التوعية الدينية تحد من الحوادث المرورية
العميد المالكي: توفير الأمن والسلامة لمستخدمي الطريق
دور بارز لائمة المساجد في نقل الرسالة والتأثير على المجتمع
الملازم أول فهد العبد الله: محاربة السلوكيات الخاطئة خلال القيادة
خسائر اقتصادية وآثار اجتماعية كبيرة تخلفها الحوادث المرورية على المجتمعات
الدوحة – الراية: أكد عدد من الخبراء على أهمية التوعية الدينية ودور أئمة المساجد والخطباء في نشر الوعي المروري والحد من المخالفات والسلوكيات الخاطئة خلال القيادة، لافتين إلى دورهم في نقل الرسالة والتأثير على المجتمع وتسليط الضوء على أهمية الوعي المروري للفرد وإبراز الرأي الديني فيه واحترام القوانين واللوائح المرورية التي تنظم الحياة اليومية للمجتمع للحد من الحوادث المرورية، والمحافظة على موارد الدولة الاجتماعية والاقتصادية، وتوفير الأمن والسلامة لمستخدمي الطريق، ومحاربة السلوكيات الخاطئة خلال القيادة، موضحين أن الواجب الديني يتطلب من المسلم التصرف بمسؤولية ليس خوفاً من القوانين ولكنه التزام منه بتعاليم دينه التي تحتم عليه القيام بهذا الواجب انطلاقاً من قيمه الدينية والأخلاقية.
جاء ذلك خلال ندوة السلامة المرورية لأئمة المساجد والخطباء في قطر والتي نظمها مركز قطر للنقل والسلامة المرورية التابع لكلية الهندسة في جامعة قطر بالتعاون مع اللجنة الوطنية للسلامة المرورية بوزارة الداخلية، حيث أوضح هؤلاء أن الحوادث المرورية تعتبر أحد الأسباب الرئيسية للوفيات والإصابات بشكل كبير بين قطاع الشباب، كاشفين عن انطلاق المرحلة الخمسية الثانية من الاستراتيجية المرورية مطلع 2018 وتنتهي بحلول 2022 بمشاركة أكثر من 35 جهة.
د. صالح الزنكي: صبغة شرعية للأنظمة المرورية ويحرم مخالفتها
قال الأستاذ الدكتور صالح قادر الزنكي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة «إن مثل هذه اللقاءات والمحاضرات لها أهمية كبيرة حيث يتم خلالها استعراض العديد من القضايا والموضوعات الهامة للتوصل إلى أفضل الطرق في نشر ثقافة السلامة المرورية وضمان إسهام كافة الجهات ذات العلاقة بدور فاعل في هذا المجال وتبادل الخبرات».
وأضاف «كما تعتبر هذه المحاضرة خطوة عملية وفعالة للتواصل مع الخطباء والذين لهم دور مركزي ومحوري في توجيه أبناء المجتمع والآباء والأبناء لحثهم على الالتزام بثقافة السلامة المرورية، كما أنها فرصة سانحة لتوضيح قضايا متعلقة بالسلامة المرورية وحث المصلين على الالتزام بقوانين السلامة المرورية وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على قوانين السير وإعطاء الطريق حقه، علماً بأن هذه الأنظمة المرورية هي قوانين لها صبغة شرعية وواجبة الاتباع ويحرم مخالفتها وفي حال مخالفتها فإن ذلك يدخل في إطار المحرمات الشرعية».
السلامة على الطرق مسؤولية مشتركة
قال الملازم أول فهد مبارك العبد الله رئيس قسم التوعية والثقافة المرورية في الإدارة العامة للمرور «لم تعد قضية السلامة على الطرق مسؤولية الإدارة العامة للمرور فقط بل أصبحت مسؤولية مشتركة، بين كافة فئات المجتمع وهيئاته ومؤسساته، بعد أن أصبحت حوادث المرور تمثل هاجساً للأفراد والمجتمعات في العصر الحديث لما تخلفه من خسائر مادية وبشرية فادحة، ولأن الوازع الديني له تأثير كبير في حياة أفراد المجتمع وله دور فعال في تعديل السلوكيات الخاطئة، لذلك تعتبر المساجد وسيلة تربوية وإعلامية هامة لبناء المفاهيم والاتجاهات للأفراد والجماعات في كافة المجتمعات الإسلامية ويمكن أن تلعب دوراً هاماً في تنمية الوعي المروري ومحاربة السلوكيات الخاطئة خلال القيادة، ومن هنا تأتي مسؤولية أئمة المساجد وأهمية دورهم في نشر الوعي المروري في المجتمع».
