عـدن تســقـط في قبضـة حـلفـاء أبـو ظـبي
مقاتلات إماراتية تحسم معركة اللواء الرابع وإحراق منزل العميد قباطي
عدن – وكالات: قبل مرور أقل من 72 ساعة من الاشتباكات الضارية، بالأسلحة الثقيلة، باتت العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية في اليمن، تحت سيطرة قوات ما يسمى بـ «المجلس الانتقالي الجنوبي»، المدعومة من الإمارات. أجواء الحرب خيّمت على المدينة التي أغلقت فيها أبواب المدارس والجامعات والمتاجر، بعد اندلاع اشتباكات، جرّاء منع القوات الحكومية أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي من دخول المدينة والمشاركة في تجمع للانفصاليين، انتهت بضربة سياسية وعسكرية للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، بإقالة حكومته والاعتراف بالمجلس شريكاً للتحالف. ومنذ صباح الأحد الماضي، تشهد مدينة عدن، التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، بين قوات الحماية الرئاسية الموالية للحكومة وقوات تابعة للمجلس الانتقالي للجنوبي، الذي يطالب بالانفصال وإقالة حكومة «أحمد عبيد بن دغر»، مرجعاً سبب ذلك لإخفاقها في توفير الخدمات. ووفق بيانات رسمية، أسفرت الاشتباكات عن سقوط 36 قتيلاً و190 جريحاً، إضافة لتسبّبها بتعطل الملاحة في مطار عدن الدولي، وشلل في الحياة العامة.
تحول لافت
قال مصدر حكومي يمني رفيع: إن معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية في عدن سقط بيد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بعد قصف مقاتلات إماراتية للمعسكر، ودخول المسلحين على متن عربات ومدرعات تابعه لها. وأضاف المصدر أن سقوط اللواء جاء بعد الاتفاق على هدنة برعاية قيادة التحالف العربي. وذكر المصدر أن السعودية تتفرّج على ما تقوم به القوات الموالية للإمارات من إسقاط لرموز الشرعية في عدن. وفي سياق متصل، أحرقت عناصر مسلحة من الحزام الأمني والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً منزل قائد اللواء رابع حماية رئاسية العميد مهران قباطي بعد اقتحامه والعبث بمحتوياته. ومع سيطرة القوات المدعومة إماراتياً على نحو 90% من المدينة، جاء سقوط اللواء الرابع مدرع حرس جمهوري، آخر الألوية الرئاسية، كنقطة تحول في سقوط عدن بشكل نهائي في يد المجلس الانتقالي، ما يعني أن الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» فقد عاصمته المؤقتة، لحين إشعار آخر. وجرّاء تلك التطورات المتسارعة، قرّر رئيس الحكومة اليمنية « بن دغر»، قبل إقالته، ووزراؤه مغادرة عدن بعدما تمكنت قوات المقاومة الجنوبية من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة عدن الساحلية ومحاصرة قصر الرئاسة. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين أمنيين، أن «رئيس الوزراء بن دغر وعدداً من وزرائه غادروا عدن إلى الرياض».
انقلاب إماراتي
ويقول مراقبون: إن الخطوة الإماراتية جاءت لوقف تمدّد نفوذ حزب «التجمّع اليمني للإصلاح» المحسوب على جماعة الإخوان، وذلك ضمن التقدير الإماراتي العام لخطورة عودة جماعة «الإخوان المسلمين» إقليمياً لممارسة دور سياسي بالمنطقة، بالإضافة إلى رغبة محمومة من أبوظبي في تقوية نفوذها بالمدينة الساحلية، والسيطرة على مينائها الذي يعد النافذة لكافة المحافظات اليمنية، وسط صمت مريب من الرياض، أو ربما عجز ميداني عن فرض إرادتها على أرض الواقع. وفي محاولة لإنقاذ الموقف، استدعت قيادة التحالف العربي قيادات في الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى مقرها في مديرية البريقة بمحافظة عدن جنوب اليمن، لمناقشة التطورات الخطيرة، التي تشهدها المدينة منذ الأحد الماضي. ووفق مصادر، وصلت قيادات من الطرفين إلى مقر قيادة قوات التحالف، للتفاوض بشأن عدة نقاط، وهو ما انتهى إلى عدة نتائج، تقضي بـ «انتشار قوات الحزام الأمني في كافة أرجاء عدن وحمايتها، وإقالة حكومة بن دغر وتشكيل حكومة كفاءات».