أخبار عربية
اختفاء محتويات تنتقد السلطات وتعرض حسابات نشطاء للقرصنة

تويتر وفيسبوك يتواطآن مع السعودية لتكميم المعارضة

نيويورك – وكالات:

قالت مجلة «نيوزويك» إن المملكة العربية السعودية تقوم بتكميم أصوات المعارضين على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك ربما بتواطؤ مع عمالقة القطاع مثل «تويتر» و«يوتيوب» و«فيسبوك»، مستعرضة نماذج حية لنشطاء سعوديين اختفت محتوياتهم التي تنتقد سلطات الرياض أو تعرضت حساباتهم لعمليات قرصنة. واستعرضت المجلة أول حالة لمعارض سعودي يدعى عمر عبد العزيز، حاصل على اللجوء السياسي في كندا، يريد أن يعرف لما اختفى «هاشتاج» من موقع «تويتر» بعد انتشاره بسرعة كبيرة. وقالت «نيوزويك» إن هذا الشاب البالغ 27 عاماً، ويتابع دراسته في العلوم السياسية، لديه أكثر من 270 ألف متابع على «تويتر»، لكن مجموعة من «الهاشتاجات»، التي أطلقها باللغة العربية، اختفت بمجرد ما بدأت في الانتشار على نطاق واسع، خصوصاً تلك التي تنتقد ما يجري بالمملكة العربية السعودية، وولي العهد، محمد بن سلمان. ونقلت المجلة الأمريكية عن عبد العزيز قوله «أنشأت هذا الهاشتاج حول شخص مقرب جداً من ولي العهد محمد بن سلمان، اسمه تركي آل الشيخ. هذا الشخص لا يتردد في إنفاق أموال طائلة وباستمرار، ينفق الملايين، على فعاليات وحفلات تافهة بالسعودية». وأوضحت المجلة أن آل الشيخ هو رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في المملكة، والمسؤول عن تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية المهمة. أما الهاشتاج الذي أُطلِقَ عليه فهو: #اوقفوا_عبث_ال_الشيخ_بمال_الشعب.

وقال عبد العزيز لـنيوزويك إن «الهاشتاج» «حظي بستة آلاف تغريدة في ظرف وجيز لم يتعد 15 دقيقة، إلا أنه فجأة تم حذفه من التريندات (الأكثر انتشاراً)، كأنه شيء لم يكن». وتعليقاً على هذا الحذف، قال مقال «نيوزويك» إن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية طرقوا أبواب «تويتر» للاستفسار حول السبب الذي دعا الشركة إلى سحب «الهاشتاج»، حالما بدأ في الانتشار بشكل سريع، موضحاً أنهم لم يتلقوا على ما يبدو أي رد. ولفت المقال إلى أن عبد العزيز واحد من بين عدد كبير من المعارضين والمحتجين السعوديين الذين يؤكدون أن تدويناتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، التي ينتقدون من خلالها سلطات البلاد تختفي من منصات التواصل، أو يتم استهدافهم من قبل «هاكرز» (قراصنة) يدافعون عن العائلة الملكية في السعودية.

وفيما أشار مقال «نيوزويك» إلى أنه من غير الواضح حتى الساعة الدور الذي تلعبه الجهات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي في ما يجري، أوضح أن بعض الخبراء يعتبرون أنه من الوارد أن «الهاكرز» السعوديين يقومون باختراق منصات التواصل الاجتماعي، أو أن شركات شبكات التواصل تتعرض لضغوطات للامتثال للقوانين المحلية للبلدان التي تنشط فيها، بما في ذلك البلدان التي لا تقدم أي ضمانات لحماية حرية التعبير. كذلك أوضح المقال أن السياسة الخاصة التي يتبعها موقع «تويتر» تقضي بأن يقدم «إشعاراً مباشراً حول طلبات حذف المحتوى بالنسبة للمستخدمين المعنيين»، فيما يزعم ممثلون عن «تويتر» بأنهم لا يقومون بحذف أي «هاشتاج». إزاء ذلك، قال مقال «نيوزويك» إن الهجمات التي يتم من خلالها استهداف حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، وما يتم من ممارسات لتكميم أفواه الأصوات المنتقدة للنظام السعودي على الإنترنت، تندرج ضمن الممارسات الممنهجة التي تقوم بها السلطات السعودية لاستخدام التواصل الاجتماعي كسلاح، وذلك بحسب خبراء في مجال الأمن المعلوماتي.

وفي هذا السياق، نقلت «نيوزويك» عن الباحث البارز المختص بالأمن المعلوماتي بمجلس العلاقات الخارجية، ديفيد فيدلر، قوله «ما نعاينه هو قيام الحكومات المتسلطة باستخدام هذه التقنيات والتكتيكات بشكل استراتيجي أوسع».

هذا الأخير أضاف في تصريحه: «الحكومات التي لديها مخاوف من المحتجين الذين يلجأون إلى البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي تراقب تلك المنصات وتقدم شكاوى رسمية (للشركة المعنية) من أجل حذف التغريدات والتدوينات المستهدفة». وتابع أن «فيسبوك» و«يوتيوب» و«تويتر» واجهت صعوبات في كيفية التعامل مع الحكومات التي تطلب من الشركات الامتثال لقوانينها المحلية، مشهرة ذريعة المخاوف المرتبطة بالأمن القومي. وبخصوص ما تقوم به السلطات السعودية في هذا الإطار قال فيدلر إنها «منخرطة تماماً في هذا»، مضيفاً أنها «كسائر الحكومات المتسلطة الأخرى، تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي كسلاح ضد هؤلاء الأفراد».

غانم الدوسري

كذلك توقفت المجلة الأمريكية عند حالة ناشط آخر يدعى غانم الدوسري، وهو معارض سعودي مقيم في لندن طور برنامجاً ساخراً حول السعودية ينشره على قناته على «يوتيوب»، قال في تصريحه إنه أيضاً ضحية للهجمات الإلكترونية السعودية. ولفتت «نيوزويك» إلى أن برنامج الدوسري الساخر يتهكم على ولي العهد وعدد من الشخصيات البارزة في السعودية. وقال الدوسري إنه منذ إطلاقه «غانم شو» في 2015، تعرض لمهاجمة موقعه الإلكتروني، وصفحاته وحساباته على قناة «يوتيوب» و«تويتر» و«انستجرام» و«فيسبوك». وأوضح في تصريحه «حينما فتحت قناتي على يوتيوب، حاولت السلطات إغلاقها، وتلقى يوتيوب شكوى من السلطات بخصوص قناتي. لقد قاموا بقرصنة موقعي الإلكتروني ووضع صورة الملك سلمان هناك. وقاموا أيضاً بإرسال سبام (رسائل غير مرغوب فيها) إلى حسابي على تويتر وقاموا بإغلاقه». وأكد الدوسري لـ «نيوزويك» أنه كان سعيداً بالطريقة التي تعامل بها «يوتيوب» و«تويتر» مع ما جرى، موضحاً أنه استعاد حسابه على «يوتيوب» في مايو 2016 بعد إجراء تحقق وجيز، لكنه لم يحظ بالمعاملة نفسها من قبل «فيسبوك»، إذ أنه لم يستعد حسابه إلا بعد مرور تسعة أشهر، وفق تصريحه.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X