
سوتشي – وكالات: انطلق مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية أمس متأخراً عن موعده الأصلي بأكثر من ساعتين، بسبب خلاف انتهى بانسحاب وفد المعارضة السورية القادم من أنقرة، وتوكيله الوفد التركي بحمل مطالبه. وقال وفد المعارضة السورية في بيان إن «أياً من الوعود التي قطعت لم تتحقق، فلا القصف الوحشي على المدنيين توقف، ولا أعلام النظام أزيلت عن لافتات المؤتمر وشعاره، فضلاً عن افتقاد أصول اللياقة الدبلوماسية من قبل الدولة المضيفة».
وأضاف الوفد «بقينا في المطار رافضين الدخول تحت علم ولافتات النظام، لهذا قرر الوفد عدم المشاركة في مؤتمر سوتشي ومقاطعته والعودة إلى أنقرة». وألقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في افتتاح المؤتمر كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي قال فيها إن هذا المؤتمر «فريد من نوعه لأنه يجمع أطيافاً اجتماعية وسياسية مختلفة للمجتمع السوري».
وذكر لافروف أن الشعب السوري وحده له الحق في تقرير مصيره. وقال «نحن بحاجة لأي حوار فعال بين السوريين من أجل تحقيق تسوية سياسية شاملة تلعب فيها الأمم المتحدة دوراً قيادياً».
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن بعض المشاركين في المؤتمر وقفوا وقاطعوا لافروف متهمين روسيا بقتل المدنيين في غاراتها الجوية في سوريا. وأضافت الوكالة إن مشاركين آخرين وقفوا أيضاً ورددوا هتافات للتعبير عن دعمهم لروسيا.
وطلب لافروف من المشاركين السماح له بإنهاء كلمته، وقال إن الفرصة ستتاح لهم للكلام لاحقاً. وقال مراسل الجزيرة إن وفد المعارضة السورية القادم من أنقرة والمكون من نحو مئة شخص قرر الانسحاب من المؤتمر بسبب خلاف يتعلق بشعار المؤتمر الذي يحمل علم النظام السوري.
وأضاف المراسل إن وفد المعارضة وكّل الوفد التركي بحمل مطالبه إلى مؤتمر سوتشي. وقال مصدر بالخارجية التركية لوكالة رويترز إن الوفد التركي سيمثل المعارضة في المحادثات.
وكان وفد المعارضة -الذي وصل مساء أمس الأول – رفض الخروج من مطار سوتشي بسبب شعارات المؤتمر الملصقة في أرجاء المطار، كما رفض تسلم بطاقات المشاركة لأنها تحمل علم النظام السوري أيضاً. ورفض الجانب الروسي إزالة تلك الشعارات، وقام الوفد التركي بتعليق مشاركته بسبب هذا الخلاف، ثم قرّر العودة لاحقاً بعد الاتفاق على انسحاب وفد المعارضة. من جانبها، قالت الخارجية الروسية إن تأخير انطلاق المؤتمر يرجع إلى فرض إحدى مجموعات المعارضة المسلحة القادمة من تركيا شروطاً إضافية للمشاركة.
وقالت مصادر في الوزارة إن وزيري الخارجية الروسي والتركي بحثا المسألة في اتصال هاتفي. وانطلق المؤتمر بمشاركة المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، بينما قاطعته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية -وهي أبرز ممثل للمعارضة- قرّرت عدم المشاركة في مؤتمر سوتشي، في حين أقنعت تركيا نحو مئة شخصية من المعارضة بالمشاركة قبل أن يقرّروا الانسحاب.
. من ناحية أخرى، حصلت الجزيرة على صيغة تعديل في مسودة البيان الختامي لمؤتمر سوتشي فيما يتعلق بتشكيل لجنة دستورية لتعديل دستور سوريا. وقال مراسل الجزيرة إن التعديل يتضمن تفاصيل عن تشكيل هذه اللجنة، ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن يكلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمساعدة في أعمال اللجنة.
وفي وقت سابق، قالت مصادر إن الجانب الروسي عرض على المعارضة السورية تشكيل ست لجان، منها اللجنة العليا لمؤتمر سوتشي، وتتكون من 150 شخصية مناصفة بين المعارضة والنظام، وأن تختار هذه اللجنة أعضاء اللجنة الدستورية. وأضافت المصادر إن الجانب التركي والمعارضة رفضا هذا المقترح، وطرحا تشكيل لجنة واحدة هي اللجنة الدستورية، وطالبا بأن تكون مرجعية هذه اللجنة الأمم المتحدة، وأن يكون لها حقُ التعديل عليها لاحقاً ضمن مسار مفاوضات جنيف.