جولة صاحب السمو دشنت شراكة استراتيجية مع أفريقيا
قطر تحارب الإرهاب بدعم التنمية وزيادة فرص الاستثمار في أفريقيا
الانفتاح الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي يقهر الحصار

كتبت – هبة البيه:
أشاد عدد من الخبراء والأكاديميين بالنتائج السياسية والدبلوماسية والاقتصادية للجولة الأفريقية الناجحة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي شملت كلا من السنغال،ومالي، وبوركينا فاسو، وغينيا، وكوت ديفوار، وغانا.
وأكدوا لـ الراية أن الجولة تعكس توجه دولة قطر لتعزيز التعاون السياسي والاستثماري والتجاري مع دول القارة الأفريقية، وخلق شراكات استراتيجية ودفع التعاون المشترك في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل الجوي والأمن الغذائي والرياضة وغيرها من المجالات المختلفة.
وأشاروا إلى أن الجولة الأفريقية مثلت نقلة كبيرة في العلاقات بين قطر وبين الدول الست التي شملتها الجولة، وخطوة هامة لتعميق الانفتاح الاقتصادي وتنويع الشركاء جغرافياً وثقافياً، والتعاون في مجالات عديدة منها أن تكون هذه الدول سوقا جديدة للطاقة من غاز ونفط، والتعاون الاقتصادي والزراعي.
ونوهوا بالجهود المشتركة بين قطر ودول غرب أفريقيا الست في مكافحة الإرهاب والقضاء على جذوره وتجفيف منابعه، فضلا عن حرص قطر على دعم التنمية في تلك الدول كسبيل للقضاء على البطالة التي تمثل وقودا لاستقطاب الشباب للجريمة والإرهاب.
وأشاروا إلى رغبة قطر والدول التي شملتها الجولة الأفريقية في تعزيز بناء أفريقيا موحدة وأكثر تماسكا، وتجهز أفريقيا نفسها لمكافحة الأشكال الجديدة من الجرائم، سواء الإرهاب والجرائم الإلكترونية والقرصنة البحرية والإتجار بالمخدرات، عن طريق حث المجتمع الدولي بأسره على دعم هذه القارة لاستئصال تلك التهديدات جذريا للأبد.
وأكدوا أن الأزمة الخليجية وما تبعها من فرض حصار جائر على قطر، دفع قطر إلى تعزيز استراتيجية الانفتاح على العالم، وتقوية الشراكات وإقامة شراكات استراتيجية جديدة لتنويع مصادر الاستثمار والاستيراد، وفتح مجالات للتعاون في المجالات الحيوية والاستراتيجية لتلبية احتياجات السوق، والنهوض بمختلف القطاعات بما يعزز نسبة الاكتفاء الذاتي.
د.محجوب الزويري:
الجانب الاقتصادي جوهر التعاون
أكد د.محجوب الزويري أستاذ دراسات الخليج بجامعة قطر أن توجه قطر نحو أفريقيا يأتي ضمن سياسة قطر لتنويع الشركاء وعدم الاعتماد على الشراكات التقليدية مع دول أوروبا أو حتى الدول الآسيوية، ويعد انفتاح قطر على دول غرب أفريقيا خطوة لتعميق سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تستند لتنويع الشركاء جغرافياً وثقافياً، وللتعاون في مجالات عديدة منها أن تكون هذه الدول سوقا جديدة للطاقة من غاز ونفط، وكذلك في مجال الموارد الاقتصادية والزراعية وفي مجال الأمن الغذائي.
وقال: التعاون الاقتصادي هو جوهر التعاون والعلاقات، حيث تحتاج هذه الدول لمصادر متنوعة للطاقة، كما أنه يمكن الاستفادة من هذه الدولة كقوى العاملة وجلب العمالة المدربة في بعض القطاعات، فضلاً عن تمتع تلك الدول بالإمكانات الزراعية التي يمكن أن تحتاج لها قطر في إطار تحقيق الأمن الغذائي.
