قطر احتوت عاصفة الحصار
الخطوات القطرية للتعامل مع الأزمة تفادت تصعيد الأزمة
قطر دولة استراتيجية لإدارة عمليات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب
دعم الوساطة الكويتية للوصول إلى حل سريع للأزمة الخليجية
لا سبيل لحل الأزمة إلا بالحوار والجلوس على طاولة المفاوضات
-
ملتزمون بمواجهة أي تهديد خارجي ضد قطر واستقرارها
-
استمرار التعاون القطري الأمريكي في مكافحة الإرهاب
-
من المستحيل مكافحة تنظيم داعش لولا الدعم القطري
كتب – إبراهيم بدوي:
أكد سعادة السيد ريان كليها القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة الأمريكية لدى الدولة أن قطر قامت بعمل رائع للغاية في احتواء عاصفة الحصار، وأثارت إعجاب الإدارة الأمريكية بما اتخذته من خطوات لمواجهة تحديات هذا الصدع في مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأشاد كليها، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر إقامته أمس، بتعامل قطر مع أزمة الحصار وتفاديها لأي تصعيد لهذا الخلاف، وبحثها عن طرق لمعالجة القضايا الأساسية على الأرض.. مؤكدا التزام الولايات المتحدة مع دولة قطر بالعمل من خلال الوساطة الكويتية للوصول إلى حل سريع للأزمة الخليجية، حيث لا سبيل لحل الأزمة إلا عن طريق الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات.
وأكد أن هناك ضغوطا تمارسها الولايات المتحدة على أطراف الأزمة الخليجية للجلوس سوياً وحل الأزمة، قائلا: نريد إنهاء الأزمة بأسرع وقت.. أمريكا حليف لكل من قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، ومن مصلحتنا جلوس الجميع للحوار».
ورداً على سؤال حول إعلان الولايات المتحدة التزامها بحماية أمن قطر وإن كان ذلك شاملاً أي اعتداء من دول الحصار، قال « نحن ملتزمون بمواجهة أي تهديد خارجي ضد قطر وأرضها واستقرارها وأي تهديد يخالف ميثاق الأمم المتحدة».
وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها قطر فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، لا سيما بعد توقيع مذكرة التفاهم القطرية الأمريكية في يوليو الماضي، مشددا على أن من مصلحة البلدين استمرار التعاون بينهما في هذا المجال. وأكد أنه لم يكن بالإمكان تحقيق الكثير من الإنجازات في الحرب على تنظيم داعش لولا الدعم الذي قدمته دولة قطر.
ونوه بالاتصال الهاتفي بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتأكيد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة مهتمة بإيجاد حل للأزمة الخليجية بأسرع وقت ممكن.
-
لمسنا قوة الاقتصاد القطري تحت الحصار
نوّه ريان كليها بأنه «كانت هناك جلسة أخرى ضمن الحوار الاستراتيجي تتعلق بالتجارة والاستثمار»، لافتاً إلى أنه «يوجد بين البلدين حوار اقتصادي استثماري بنسختيه لعامي 2015 و2016، وتم الاتفاق على ضمهما إلى الحوار الاستراتيجي، وقد تحدثنا خلال هذه الجلسة عن كافة قضايا التجارة والاستثمار بين البلدين، واطلعنا على الإجراءات التي قامت بها الحكومة القطرية لجعل السوق القطري أكثر جاذبية للاستثمارات بتحرير قوانين الملكية وتسهيل استثمار الأموال في قطر، وخروج الأرباح، فضلا عن التسهيلات اللوجيستية للعمل والاستمرار في قطر، بما في ذلك ميناء حمد الدولي، ومنطقة التجارة الحرة وكافة الملفات ذات الصلة». وقال: قطر قامت بخطوات قوية لتطوير الاستثمارات فيها».
وأردف: «لاحظنا خلال الحوار الاستراتيجي رد الفعل القوي الذي اتخذته الحكومة القطرية لتأمين الإمدادات، وإعادة تأسيسها بعد الحصار، والطرق التي اتبعتها قطر لمواجهة التحديات الاقتصادية والتجارية، والحالة القوية التي تتواجد عليها الحكومة والاقتصاد القطري تحت هذه الظروف».
