دول الحصار انتهكت حق الطلاب في التعليم
طلاب على وشك التخرج تم حرمانهم من استكمال دراستهم
إجبار الطلاب على مغادرة دول الحصار جريمة لا تغتفر
آثار تعليمية ونفسية على الطلبة نتيجة أسلوب الطرد الجائر
الحرمان من التعليم انتهاك واضح للأعراف ومواثيق حقوق الإنسان
كتبت – هناء صالح الترك :
أكد عدد من الأكاديميين والخبراء التربويين والنفسيين أن انتهاك دول الحصار لحق التعليم بحرمان الطلبة من التعليم الجامعي جريمة لا تغتفر ولابد أن توضع على طاولة اليونسكو لاتخاذ الإجراءات القانونية العقابية، نتيجة ما أفرز الحرمان من عدم استكمال التعليم واتباع أسلوب الطرد الجائر من جامعات تلك الدول، وما تمخض عن ذلك من آثار نفسية وتعليمية على الطلبة، خاصة وأن الكثيرين منهم كان على وشك التخرج.
ودعا الأكاديميون، في تصريحات لـ الراية اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات قانونية مشددة تجاه دول الحصار وتلك الجامعات، لأن ما حدث للطلبة القطريين يصنف ضمن انتهاك حقوق الإنسان في حقهم في التعليم.
واستغربوا قيام دول الحصار بإجبار الطلاب من دولة قطر في جامعاتها ومدارسها العامة والخاصة على مغادرتها بصورة عاجلة دون مراعاة لأبسط الحقوق المتعارف عليها في حقوق الطلاب، وهم على مقاعد الدراسة كما نصت عليها بنود منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والتي من بينها ضرورة العمل على تهيئة الأمور لصالح الطلاب مهما تأزمت العلاقات بين الدول، وذلك مراعاة لنفسيات الطلبة وهم في فترات الامتحانات النهائية. وقد أدت مثل هذه التصرفات غير المسؤولة إلى تأثر آلاف الطلاب الجامعيين وغير الجامعيين من قطر وغير قطريين تسكن عائلاتهم في قطر، وبينهم كثيرون كانوا على وشك التخرج.
لم تعاملهم بالمثل في فترة الاختبارات .. د. نظام الشافعي :
قطر هيأت الأجواء لطلاب دول الحصار
قال الدكتور نظام عبد الكريم الشافعي من جامعة قطر : من غرائب القرارات التي أصدرتها الدول المحاصرة لدولة قطر أن أجبرت الطلاب من دولة قطر في جامعاتها ومدارسها العامة والخاصة على مغادرة الدول بصورة مستعجلة دون مراعاة لأبسط الحقوق المتعارف عليها في حقوق الطلاب، وهم على مقاعد الدراسة، كما نصت عليها بنود منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والتي من بينها ضرورة العمل على تهيئة الأمور لصالح الطلاب مهما تأزمت العلاقات بين الدول في حالة الحروب (منظمة الأونروا مثالاً)، وذلك مراعاة لنفسيات الطلبة وهم في فترات الامتحانات النهائية، وقد سهروا عليها لأدائها بإتقان لتحقيق النجاح، أو هم في فترات التحصيل العلمي المعتادة وهم على مقاعد الدراسة.
وقد أدى هذا التصرف غير المسؤول إلى تأثر مئات بل آلاف الطلاب الجامعيين وغير الجامعيين من قطريين وغير قطريين تسكن عائلاتهم في قطر ، وخاصة الطلاب الذين كانوا على وشك إعلان تخرجهم وإسعاد أهلهم.
وأضاف أنه بالنظر إلى قواعد منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي تضع اعتباراً لحقوق الطلاب في حالة السلم، وكذلك في حالة الأزمات والحروب، فإنها واضحة وعلى جميع الدول مراعاتها .. لكن للأسف لم ينتبه الإخوة في الدول الشقيقة إليها ، كما في قرارات ارتجالية كثيرة لم ينتبهوا لآثارها الاجتماعية والاقتصادية وأيضاً النفسية والأخلاقية، ويعد التصرف تعد على حقول طلابنا الأعزاء المعترف بها، والتي يجب مراعاتها دولياً وبالتالي عليها تحمل تبعاتها إن عاجلاً أو آجلاً. وتابع : على العكس تعاملت قطر مع الطلاب الدارسين من دول الحصار في جامعاتها ومدارسها وهيأت لهم أجواء تعينهم على الأداء المطلوب، وعدم تضخيم الوضع لتقليل تأثيره النفسي عليهم أو على أولياء أمورهم وأصدرت تعميمات على كافة المستويات الأكاديمية والإدارية بضرورة مراعاة هذه المجموعة من الطلاب الأعزاء والتواصل معهم والسؤال عنهم ، ودفعهم للإتقان في امتحاناتهم وتحصيلهم العلمي العادي وهم على مقاعد الدراسة أو حتى بالتخطيط السليم لرحلتهم العلمية المتبقية دون التخوف من الوضع الحالي.