د. عبدالله باعبود:
آفاق اقتصـاديـة وتجاريـة جديـدة
أكد د.عبدالله باعبود – مدير مركز دراسات الخليج في جامعة قطر أن التوجه نحو دول أفريقيا يأتي بالتزامن مع استمرار الحصار على قطر يعكس رغبة قطرية في زيادة الشراكات الاستراتيجية دوليا لمواجهة أية تحديات.
وقال: قطر تسعى للبحث عن بدائل وفتح علاقات وقنوات جديدة للتعاون لتنويع مصادر التصدير والاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي، وتنمية العلاقات الدولية الأخرى والحفاظ عليها.
وأضاف: ويأتي هذا الأمر تماشياً مع سياسة قطر الخارجية المنفتحة على العالم فلم تقم قطر بتنمية العلاقات الأفريقية فقط وإنما فتحت علاقات وتعاون كبير مع تركيا وإيران ودول آسيا، ويعتبر تعزيز العلاقات مع دول القارة الأفريقية هاماً جداً بالنسبة لقطر نظراً لموقعها الإستراتيجي بالإضافة لإمكانية التعاون معهم في مجالات تساهم في تحقيق الأمن الغذائي.
وأشار إلى اختيار هذه الدول بدافع تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، وفتح آفاق وفرص جديدة للاستثمار، وتنويع العلاقات خصوصاً تحت الحصار الذي تمر به قطر، ويعد فرصة لبناء شبكة علاقات جديدة، خاصة أن الأزمة الخليجية طالت، وكان من الضروري تنويع العلاقات والبحث عن آفاق جديدة وهي سياسة حكيمة تنتهجها دولة قطر.
د.يوسف عبيدان:
شراكة حقيقية بين قطر وأفريقيا .. وفرص استثمارية واعدة لمصلحة الشعوب
جولة صاحب السمو نقلة نوعية في العلاقات القطرية الأفريقية
قال الدكتور يوسف عبيدان – عضو مجلس الشورى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر: تمثل جولة صاحب السمو الأفريقية نقلة نوعية في العلاقات بين قطر وتلك الدول، لخلق شراكة حقيقية بين قطر والدول التي قام بزيارتها صاحب السمو، ولا يخفى على الجميع ما للقارة الأفريقية من أهمية حيوية، خاصة وكون فرص الاستثمار فيها كبيرة يمكن توظيفها لخدمة الطرفين.
وأضاف: وذلك فضلاً عما أبدته تلك الدول من تفهم لوجهة نظر قطر فيما يتعلق بالكثير من القضايا، ولا سيما في الأزمة الخليجية خصوصاً بعدما كسبت قطر تعاطفاً دولياً، بسبب موقفها الثابت والمتزن والقائم على الحق والعدل والإنصاف، مما جعل هذه الدول تؤيد وجهة نظر قطر فيما يتعلق بحل الأزمة الخليجية في إطار من الحوار القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتأييد الوساطة الكويتية.
وأشار إلى أن الزيارة سمحت لقطر باشتراك تلك الدول في عملية مكافحة الإرهاب والقضاء على جذوره وتجفيف منابعه.
وقال: هذا الكم الكبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي أبرمت ووقع عليها خلال هذه الزيارات سوف تسهم في تعزيز علاقات قطر بهذه الدول وبالتالي تعزيز دور السياسة الخارجية في التعاون مع هذه الدول فيما يخص القضايا الكبرى وخاصة قضية العرب الأولى وهي فلسطين.
د. نظام الشافعي:
الجولة ترسخ مكانة قطر الدولية
قال د. نظام عبدالكريم الشافعي – أستاذ الجغرافيا البشرية بجامعة قطر: من أسس علم السياسة أن تعمل دول العالم على خلق علاقات دولية لما في ذلك التوجه من تأثير إيجابي على سياساتها وأمنها واقتصادياتها، فهو مدخل للتباحث في القضايا والمصالح المشتركة أو القضايا العالمية وتبني المواقف بشأنها، وخاصة في عصر العولمة والأمم المتحدة، فالدول مهما كانت عظيمة فإنها بحاجة إلى أن تكون لها علاقات إيجابية مع غيرها وهذا يعزز مكانتها ودورها العالمي.