وأضاف: «لاحظنا جهود دولة قطر لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة، باعتبارها جاذبة للاستثمارات، وبلادنا ترحب بجهود جهاز قطر للاستثمار للبحث عن فرص استثمارية جديدة في الولايات المتحدة، وتشجيع المستثمرين من القطاع الخاص القطري للبحث عن فرص في بلادنا. وإشادتنا بجهود قطر لتعزيز الشفافية على أعلى المعايير الدولية. وحكومة بلدينا لديهما تعاون كبير في هذا المجال، بما يفيد الطرفين».
ونوّه بتوقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين خلال الحوار الاستراتيجي في مجالات مختلفة، بينها مذكرة تفاهم لعقد الحوار الاستراتيجي سنويا، حيث ستكون الدورة المقبلة في الدوحة عام 2019. وتوقيع إعلان أمني مشترك عن رؤيتنا المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، والتزام الولايات المتحدة بمواجهة التهديدات الخارجية ضد دولة قطر، والتي لا تتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، وهذا يعدّ بمثابة بيان صريح لدعمنا لدولة قطر واستقرارها».
-
لا قمة في كامب ديفيد حتى الآن
حول ما أثير عن اجتماع مرتقب لأطراف الأزمة الخليجية في كامب ديفيد، قال القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة الأمريكية: «الرئيس مهتم جدا بالقضية، ويريد الوصول إلى حل سريع، ولكن لا يوجد أي إعلان عن أي قمة، وأتوقع أن يكون هناك نشاط من البيت الأبيض ومساهمة بشكل مباشر لإيجاد حل للأزمة في الشهور القليلة المقبلة».
-
سفير أمريكي في الدوحة خلال شهور
في رده على موعد تعيين سفير أمريكي جديد لدى الدوحة، قال القائم بالأعمال إنه ليس هناك ترشيح لسفير أمريكي جديد في الدوحة حتى الآن، موضحاً أن هذا أمر طبيعي وأمريكا حالياً ليس لديها سفراء في العديد من الدول بما فيها السعودية ومصر ودول أخرى حول العالم، متوقعاً أن يتم تعيين سفير في الدوحة خلال الأشهر القليلة المقبلة.
-
قطر تبذل جهوداً مستمرة في مكافحة الإرهاب
أشاد القائم بالأعمال الأمريكي بالإنابة بالجهود الكبيرة التي قامت بها دولة قطر في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة بعد مذكرة التفاهم التي وقعت بين وزيري الخارجية في يوليو من العام الماضي، مشددا على أن من مصلحة البلدين استمرار التعاون بينهما في هذا المجال.
وحول ادعاءات دول الحصار ضد قطر بتمويل الإرهاب، بين أن قطر كانت إيجابية جداً فى هذا الصدد، ووقعنا مذكرة التفاهم وليس على دول الحصار القلق تجاه هذه القضايا ووفقاً لتقييماتنا فإن قطر أحرزت تقدماً في هذا المجال بنجاح فيما يخص مذكرة التفاهم التي وقعت، وقطر مثل الولايات المتحدة تبذل جهوداً مستمرة في مكافحة الإرهاب.
-
رغبة مشتركة لحل أزمة الخليج
استعرض القائم بالأعمال بالإنابة أهم القضايا التي تناولها الحوار الاستراتيجي، بمناقشة كافة مجالات التعاون المشترك، من قبيل قضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك، وبالطبع الخلاف الخليجي، والرغبة المشتركة للبلدين في العمل عن قرب لحل الأزمة، واتفقنا على ضرورة حل الخلاف بأسرع وقت ممكن، وجددنا دعمنا للوساطة الكويتية، وأن يجتمع كافة الأطراف للحوار، لأجل تعزيز مجلس تعاون خليجي قوي، وموحد.
وأوضح أن الحوار الاستراتيجي تناول القضايا الإقليمية الهامة في سوريا وليبيا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتبادلنا الآراء حول ضرورة حل هذه القضايا لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.
-
الحوار القطري الأمريكي حدث تاريخي في علاقات البلدين
وصف «ريان كليها» الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي بأنه حدث تاريخي في علاقات البلدين الجيدة التي ستتواصل في السنوات المقبلة.
