تغييرات السعودية حرّرت المرأة وأفقرت الرجل
مقاهي جدة تسمح للفتيات الاختلاط بالشباب وتدخين الأرجيلة
ارتفاع نسبة البطالة وانخفاض أسعار النفط والضرائب يثيران قلق المجتمع السعودي
لندن – وكالات: قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن التغييرات الداخلية في السعودية كانت لافتة وكبيرة جداً مقارنة بآخر جولة لموفدها إلى هناك، قبل تسعة أشهر، والذي وصف مشاهداته في جدة وعدد من مدن المملكة عقب ما أحدثه محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، مؤكّداً أن الشباب السعودي مقبل على هذا التجديد، إلا أنه يخشى كثيراً من الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد.
ويصف موفد الصحيفة البريطانية أحد مقاهي جدة المقام على سطح بناية بالقول: «على طاولة هناك توجد أربع شابات يدخّنَّ الأرجيلة بالتفاح، وعلى طاولة أخرى تلتقي مجموعة من الشباب، وهو مشهد لم يكن مألوفاً في السعودية إلى وقت قريب». يقول رجل أعمال سعودي بارز، طلب عدم ذكر اسمه، إن المرأة السعودية ستحصل على الحريات، ولكن لا شيء يجري ببساطة، النساء السعوديات حصلن على المزيد من الحريات إلا أن آباءهنّ وإخوانهن أصبحوا أكثر فقراً.
وصدر مرسوم ملكي سعودي، مؤخراً، سمح للمرأة بقيادة السيارة اعتباراً من يونيو المقبل، وهي حركة رمزية عميقة يمكن لها أن تحوّل حياتها في السعودية، ذلك البلد الذي تحتاج فيه إلى إذن وليّ الأمر للحصول على الكثير من حاجيّاتها ورغباتها؛ مثل السفر والدراسة وفتح حساب مصرفي. تقول السعودية فايزة (19 عاماً)، التي رفضت الكشف عن اسمها الثاني، والتي بدأت العمل في متجر لبيع الملابس النسائية: «لقد بدأت حياتي تختلف، وإن فرصي ستكون أفضل من فرص والدتي.
لقد حان الوقت لتحصل المرأة السعودية على حقوقها». القرارات الأخيرة التي بدأها ولي العهد السعودي جاءت في ظل أكبر حرب تتعرّض لها السعودية، والمتمثّلة بهبوط أسعار النفط منذ العام 2015، وانعكاسات ذلك على الاقتصاد السعودي بالمجمل. ابن سلمان، البالغ من العمر 32 عاماً، دشن رؤية 2030 التي قال إنها ستفتح السعودية أمام العالم الحديث، واعداً أيضاً بالعودة ببلاده إلى الإسلام المعتدل.
ويقول محمد الرشودي، الأستاذ في جامعة الرياض: إن «الكثير من وعود التغيير كانت تُقال سابقاً إلا أنها لم تتحقّق، اليوم هناك تغييرات جيدة؛ مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، ولكنني أعتقد أن هذه الحريات ليست الشغل الشاغل للسعوديين في الوقت الحاضر، الكثير منهم قلقون من الوضع الاقتصادي». مستوى البطالة في السعودية ارتفع بشكل كبير ليصل إلى 12.8% العام الماضي، كما طبّقت السعودية ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5% اعتباراً من مطلع العام الجاري، كما بدأت بالإلغاء التدريجي لدعمها للوقود، فحتى مع السماح للمرأة بقيادة السيارة فإن عملية تعبئة خزان الوقود باتت اليوم مكلفة مادياً وليست كما كانت عليه في السابق، مقابل ذلك هناك ندرة كبيرة في الوظائف.
في مدينة جدة، على البحر الأحمر، لا يكاد يُلحظ أي وجود للشرطة الدينية، كما هو الحال في بقيّة المدن السعودية، فهنا يقول موفد الصحيفة البريطانية: «يمكن أن تجد مجموعة من النساء وهنَّ يتجوَّلن في الأماكن العامة من دون الرجال، كما أن هناك الكثير من البيئات داخلها مختلطة، في حين يمكن أن تجد العباءات النسائية بألوان أخرى غير الأسود، الأكثر من ذلك أنك يمكن أن تجد في هذه المدينة الساحلية نساء لا يرتدين الحجاب». وفي الشهر الماضي، شهدت مدينة جدة استضافة المغنّي الأمريكي الشهير نيلي، الذي أحيا حفلة شهدها الرجال فقط ولم يُسمح بدخول النساء إليها. الشباب السعودي التوّاق إلى التغيير يقابل تلك الإصلاحات بترحيب كبير، لكن في الوقت ذاته تتقلّص فرص العمل أمامه باستمرار، والحياة التي كان عليها المجتمع السعودي لم تعد كما كانت، وهو ما دفع شركات السفر السعودية إلى اقتراح وجهات سفر جديدة مناسبة للجيوب التي بدأت تصبح خاوية.
