أخبار عربية
مسؤولون يمنيون: أبوظبي تدعم الانفصاليين

تصاعد الحرب الباردة بين هادي والإمارات

عدن – وكالات:

تشهد العلاقة بين الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي أزمة عميقة غير معلنة، فبعد أسبوع من معارك مدينة عدن جنوبي اليمن، بدأت الهوة بالاتساع بشكل أكبر، ما يهدّد بانحراف مسار المعركة الرئيسية ضد جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، المتهمة بتلقي دعم من إيران.

ورغم توقف المعارك، التي دارت في عدن (العاصمة المؤقتة)، الشهر الماضي، وخلفت 29 قتيلاً، بعد تدخل السعودية، قائدة التحالف، إلا أن فتيل الأزمة بين الحكومة الشرعية، التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي ودولة الإمارات، ثاني أكبر دول التحالف، لم يُنزع بعد.

واستدعت دول التحالف العربي رئيس «المجلس الانتقالي»، عيدروس الزُّبيدي، إلى الرياض، وذكرت وسائل إعلامية موالية للحراك الجنوبي الانفصالي أن الزيارة ستشمل أبوظبي. وانعكست الأزمة بين الحكومة الشرعية والتحالف العربي على الخطاب الرسمي للطرفين.

وفي حين يواصل التحالف تشديده على دعم استقرار اليمن دون التطرق إلى «الشرعية» و»وحدة اليمن»، تجاهلت حكومة هادي الإشارة إلى دور الإمارات في المعارك ضد الحوثيين، بعد أن كان اسمها ملازماً للسعودية في كافة الأخبار الرسمية. واتضحت ملامح الأزمة بين الحكومة والإمارات في المعارك الدائرة بالساحل الغربي لليمن، حيث هاتف هادي قادة مقاومة تهامة وجبهة الساحل الغربي، للاطلاع على سير المعارك التي توّجت بالسيطرة على مديرية «حيس»، التابعة لمحافظة الحُديدة.

وأشاد هادي بجهود السعودية، دون التطرق إلى الدور الإماراتي، الذي يمسك بالملف العسكري في السواحل الغربية اليمنية. وخلافاً لعدن والساحل الغربي، باتت محافظة أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي (أقصى جنوب شرقي اليمن) ساحة لمعركة صامتة بين الحكومة الشرعية والإمارات، المتهمة بالسعي إلى بسط سيطرتها على الجزيرة الاستراتيجية، وسط غياب لأي دور حكومي.

وبعد صمت حكومي منذ أكثر من عامين على التحركات الإماراتية في الجزيرة، أخرجت أحداث عدن الحكومة عن صمتها، أمس الأول الثلاثاء.

فقد وجَّه هادي بـ «وقف التصرف بأراضي وعقارات الدولة في سقطرى بمحمياتها المختلفة، وإيقاف أي تصرّفات فيها تحت أي مسمى كان»، في إشارة إلى الدور الإماراتي.كما وجّه بـ «إيقاف كافة التصرّفات المخالفة في مختلف المحافظات المحرّرة، ومنها التصرّفات بأراضي المنطقة الحرة في محافظة عدن»، التي تُتهم الإمارات بالسعي إلى السيطرة عليها، وعدم إنعاشها بالشكل المطلوب حتى لا تتأثر موانئ دبي سلباً.ووصف أستاذ علم الإدارة الدولية في جامعة الحُديدة اليمنية، نبيل الشرجبي، الخلافات بين الحكومة والتحالف بأنها «حقيقية».وحذر الشرجبي، في حديث للأناضول، من أنه «إذا لم تتم معالجتها (الخلافات) بشكل جذري، فقد تتحول إلى تهديد قوي لكيان التحالف ولجهود إنهاء الانقلاب الحوثي».

وبشأن السعودية، رأى الباحث اليمني أنها «واقعة بين مطرقة الإمارات وسندان الشرعية، وليس من مصلحتها الانحياز الكلي والعلني لأي من الطرفين، لكن مع ذلك ما زال لديها الكثير للقيام به، وهو ما يعني الانحياز حتى على خجل إلى الشرعية، وعدم الحياد، فذلك سيكلفها الكثير».

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X