وقال: إن الحوار الاستراتيجي الأول من نوعه الذي جمع البلدين في واشنطن، هو رمز التقارب القطري الأمريكي خلال السنوات الأخيرة، في العديد من المجالات، وما رأيناه في هذا الحوار يعد خير مثال لانتقال العلاقات القطرية الأمريكية لأن تكون شراكة استراتيجية، بما يعني أنه يمكننا الاعتماد على بعضنا البعض لدعم مصالحنا في مجالات الأمن والاقتصاد، والملفات السياسية بالمنطقة. كما أن هناك قطاعات أخرى مهمة للتعاون بين البلدين، مثل التعليم والثقافة والعلوم، وما نراه من مشاركة في الحوار الاستراتيجي هو مثال قوي وملموس عن الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع قطر. وتابع: كان هناك 5 وزراء من الجانب الأمريكي، الخارجية، والدفاع، والتجارة، والخزانة، والطاقة، ونظراؤهم من الجانب القطري. وهذا يعكس المستوى الرفيع للمشاركة في الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
-
مشاركة رفيعة المستوى في الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي
حول موقف الرئيس الأمريكي من الحوار الاستراتيجي وعدم تعليقه عليه كعادته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال ريان كليها: «يوم الحوار كان الرئيس مرتبطاً بخطاب حال الاتحاد الذي يركز على الشؤون الأمريكية الداخلية، ولا أعلم أنه غرّد أو أظهر أي رد فعل، لكن الواقع يشير إلى وجود 5 وزراء رفيعي المستوى مشاركين بالحوار الاستراتيجي في هذا اليوم، وهي رسالة واضحة بالتزام الولايات المتحدة تجاه هذا الحوار الاستراتيجي، وما لكان هذا التمثيل الرفيع والالتزام ليحدث دون الموافقة المباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب». وأكد أن التدخل الأمريكي على مستوى الرئاسة مهم جداً في هذه الأزمة، وأن بلاده تدعم وبشكل قوي الوساطة التي يقودها صاحب السمو أمير دولة الكويت، وما نعمل عليه هو بذل المزيد من الجهود لجلب الجميع للجلوس على طاولة الحوار على مستوى رفيع.
-
علاقات متطورة مع القوات البحرية القطرية
حول توسعة قاعدة العديد واستضافة قطر للبحرية الأمريكية، قال القائم بالأعمال بالإنابة: «إن الجانب القطري هو المخول بالحديث عن تفاصيل هذا الأمر، فهذا عرض سخي من جانب دولة قطر، والولايات المتحدة متواجدة في هذه القاعدة منذ 17 عاماً، وهي أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية بالخارج، وهي مركز قيادة العمليات الجوية ضد تنظيم داعش، وكان من المستحيل مكافحة هذا التنظيم بدونها».
وأضاف أن طبيعة قاعدة العديد العسكرية تصبح أكثر أهمية في حال وسّعنا حضورنا في المنطقة، ونحن نعتبر قطر دولة استراتيجية بموقعها الجغرافي المتميز لإدارة عمليات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، ونثمّن الجهود القطرية السخية في تطوير قاعدة العديد العسكرية خلال الأشهر المقبلة.
وتابع: لدينا علاقات متطورة مع القوات البحرية القطرية، وقد شهد العام الماضي نشر سفن أمريكية ضمن القوات البحرية المشتركة لقوات التحالف الدولي، ولديها مهمتان أسياستان هما، حريّة الملاحة ومكافحة القرصنة، وزيادة السفن الأمريكية إلى قطر، للقيام بأعمال الصيانة والإمدادات، وسيكون هناك المزيد من زيارات السفن الأمريكية إلى قطر.
-
قطر لاعب عالمي في سوق الطاقة
بالنسبة لمذكرة التفاهم التي وقعت خلال الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي للتعاون في مجال الطاقة، أكد القائم بالأعمال الأمريكي أن المذكرة وضعت إطار عمل بين البلدين وتعزّز مجالات التعاون والتشاور بين الدوحة وواشنطن.
وشدّد على الدور الكبير الذي تلعبه قطر في صناعة الطاقة عالمياً، ولديها رؤية استراتيجية ليس فقط من أجل أن تصبح مصدراً عالمياً للغاز الطبيعي المسال، بل تسعى لاستخدام عائداتها الضخمة لأن تكون لاعباً عالمياً في سوق الطاقة، ونحن نسعى لإقامة شراكات استراتيجية مع قطر في مجال الطاقة والتعاون ما بين المؤسسات العاملة في هذا القطاع ونتوقع العمل في العديد من المشروعات سوياً.
