المنبر الحر

حين سرقوا وطني

بقلم – وفاء مسفر مانع :

لقد سرقوا وطني وسرقوا بيتي الذي ولدت به وكل ذكرياتي بداخله واقتطعوا جزءاً من قلبي حين سرقوا مزرعتي، وكل يوم يسرقون ويسرقون إنهم أسوا أنواع اللصوص، ألا يكفيهم ما أخذوه منا ألا يكفيهم وجود أبنائنا في سجونهم ألا يكفيهم حصار مدينة غزة ألا يكفيهم ما فعلوه بشعب فلسطين إلى هذا اليوم.

لكننا في المقابل لا نستغرب أفعالهم فقد أخبرنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- عنهم وحذرنا منهم وعدم الوثوق بهم، ونحن نعلم أن النصر ليس بكثرة العدد والعتاد وإنما بقوة إيماننا ومحافظتنا على الصلاة والتمسك بالدين الإسلامي وبعدها نبذل الأسباب ونتوكل على الله لأن النصر من عند الله وحده، لكننا اليوم نفتقد إلى هذا كثيراً لقد تخلينا عن أعظم قوة لذلك نشعر بالخذلان والانكسار، انجررنا وراء الغزو الفكري الذي نجح بالفعل، اهتممنا بظاهر الأمور وفي المقابل أهملنا باطن كثير من الأمور.

إن فلسطين اليوم لم تعد بحاجة إلى المال أو السلاح لكن ماتحتاجه فلسطين والعالم الإسلامي هي تكاتف المسلمين وتعاضدهم والالتفاف تحت راية الإسلام والتقرب إلى الله بالطاعة والإخلاص له بالعبادة ،حينها سنطرد اللصوص من أرضنا وسيعود لكل شخص حقه الذي سلب منه دون وجه حق، وستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية رغماً عنهم.

كل إنسان منحه الله موهبة وقدرات ولو استخدمت بما يرضي الله وبالشكل الصحيح لوجدنا الفرق الكبير في نصرة إخواننا في كل مكان من العالم الإسلامي، فاليوم لم تعد فلسطين وحدها تعاني بل سوريا واليمن والعراق وليبيا والخليج يعاني من القطيعة لكننا دائماً نتفاءل بحل هذه الأزمة لأننا في النهاية إخوة تجمعنا إخوة الإسلام أولاً وأخيراً.

وختاماً إن لسان حال كل فلسطيني يقول: حين سرقوا وطني لم يستطيعوا أن يسرقوا حبي لوطني فلسطين ولشجرة الزيتون وللمسجد الأقصى ولكل حبة رمل من رمال فلسطين لن يستطيعوا سرقة المشاعر والحب تجاه وطننا فكل ممر أو حارة تحكي قصة وألف قصة، وفي تجاعيد المسنين حكايات كثيره تجدها في عيونهم ولكن الدمع يسبقها حين سرقوا بيوتهم وأراضيهم منهم.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X