وأضاف: إن الجولة الأفريقية لصاحب السمو إلى 6 دول في غرب أفريقيا إلا وتصب في هذا الإطار، وخاصة في هذه المرحلة من عمر الدولة حيث الحصار الظالم عليها من قبل دول شقيقة.
وأوضح أن الجولة الأخيرة ومن قبلها جولات سابقة اتسمت بالانتشار وخاصة في أفريقيا الإسلامية، عززت العلاقات التاريخية التي تجمع قطر وتلك الدول وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري.
وأشار إلى أن تحرك دولة قطر سياسياً يدل على حيوية الدولة ورغبتها في خلق علاقات مع كافة دول العالم، والزيارات هذه تأتي أيضا لتقديم الشكر لها على دعم موقفها في المحافل الدولية في تبني سياسات السلم العالمي وإبعاد هذه المجتمعات عن التصرفات غير اللائقة باسم الإسلام، وهذه العلاقات هي لصالح الطرفين في المجال السياسي والإقتصادي والثقافي والتنموي الشامل.
د. بكيل الزندادي:
ترسيخ الشراكة الاقتصادية والتنموية
قال د. بكيل الزنداني – أستاذ مساعد في الشؤون الدولية بجامعة قطر: توجه قطر نحو أفريقيا يعد مبادرة مدروسة وتستهدف تكوين شراكات استراتيجية واعدة بين قطر وقارة أفريقيا، وترسيخ لمفهوم السلام والشراكة ودعم حقوق الإنسان وتنمية المجالات الإنسانية، والإقتصادية. وأضاف: إن قطر لديها توجه واضح في هذه المجالات واتجهت من قبل نحو آسيا وحالياً أفريقيا وهي خطوة مهمة بل نعتبرها حيوية ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية ولكن كذلك على المستوى الإقتصادي. وأشار إلى أن هذه العلاقات من شأنها تعزيز الثقة بين هذه الدول والدول العربية وبشكل مباشر مع دولة قطر، خاصة وأن العالم يعيش في منطقة يشتركون فيها جميعاً ولديهم مسؤوليات أممية مشتركة والحرب على الإرهاب ومحاربة الفقر والعمل على التنمية البشرية. وأضاف: إن الأمر لا يتعلق بالحصار، خاصة وأن سياسة قطر الخارجية واضحة بأنها منفتحة على العالم وتهتم بأسس عديدة من ضمنها الحرب على الإرهاب ومحاربة الفقر والتنمية البشرية كل هذه القضايا توليها اهتماماً لسياستها الخارجية.
د. ناصر آل عذبة:
تحالفات جديدة في المنطقة
أكد د. ناصر آل عذبة – المستشار القانوني وأستاذ القانون الدولي بجامعة قطر على أن زيارات صاحب السمو لدول أفريقيا لها دلالات واضحة في ظروف غير مستغربة ونشاط دبلوماسي لتنمية العلاقات القطرية الأفريقية، وكذلك تأتي بزيارات تقوم بها دولة تركيا لدول أفريقيا بما يعكس مدى أهمية وحاجة أفريقيا لدول الشرق الأوسط والعمل على التكامل الإقتصادي والتعاون المشترك في المجالات المختلفة وتحقيق المصالح المشتركة. وأشار إلى أن الجولة الأفريقية تهدف لتنمية النشاط الإقتصادي والعلاقات السياسية بين قطر وكافة الدول الأفريقية وإنشاء تحالفات جديدة تتشكل في المنطقة بشكل تدريجي، وهي تحالفات هامة توضح لنا الأصدقاء من الأعداء. وأكد أهمية توسيع الأفق الدبلوماسي ودعمه، وخطوة هامة جداً الاتجاه نحو أفريقيا وهي جزء من النشاط الدبلوماسي الذي تقوم به دولة قطر مؤخراً ودفع التعاون المشترك في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل الجوي والأمن الغذائي والرياضة، وأظهرت تلك الزيارات التماسك بين الدول الأفريقية وبين قطر، وكذلك تمنح للداخل رسائل بأن الأمور تسير على ما يرام.