احترام عقل الجمهور يعيد الازدهار للمسرح
العمل مع غانم السليطي إضافة مهمة لمسيرتي
السليطي يهتم بأدق التفاصيل خلال البروفات
وصول الرسالة هو المقياس الحقيقي لنجاح العمل الفني
كتب – أشرف مصطفى:
قال الفنان بو هلال إن مشاركته في مسرحية شللي يصير برفقة نخبة من الفنانين الكبار مثل غانم السليطي وهدية سعيد، وجاسم الأنصاري تعد تجربة مهمة في مسيرته الفنية، مشيراً إلى أن تبني المسرحية لقضية وطنية عادلة وهي «الحصار» ساهم إلى حد كبير في تحلي كل من شارك في العمل بالصدق الفني.
وأشار إلى أن المسرح فن لا يمكن له أن يستغنى عن الجمهور، مشدداً على أن الأعمال الراقية التي تحترم عقل الجمهور، تمثل البداية لأي فن يُراد له الازدهار، ونوّه إلى أن ردود الأفعال التي تلقاها فريق المسرحية أكدت له أنه يسير في الطريق الصحيح، جاء ذلك خلال حوار أجرته معه الراية تحدث خلاله حول العديد من المحاور حيث تحدث عن أهم السبل لتطوير ودفع الحركة المسرحية نحو التطوير متطرقاً للحديث عن تجربته في مسرح غانم السليطي وما الذي أضافه له كممثل.. فإلى التفاصيل:
- حدثنا عن تجربتك في العمل بمسرحية «شللي يصير»؟
– حاولت خلال هذا العمل أن أكون مشاركاً في التعبير عما يشعر به كل أهل قطر إزاء ما يحدث اليوم على الساحة الخليجية، ولعلّ صدق ما يتناوله العمل من أحداث كونه يتبنى إحدى القضايا العادلة قد ساهم إلى حد كبير في تحلي كل من شارك في المسرحية بالصدق الفني، حيث وصل هذا الصدق إلى الجمهور، كما أن أهم ما ميز تلك المشاركة هو التعامل مع النجم غانم السليطي، ووقوفي على ذات الخشبة مع نجوم كبار بحجم الفنان جاسم الأنصاري والفنانة هدية سعيد، فضلاً عن المشاركة مع عدد كبير من الفنانين الموهوبين الذين استطاعوا أن يجعلوا العمل يتم وسط حالة من الود والتفاهم.
- ماذا عن تجربتك العمل مع الفنان غانم السليطي؟ وما الذي أضافه لك؟
– يعد ذلك مكسبي الأول، فمشاركتي مع النجم غانم السليطي إضافة مهمة بالنسبة لي، وهو الذي قدم لي الكثير خلال البروفات ولم يبخل بالملاحظات حيث كان يتوقف أمام أدق التفاصيل لضبط الأداء، وعلى ذلك فقد استغرقت بروفات المسرحية الكثير من الوقت، فالإعداد للعمل تم بدقة متناهية مروراً بكل عناصره، إلا أن الفنان غانم السليطي يولي الممثل أهمية خاصة ويحرص على أن يضيف كل دور يقدّمه معه لمسيرته الفنية.
- هل ترى أن الساحة بحاجة إلى المسرحيات الكوميدية بصورة أكبر؟
– الساحة الفنية تحتاج بطبيعة الحال إلى التنوّع، والجمهور يمكن أن يتفاعل مع أي عمل جيّد سواء كان كوميديا أم جاداً، كما أن المطلوب من الفنان أن يمثل أي دور، وإن كان من السهل عليه إبكاء الجمهور لكن من الصعب إضحاكه، فالكوميديا هي الأصعب بالتأكيد، لكن هذا لا يقلل من قدر الأعمال الجادة، لأن كل عمل يقدم في الإطار الأنسب له، وبشكل عام فإن الوسيلة المتبعة في معالجة قضية ما ليست هي الأهم، لكن المهم النتيجة، سواء كان ذلك من خلال الكوميديا أو العمل الجاد، وتقبل الناس ووصول الرسالة هو مقياس نجاح العمل الفني، والمهم أن تكون تلك الرسالة صادرة من القلب لتصل إلى القلب، وهو ما يطلق عليه اصطلاحاً الصدق الفني.
- ما سبل تطوير ودفع الحركة المسرحيّة نحو التطوير؟
– المسرح هو فن لا يمكن له أن يستغني عن الجمهور، وتقديم أعمال راقية تحترم عقل الجمهور، تمثل ركلة البداية لأي فن يُراد له الازدهار، وبالفعل فإنني متفائل بمستقبل المسرح القطري، الذي عاد خلال الفترة الأخيرة إلى حيويته، فأرى من حولي الجمهور وقد عاد من جديد لمتابعة المسرح، فبينما نقدّم اليوم مسرحية شللي يصير وسط إقبال جماهيري كبير، فقد بدأنا بما انتهى منه من قدموا أعمالهم من قبلنا، حيث سبقنا الفنان عبد العزيز جاسم بمسرحية ديرة العز والتي حظيت كذلك بحضور جماهيري كبير، كما نجحت مسرحية الحصار في ذلك الأمر أيضاً، فضلاً عن تقديم العديد من الأعمال المسرحية التي أثبتت خلال الفترة الأخيرة أن الجمهور يمكنه مغادرة منزله لمشاهدة المسرح إذا ما اهتمّ الفنان المسرحي بتقديم قضاياه وعرض الموضوعات التي تهمه، بشرط أن يتم ذلك في إطار إبداعي راقٍ يحترم الجمهور ويبتعد عن الإسفاف.
- هل يحتاج الفنان لاستطلاع آراء الجمهور أثناء العرض المسرحي؟
– المسرح هو فن يعتمد على اللقاء المباشر بين الممثل والجمهور، ولذلك فإن الممثل يكون حريصاً على سماع آراء الجمهور فيما يقدم حتى يطمئن على سيره بخطى سليمة، وإن كان أهم ما يميّز المسرح هو أن نتيجة النجاح تظهر بصورة مباشرة وسريعة من خلال تفاعل الجمهور مع الخشبة، وفي مرات كثيرة كنت أطلق القفشات الكوميدية وأنا غير متأكد من مدى تجاوب الجمهور معها، إلا أن الرد في المسرح دائماً ما يأتي سريعاً، ولعل من أكثر ما يعجبني في طريقة الفنان غانم السليطي أثناء إعداده للعمل أنه يحرص على استطلاع رأي من يشاهدون المسرحية بعين الجمهور قبل البدء فيه، وفي كل لوحة من اللوحات استطعنا أن نبهر الجمهور، كنا حريصين على التفاعل مع الناس وأخذ رأيهم، كما أنني أحرص على متابعة ردود الأفعال حول المسرحية من خلال مواقع السوشيال ميديا، حيث رأيت حالة عامة من الإعجاب بالعمل وهو ما طمأنني أننا نسير في الاتجاه الصحيح.