جندت الإعلام في تهيئة المجتمع لقبوله.. المعارض سعد الفقيه:
الرياض متحمسة للتطبيع مع إسرائيل أكثر من ترامب
المملكة مستعدة لدفع مليارات لإقناع الفلسطينيين بصفقة القرن
الرياض – وكالات: قال المعارض السعودي البارز الدكتور سعد الفقيه إن ولي عهد المملكة محمد بن سلمان متحمّس للتطبيع مع إسرائيل أكثر من ترامب نفسه، ومستعد أن يدفع المليارات لإقناع المعارضين في فلسطين وغيرها بصفقة القرن. وأضاف إن التنسيق السعودي مع إسرائيل وأمريكا يتم بشكل شامل «خلف الكواليس»، وأن «التطبيع العلني» تنامى سريعاً. وعبّر، في تصريحات لـ «ساسة بوست»، عن قناعته بأن «ابن سلمان» لا يتبع ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، لكن ما بينهما «مجرد تشابه التوجهات والأذواق، وتطابق الموقف من الإسلاميين والشعوب والعروبة. كلاهما يكره الإسلام، ويكره العروبة، ويؤمن بعظمة الصهاينة، وأنهم هم الذين يضمنون السلطة». وأكد أن السلطات السعودية وظفت المؤسسات الإعلامية مثل «العربية» و«إم بي سي» والشخصيات المتصهينة في الإعلام لأجل أن تكتب وتتحدَّث في مواقع التواصل الاجتماعي، والفضائيات لتهيئة الشعب لخطواتٍ تطبيعية صريحة مع إسرائيل، تبدأ بالتجارة وتسهيل التنقل بين البلدين، وتنتهي بالسفارات والتحالف العسكري السياسي المعلن. وعن مستقبل «بن سلمان»، قال «الفقيه» إن ولي العهد كان يخطط لإعلان نفسه ملكاً على السعودية، أكثر من مرة، خلال الفترة السابقة، لكن «بعض من حوله نصحوه بأن الوقت لصالحه، ما دام والده في السلطة ولن يخسر شيئًا من المزيد من الانتظار». وعبر عن شكوكه في استقرار الأمر لـ «ابن سلمان» مستقبلاً، موضحاً أن مقربين من العائلة الحاكمة يقولون إن سبب سكوت الأجنحة المختلفة في العائلة هو احترام والده الذي كان حاضرًا في المشهد السياسي على مدى 50 سنة، ففرض هيبة مرتبطة بشخصه. وأضاف: «هم يقولون إنهم لن يواصلوا السكوت بعد تنحي الملك سلمان أو وفاته، إذ لا يشكل وجود محمد بن سلمان سببًا كافيًا لمنعهم من التحرّك». واعتبر «سعد الفقيه» أن النظام السعودي لا يحتاج الإمارات ومصر لمواصلة حربه داخلياً وخارجياً، لأنّ الوسائل الأمنية والإعلامية والمالية والمخابراتية التي بيده كافية، وأن المبالغة في الحديث عن هذا الحلف ربما يضعف النظام أكثر؛ وقد يضرّه بسبب السمعة السيئة لمصر والإمارات. وكشف المعارض السعودي الذي يعيش في لندن، أن واقعة احتجاز رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» في الرياض وإجباره على الاستقالة لم يكن أمرا موجهاً ضد لبنان، بقدر ما كان محاولة من «ابن سلمان» لمعرفة ما لدى «الحريري» من معلومات عن بقية شركائه من الأمراء، خاصة أبناء الملك السابق «عبد الله» و«الوليد بن طلال».
جنبلاط: لن أذهب للسعودية لإحياء سياسة المحاور
بيروت – وكالات: أكد رئيس «اللقاء الديمقراطي» في لبنان وليد جنبلاط أمس، رفضه «الذهاب إلى المملكة العربية السعودية، في حال دعوته إلى إحياء سياسة المحاور»، بحسب تعبيره. وشدد جنبلاط في تصريحات نشرتها صحيفة «الأخبار» اللبنانية، على رفضه كسر التوازنات الثابتة، أو الدخول في حروب سياسية، أو الانضمام إلى أي محور، مضيفاً إنه «لن يزور السعودية في حال دُعي بهدف إعادة إحياء ما يسمّى فريق الرابع عشر من آذار، أو حثها على خوض الانتخابات بشكل موحد».
وأشار جنبلاط إلى أنه «لم يذهب سابقاً، لأنه لا يريد أن يكون في محور ضد محور، ولن يفعلها اليوم»، لافتاً إلى أن «العلاقة مع الرياض جامدة». وفسر جنبلاط جمود العلاقات مع السعودية، بقوله إن «هناك عتباً سعودياً نتيجة بعض الملاحظات التي أبديتها فيما يتعلق بالحرب العبثيّة في اليمن، إلى جانب ملاحظات أخرى عن شركة أرامكو، إضافة لموقفي من أزمة استقالة الرئيس الحريري وعدم سفري سابقاً».
ونفى وصول رسالة إليه في هذا الشأن، مستدركاً قوله: «لكن عدم زيارة السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب لنا هو مؤشر».