بقلم – إيمان عبد الملك :
نتساءل دائما: عن سر الحياة والتعلق بها، رغم مرارتها وقسوتها على الفرد، هناك ظروف قاهرة تجعل أيامنا مظلمة نتيجة حروب، فقر، تشرد، تتخللها حالة من الاضطراب من كل فعل أو من كل أمر، ربما يعود ذلك لطريقة التفكير والوعي والمعرفة، فرغم الخوف والهم الذي تحملها الدنيا إلا أنها تؤمن لنا المتعة في عيشها خاصة عندما نتحداها ونتغلب على مصاعبها بسعينا بإشعال شمعة نور وسط الظلام الدامس، نرتقي بمركب الأماني لينقلنا إلى ضفة آمنة مليئة بالسلام والهدوء والسكينة.
الحياة كتلة من الأوهام لا تنتهي، هناك الدفء الذي يسعدنا، ومشاعر الألم التي تظلمنا، تناقض كبير بين نظرة الفرح والتشاؤم، ونحن نسير في قطار الحياة السريع، ومحطاته المتتالية، بعضها تبشرنا بالخير، وأخرى تقودنا للهلاك، فلا قيمة من بعدها لوجودنا، لذلك نحاول العمل جاهدين لنكون شمعة تنير درب الغير من خلال المعرفة بدلا من أن نطفئها بالجهل والظلام الذي يفقدنا لذة العيش وجمال الحياة.
هناك لحظات ما بين الحياة والموت، البعض يعيش بأمل الاستقرار وتأمين السعادة، وآخرون يعيشون الذل والهوان، كل حسب وعيه وقدرته على محاربة الشرور من خلال الوعي والإدراك للحقائق والعمل بعقلانية لتجاوزها، باستطاعتنا فهم الحياة على حقيقتها وقطف ثمارها بزرع المحبة والإنسانية، لأن تجّردنا من المحبة هو تجردنا من الحياة التي توصلنا بقناعة إلى طريق الخير التي اخترناه، ولنعلم بأن الموت قوة تحد وسر الحياة هي البحث عن الغاية التي أتينا من أجلها فهي ليست ملكا لنا، لذلك علينا السعي للوصول إلى الحرية التي هي شجرة الخلود نغذيها بالمعرفة والعمل الدؤوب ونسقيها من قطرات الدم التي تغذي الأرض وهي بدورها تحمينا من التشرد والضياع.
باستطاعتنا العيش بلا بصر لكن من الصعب أن نعيش بلا أمل، فلنكسر القيود التي تعيق تقدمنا، ونبتعد عن سفينة الأحزان التي تلاحقنا وتغرقنا باليأس، النصر آت لا محالة وذلك بفضل دماء شهدائنا التي تروي أرض القدس، فلنسع جاهدين بكل فخر من أجل مستقبل عربي مشّرف، تشرق عليه شمس الكرامة، وذلك بالعمل «يدا واحدة وقلبا واحدا» لإنقاذ ما تبقى لشعوبنا والحفاظ على قدسنا، هناك تضحيات ودماء شهداء من الصعب أن تستسلم أو تنحني إﻻ في ﺻﻼتها في مسجدها الأقصى.