتها، لا تجيد التحدّث في بعض الأوقات من دون أن تعطي أهمية لما تقول، فتتفوّه بأمور غير لائقة أو غير مناسبة لا تجيد الحوار والمناقشة ولا تفهم في الأصول، إذ لا تستطيع حتى مجاملة عائلتي بالشكل اللائق، ما يجعلها محاطة بالانتقاد، وفي أغلب الحالات تسبب لي المشاكل مع أقاربي بالإضافة إلى كل ذلك فهي لا تجيد الظهور أمامي بالزي المناسب، وأجدها بعيدة كل البعد عن الوصول إلى ما يرضي تطلعاتي الشخصية.
وأضطر إلى الاعتراف بذلك نتيجة تعدّد المواقف التي أتصادم فيها مع عائلتي بسببها فأضطر إلى تجنّب الحضور معها في اللقاءات والمناسبات الاجتماعية، وأحياناً تبدي لي الاعتذار، والأسئلة التي سأطرحها هنا.
هل تدرك زوجتي ما تفعله؟ هل هي مسألة عابرة أم متأصلة في شخصيتها؟ هل من الممكن تغيير طباعها وشخصيتها؟
وما الذي يمكن أن أفعله معها لكي تتعامل مع الآخرين بلباقة..؟
علماً أنه مضى على زواجنا ثلاث سنوات وبضعة أشهر فقط، وللعلم أيضاً أنها حاصلة على مؤهل جامعي، لكنها لا تعمل.
لصاحب هذه الرسالة أقول:
بداية أوضح لك، أن لكل فرد سلوكاً وشخصية يتميز بها، والشخصية الغشيمة تجهل الأمور فيقع النقد من بعض الرجال عليها.
بالنسبة للأسئلة التي طرحتها، أجيب: في كثير من الأحيان تدرك الزوجة فقدانها اللباقة في الأسلوب والتعامل، لكنها تنكر حقيقة ذلك على الرغم من الإقرار الداخلي باحتياجاتها إلى التعديل بدليل إبدائها الاعتذار لك عما بدر منها من سوء تصرف، كما أن مسألة الغشامة قد تكون متأصلة لأن المرأة بطبيعتها لماحة، وتمتلك القدرة على تغيير نفسها للأفضل بشكل أكبر من الرجل.
بينما هناك أيضاً الكثير من العوامل التي تؤثر في طريقة تعامل المرأة مع الآخرين، منها على سبيل المثال، البيئة والشخصية والخبرات والسلوك، وتصدر عن قناعات وإذا كانت قناعات الإنسان إيجابية فستكون تصرفاته إيجابيّة أما الشخص السلبي الذي يذم دائماً فقناعاته سلبية.
ولا ننكر دور الجينات في وجود هذا السلوك وللتنشئة البيئية دورها أيضاً كما أسلفنا إذ أن لها دوراً كبيراً في شخصية الزوجة.
بالطبع فإن المتعلمة ينظر لها بمنظور سلبي من المجتمع في حال انعدام لطف التعامل مع الآخرين ليتساءل المجتمع كيف للمتعلمة أن يكون هذا أسلوبها..؟ لكن كما أسلفنا أن الطباع أحياناً أو في كثير من الأحيان تغلب على الشخصية والسلوك أياً كانت درجة الإنسان ومستواه التعليمي، لكن ليس معنى ذلك أنه من المستحيل تهذيب الطباع وتغيير السلوك، لهذا أقول لك: هذا لا يمنع زوجتك من تغيير نفسها إذا تهيأت لها البيئة المناسبة التي تساعدها على التطوير في شخصيتها، إن دورك يبدأ من هنا، حيث إنك تستطيع تغيير طباع زوجتك وتطوير أسلوبها وتعديل سلوكها من السلبي إلى الإيجابي لأنك العنصر المهم والمحفز لها دائماً، مع الإقرار والمعرفة بأن التغيير لن يحدث في ليلة وضحاها، وإنما يمتدّ إلى شهور في حال اقتناع زوجتك باحتياجها إلى تعديل سلوكها وقد يستمرّ إلى سنوات في حال عدم اقتناعها بما تفعل فيما يكون هنا دورك تدريجياً بدءاً من التوجيه ثم التنبيه يليه العقاب، وأخيراً الإهمال والانقطاع بغرض التعديل ومن ثم انضمامها وتسجيلها في الدورات التدريبية كفن الحوار وفن الاتيكيت أو من خلال قراءة الكتب وتطبيق ما يتم تعليمه معها كحافز للتغيير، لكن التثقيف من خلال الكتب والدورات لا يكفي لتغيير سلوكياتها، بل يجب أن تتغير قناعاتها أيضاً، لذلك يجب أن تسعى لدمجها في بيئة محفزة لها لما ترغب أن تكون هي عليه، فكل ذلك يساعدك على تحسين سلوكيات زوجتك، وتجنب النقد أو التوجيه المباشر لسلوكياتها، لأن ذلك قد يؤدّي إلى زعزعة ثقتها في نفسها.
باختصار تستطيع بذكائك وإدارتك الجيّدة لمنزلك أن تغيّر من أسلوب زوجتك في تعاملها مع الآخرين وتستطيع تطوير أسلوبها بتعاملك معها بطريقة لبقة تجعلها تتلمس الطريق الصحيح لتسير عليه.