د. بتول خليفة :
تصرفات جامعات دول الحصار غير مقبولة تربوياً ودولياً
أكدت الدكتورة بتول خليفة أستاذ الصحة النفسية بجامعة قطر أن الإجراءات والقرارات التي اتخذتها دول الحصار الثلاث ،بحق الطلاب والطالبات القطريين في حق التعليم، وهم على مقاعد الدراسة في الجامعات، يعتبر انتهاكاً واضحاً لكافة الأعراف والمبادئ ومواثيق حقوق الإنسان ، مشيرة أن الجامعات تصرفت بطريقة غير مقبولة دولياً وإنسانياً وتربوياً، فالطلاب قصدوا هذه الدول بغرض تلقي العلم في جامعاتها والتحقوا بمنظومة التعليم وفق القواعد والمعايير المطلوبة، وعوملوا بطريقة تخالف أبسط قواعد حقوق الإنسان في حقهم الطبيعي بتلقي العلم.
وأضافت : في المقابل نجد أن جامعة قطر راعت مختلف ظروف الطلبة الإنسانية والاجتماعية وربما السياسية واهتمت وحرصت بعدم الإضرار بمصالح طلبة دول الحصار الثلاث ، وأخذت كافة الترتيبات المناسبة حتى لايؤثر الحصار على أداء الطلبة في الجامعة.
د. لطيفة المغيصيب :
ضياع سنوات قضاها الطلاب في الدراسة
اعتبرت الدكتورة لطيفة عبد العزيز المغيصيب أستاذ مساعد بقسم العلوم التربوية جامعة قطر أن ما لحق بطلاب وطالبات قطر الذين يدرسون في الجامعات الخليجية الثلاث ألحق بهم ضرراً كبيراً خاصة أنهم كانوا على وشك تقديم امتحاناتهم وبعضهم كان على وشك التخرج فأثر ذلك نفسياً عليهم وعلى أهاليهم الذين كانوا ينتظرون فرحة تخرجهم، وأصبح الطلبة في حيرة من أمرهم ولديهم خوف على السنين الدراسية التي قضوها في دول الحصار الثلاث، فانعكس أثرها النفسي سلبياً على الطالب الذي تحمل مشقة الجهد الدراسي والغربة والسفر من أجل التحصيل العلمي فأحدث لهم صدمة نفسية وهم يغادرون جامعاتهم في منتصف شهر رمضان المبارك.
عائشة عبيدان : ممارسات دول الحصار بحق الطلاب كارثة
قالت الكاتبة الصحفية عائشة عبيدان : إذا كان الحصار على دولة قطر يعتبر جناية فإن انتهاك حق التعليم الذي اتبعته دول الحصار في حرمان الطلبة من التعليم الجامعي جريمة لاتغتفر ولابد أن توضع على طاولة اليونسكو لاتخاذ الإجراءات القانونية العقابية نتيجة ما أفرزه الحرمان من عدم استكمال التعليم واتباع اُسلوب الطرد الجائر من جامعات تلك الدول من آثار سلبية نفسية وتعليمية على الطلبة، خاصة أن الكثيرين منهم على وشك التخرج، فهذا الانتهاك الصارخ لحق التعليم نتيجة إرهاصات سياسية فردية عوجاء منهج وأسلوب غوغائي عدائي والأقسى أسلوب الطرد المفاجئ للطلبة.
وأضافت : ماقامت به دول الحصار من حرمان الطلبة من جامعاتها كان موضع استنكار المجتمعات والمنظمات الدولية المعنية بالتعليم وحقوق الإنسان والتي أصبحت من أوليات اهتمامها لأنه اختراق غير قانوني وغير مبرر ،وتعتبر هذه الانتهاكات في حق التعليم التى مارستها دول الحصار على طلبة دولة قطر كارثة مستقبلية لابد أن تتخذ إزاؤها إجراءات قانونية مشددة من قبل لجنة حقوق الإنسان ومتابعته ولايمكن السكوت عنه ولابد أن تلتزم دول الحصار بالتعويضات والمبالغ المالية المدفوعة على تلك الجامعات وتوضع بكل جدية في المساءلة القانونية والعقاب القانوني.