الدوحة – قنا: تنطلق غداً السبت المرحلة الثالثة والأخيرة من البرنامج التدريبي “سفراء القيم” الذي ينظمه كل من بيوت الشباب القطرية ومركز الوجدان الحضاري تحت رعاية وزارة الثقافة والرياضة، بمشاركة 14 شاباً وشابة تتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة.
وتنطلق المرحلة الثالثة برحلة للمشاركين إلى اسبانيا لإطلاع المشاركين على حضارة الأندلس حيث تعتبر هذه الرحلة “رحلة النموذج العالمي” المرحلة الثالثة والأخيرة من البرنامج حيث تتواصل على مدى أسبوع، وتأتي في إطار الاقتراب من تجارب عالمية واقعية تعزز الجانب الثقافي والقيمي عند المشاركين.
وقد تبنى البرنامج المرحلة الثالثة هذه الرحلة بهدف توسيع الأفق الفكري لدى المشاركين في الجمع بين التاريخ الحضاري والفكري عبر العصور وذلك عن طريق القيام بزيارة الأندلس الشاهدة على إرث اسلامي قيمي ونموذج إنساني فكري ساهم في تقدّم البشرية.
وأوضح السيد محمد العتبي نائب المدير التنفيذي لبيوت الشباب القطرية في بيان صحفي أمس عن برنامج الرحلة، أن برنامج المرحلة الثالثة ينقسم إلى مستويين المستوى الأول ويمثل الجانب التأملي من خلال التعرف على تجارب الأمم وزيادة مخزون الأفكار وأسس بناء المعرفة والقدرة على قراءة الأفكار وتحليلها واكتشاف الفرق بين النهضة والتنمية وربطها بإشكالية التخلف إلى جانب نقاش أسئلة النهضة والتاريخ والفلسفة.
أما المستوى الثاني فأشار إلى أنه يمثل الجانب التطبيقي ويشمل الزيارات الميدانية للمتاحف والقصور والآثار الأندلسية حيث سيتم زيارة أهم معالم مدينة طليطلة وزيارة مسجد قرطبة ومدينة الزهراء ومنزل المنصور ابن أبي عامر والبيت الأندلسي إلى جانب زيارة مدينة اشبيلية وقرية كرمونة وقصر المعتمد ابن عباد ومئذنة الخيرالدا وزيارة متحف برج القلعة وحي البياسين وقصر الحمراء ومتحف معركة العقاب ومدريد، موضحاً أن هذه المرحلة للخريجين الذين أثبتوا كفاءتهم طوال فترة البرنامج.
ومن جهته اعتبر الدكتور جاسم السلطان مدير مركز الوجدان الحضاري أن برنامج سفراء القيم هو برنامج مهم لأن النخبة من الشباب ومن الفتيات اللذين تم اختيارهم للمشاركة في هذا البرنامج كانوا من خيرة الشباب داخل المجتمع باعتماد العديد من المعايير كالذكاء والاهتمام والمبادرات، مؤكداً أن رحلة سفراء القيم هي تتويج لهذا العمل وللمحاضرات التي تم تقديمها لهؤلاء النخبة حيث يطلعون على المعالم الحضارية الكبرى وكيفية نشأة الحضارة الإسلامية الأولى وانهيارها وكيفية إمكانية أن تصعد مرة أخرى إلى فضاءات جديدة، موضحاً أن هذه الرحلة ستكون فرصة للاقتراب أكثر من المشاركين والتعرّف عليهم واكتشاف طاقاتهم وملكاتهم عن قرب بشكل أكبر.
وأضاف الدكتور جاسم إن بلادنا اليوم بحاجة إلى قفزة كبيرة للأمام لمواكبة طموحات القيادة والشعب القطري واحتياجاته وأن هذه النقلة الكبيرة ليست بحاجة إلى المزيد من المال، وإنما بالمزيد من الوعي والقيم والاحترام للإنسان والعلم والاهتمام بالبيئة وباقي القضايا والأمور المهمة التي صنعت المجتمعات الأخرى وجعلتها تتفوّق، لذلك فكرنا في تنفيذ برنامج نوعي يضم خيرة الشباب القادر على حمل الفكر ونقله إلى الآخرين في أي مكان ويكونون عن جدارة سفراء للقيم.
ويهدف برنامج سفراء القيم عبر مراحله الثلاث إلى تعزيز الجانب الفكري والمعرفي لدى الشباب، بالإضافة إلى التعرّف على الأدوات الأساسية لأي نجاح مجتمعي وعلى أهم التطوّرات والقضايا والتحديات في الدول علاوة على تمكين المنتسبين من فهم أدوات التأثير الكبرى على المجتمعات.
وشملت المرحلة الأولى التعريف بنموذج القيم والمناظير الثمانية، وأهم أسس التقدم والنهضة في المجتمعات وأدوات العلوم الإنسانية، والتعامل مع جميع جوانب الحياة والمجتمع والإنسان والبيت وغيرها من المناظير التي يحتاج الشاب التعامل معها لفهم طبيعتها والأسس السليمة التي بنيت وفطرت عليها، وفي المرحلة الثانية تدرب المشاركون على إطلاق مبادرات ومشاريع مرتبطة بالقيم. لينتهي البرنامج برحلة إلى إسبانيا للاطلاع على الحضارة الأندلسية.
ويقوم دور سفير القيم على عدة أسس، منها بث روح القيم والثقافة في إطار العمل والبيت إلى جانب القدرة على نشر فكرة المناظير الثمانية التي تتضمن: النظرة للإنسان والوقت والعلم والدين والطبيعة والمجتمع الداخلي والحياة والمجتمعات الخارجية، والتدريب على أهم ما تتضمنه من أفكار وتطبيقات، إلى جانب القدرة على صنع المبادرات والمشاريع المجتمعية المُحمّلة بالعمق القيمي، والقدرة على تقديم الاستشارات الثقافية والقيمية وتقييم المبادرات والمشاريع، علاوة على المشاركة في المؤتمرات الثقافية التي تتطلب تنافساً وحضوراً حقيقياً لتمثيل قطر ومشاريعها الثقافيّة.