د. ناصر آل خليفة:تطوير برامج وحملات ودراسات السلامة المرورية
قال الدكتور خليفة ناصر آل خليفة عميد كلية الهندسة ومدير مركز قطر للنقل والسلامة المرورية بجامعة قطر «تأتي هذه المحاضرة لعرض أهم أسباب الحوادث المرورية في قطر حيث أظهرت الدراسات أن الحوادث المرورية تسببت بالوفيات والإصابات بشكل كبير بين قطاع الشباب، وتعد مشكلة الحوادث المرورية من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات على مستوى العالم وأحد الأسباب الرئيسية للوفيات، كما تتسبب في خسائر اقتصادية، وآثار اجتماعية كبيرة، ومن هنا يؤمن المركز بأهمية دور أئمة المساجد في التأثير على أفراد المجتمع ونقل الرسالة وتسليط الضوء على أهمية الوعي المروري للفرد وإبراز الرأي الديني حول موضوع الحوادث المرورية في الدولة».
وأضاف «تعتبر برامج وحملات ودراسات السلامة المرورية أحد المجالات الأساسية التي تقوم الكلية حالياً بتطويرها، بالتعاون مع العديد من المؤسسات المعنية وبالشراكة مع الفاعلين في هذا المجال، سعياً من الكلية لتقديم عمل نوعي مختلف في هذا المجال لخدمة رؤية السلامة المرورية في قطر، ودعماً للإستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية، وكذلك رؤية قطر ٢٠٣٠».
انطلاق المرحلة الخمسية الثانية للاستراتيجية المرورية مطلع 2018
قال العميد محمد المالكي أمين سر اللجنة الوطنية للسلامة المرورية «إن الموضوع الذي تلتقون اليوم لمناقشته يشكل هاجسا وهما مشتركا يهم كافة شرائح المجتمع ومؤسساته الاجتماعية المختلفة ويتطلب من كافة الجهات المعنية التعاون والتكامل لتحقيقه، فالسلامة المرورية التي تتناولها أعمال ندوتكم اليوم تعتبر من الموضوعات التي تأتي في مقدمة أولويات عمل اللجنة الوطنية للسلامة المرورية حيث أولتها اهتماماً كبيراً بإعدادها لأول مرة استراتيجية وطنية للسلامة المرورية وقد حققت المرحلة الخمسية الأولى من الاستراتيجية نتائج فاقت التوقعات واشتركت في تنفيذها أكثر من 13 جهة حكومية وأهلية وستنطلق المرحلة الخمسية الثانية في مطلع العام الجديد 2018 وتنتهي بحلول 2022 بمشاركة أكثر من 35 جهة، ورغم ما حققناه من نتائج إلا أننا نتطلع إلى تحقيق مزيد من النتائج وهذا يشكل تحدياً كبيراً يتطلب من جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والمجتمعية أن تتضافر جهودها وتتكامل حتى نحقق رؤية القيادة العليا بالدولة الهادفة إلى وضع دولة قطر في مقدمة الدول الأكثر سلامة مرورية بالمنطقة».
وأضاف إن الواجب الديني يتطلب من المسلم التصرف بمسؤولية ليس خوفاً من القوانين ولكنه يأتي التزاماً منه بتعاليم دينه التي تحتم عليه القيام بهذا الواجب انطلاقاً من قيمه الدينية والأخلاقية، ولذا فإننا نعول كثيراً على الدور الذي يضطلع به أئمة المساجد والدعاة في توعية المجتمع ولا سيما جيل الشباب بواجباتهم الدينية في احترام القوانين واللوائح المرورية التي تنظم الحياة اليومية للمجتمع من أجل خلق جيل واع يعرف ما عليه من واجبات ومسؤوليات ملقاة على عاتقه، مؤكداً دعم اللجنة اللا محدود للدور الريادي الذي تضطلع به جامعة قطر وهيئتها التدريسية في بناء مجتمع المعرفة الذي ينهض بالبلاد وأيضا دعمنا للدور الفاعل لرجال الدين من أئمة ودعاة في توعية المجتمع بأمور دينه.