وأوضح أن شركة قطر للبترول من أكبر الشركات المستثمرة في مشروع محطة (جولدن باس) بأمريكا، وهناك مشاورات في قطاع الاستثمار مع الجهات القانونية لتصبح هذه المحطة من أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال للعالم. وهذا ما يفسّر شراكتنا الاستراتيجية مع قطر في مختلف المجالات من خلال كبريات الشركات الأمريكية العاملة في مجال الطاقة مثل إكسون موبيل.
-
تعاون قطري أمريكي في ملاحقة جرائم تمويل الإرهاب
قال «ريان كليها»: «إن إحدى جلسات الحوار الاستراتيجي تناولت التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وانتهزنا الفرصة لتجديد تقديرنا لما أنجزه البلدان بخصوص مذكرة التفاهم الثنائية حول مكافحة الإرهاب التي وقعناها في يوليو الماضي، واستعرضنا ما تمّ إنجازه خلال الفترة الماضية، ونتطلع لوضع الأولويات المشتركة لسنة 2018 في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف».
وأضاف: «الاتصال الهاتفي الأخير بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والرئيس دونالد ترامب، ورأينا فيه إشادة الرئيس ترامب بجهود قطر الإيجابية في مكافحة الإرهاب، والنجاح الذي حققناه خلال الشهور الماضية، وهي تطورات أساسية وإيجابية في العلاقات القطرية الأمريكية».
وأشار إلى أن «الحوار الاستراتيجي تناول أيضاً مذكرة التفاهم التي وقّعها سعادة الدكتور علي بن فطيس النائب العام ونظيره الأمريكي لملاحقة جرائم الإرهاب وتمويله، كما تناولت المحادثات ما يمكن أن تقدّمه قطر والولايات المتحدة على المستوى متعدّد الأطراف لمكافحة الإرهاب والتطرف، والعمل من خلال المؤسسات الدولية، مثل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وجهود المجتمع الدولي في هذا الصدد، حيث تعدّ قطر والولايات المتحدة من المؤسسين والداعمين والممولين الرئيسيين للمؤسسات الدولية لمكافحة الإرهاب، ونحن حريصون على استمرار هذا التعاون».
-
الشرخ المجتمعي يصعب نسيانه وسيستمر
-
إقحام الشعوب لا يساعد في حل الأزمة الخليجية
عن دعوة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى وقف خطاب الكراهية الإعلامي في الأزمة الخليجية، قال القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة الأمريكية: إن تيلرسون كان واضحاً في تصريحه وهو أن استخدام الإعلام خلال الأزمة الخليجية أدى للتصعيد والشحن العاطفي، وهذا لا يساعد في حل الأزمة.
وتابع، من الواضح أن الآثار العاطفية والشرخ المجتمعي الذي حدث من خلال هذه الأزمة سيستمر لما بعد الأزمة، وما يميز هذه الأزمة عن أزمة 2013 و2014 هو إقحام الشعوب وهذه الأشياء يصعب نسيانها في الوقت الراهن ولا يساعد في حل الأزمة.
-
علاقات راسخة وتاريخية بين البلدين
قال القائم بالأعمال بالإنابة: إنه كان هناك مباحثات عسكرية حول الشراكة الدائمة، والتحالف الوثيق بين بلدينا، ومحاربتنا المشتركة ضد الإرهاب، والتطرف في المنطقة، خاصة الدور الذي تلعبه قطر باستضافتها للقيادة المركزية الأمريكية ضد تنظيم الدولة «داعش»، حيث إن قواتنا الجوية عنصر أساسي في الحرب ضد تنظيم الدولة «داعش»، ولم يكن بإمكاننا تحقيق الكثير من الإنجازات لولا الدعم الذي قدّمته لنا دولة قطر في القاعدة العسكرية.
وتابع: تحدّثنا عن هذه العلاقات الراسخة والتاريخية بين البلدين، والتي تمتد إلى 17 عاماً منذ بداية تواجد الولايات المتحدة الأمريكية في قطر. كما بحثنا العرض القطري والمخطط للقيام باستثمارات أسياسية في البنية التحتية للقاعدة العسكرية، لأجل تطوير المباني، وجعلها أكثر استدامة. ونحن نقدّر عالياً هذا العرض.