الدوحة ـ الراية : استطاعت الهيئة العامة للسياحة أن تعزّز مكانة قطر خلال الأعوام الماضية كوجهة سياحة رياضيّة، تتجه إليها أنظار المهتمين بالرياضة من اتحادات، وأندية، ورياضيين، ومشجعين على حد سواء.

ويعود اليوم الرياضي للدولة هذا العام وسط نشاط متزايد في صناعة السياحة بشكل عام والسياحة الرياضية بشكل خاص، حيث تعتبر السياحة الرياضية أحد أربعة مجالات رئيسية حددتها المرحلة القادمة من الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2017 – 2023 لتحقيق أهداف النمو والتطوير في قطاع السياحة القطرية.

وقال السيد راشد القريصي رئيس قطاع التسويق والترويج بالهيئة، «تواصل الهيئة العامة للسياحة جهودها الرامية إلى تطوير قطاع السياحة الرياضية عبر الدعم والاستفادة الدائمة من الفعاليات والمنافسات الرياضية الكبرى التي تشهد مشاركة جماعية نظراً لقدرتها على الترويج لمعالم الجذب السياحي والثقافي التي تزخر بها دولة قطر، وتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي من خلال اجتذاب المشجعين والرياضيين من حول العالم.»

وأضاف: « تعتبر السياحة الرياضية من المجالات ذات النتائج الفعالة والمردود السريع، ولذا فإنها تمثل أهمية حيوية كبرى في تحقيق أهداف المرحلة القادمة من الاستراتيجية الوطنية للسياحة، خاصة مع تيسير إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول، وإعفاء مواطني أكثر من 80 دولة من الحصول عليها، وسهولة الوصول إلى قطر وكذلك سهولة الوصول إلى أي فعالية رياضية داخل قطر طوال العام».

وأشار القريصي إلى أن استضافة معسكرات الفرق العالمية، واللقاءات الهامة بين عمالقة الرياضة، يعود على قطر بفائدة اقتصادية هائلة، إضافة إلى لفت أنظار الملايين إلى المقوّمات السياحية والرياضية التي تتمتع بها البلاد. فعلى سبيل المثال سجلت قطر خلال فترة انعقاد كأس السوبر الإيطالي عام 2016 إنفاقاً سياحياً يزيد على 9 ملايين ريال.

استراتيجية عملية

وتعتمد الهيئة العامة للسياحة استراتيجية خاصة لتطوير مجال السياحة الرياضة، تقوم على أربعة محاور رئيسية، وتعزّز التنافس في أربعة مجالات رياضية.

ويمكن تلخيص المحاور الأربعة الرئيسية كالآتي: إقامة فعاليات رياضية تراثية توفر تجربة فريدة ونابعة من موروث قطر، ما يشجع الزوار على الحضور والمشاركة، دعم الفعاليات الرياضية التي تقام منذ سنوات طويلة في قطر والاستفادة من جمهورها لتعزيز مكانة قطر كوجهة للمنافسات العالمية، مما يستقطب المزيد من الزوار إليها، دعم الفعاليات الرياضية التي تشهد مشاركة جماعية، وتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي لاجتذاب المشجعين والرياضيين من جميع أنحاء العالم، الاستفادة من مكانة قطر كمركز لتنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى في جذب أبرز خبراء صناعة الرياضة حول العالم، سواء كانوا اختصاصيين في الطب الرياضي أو مهندسي تشييد الملاعب ومخططي الفعاليات.

وتركز الاستراتيجية على 4 فئات من الألعاب وهي الألعاب التقليدية مثل كرة القدم والتنس، والألعاب التراثية مثل سباق الهجن والصيد بالصقر، والألعاب الذهنية مثل الشطرنج والسكرابل، وأخيراً ألعاب المشاركة الجماعية كالترايثلون وسباقات الدراجات.

شراكات عالمية

وقد نجحت الهيئة العامة للسياحة على مر الأعوام الماضية في جذب أنظار عشاق الرياضة حول العالم إلى قطر، وأن تسلط الضوء على الإمكانيات والمرافق ذات المستوى العالمي، وذلك من خلال عقد عدة شراكات محلية وعالمية مع أهم وأكبر المؤسسات الرياضية. كما أن الطقس الشتوي الرائع الذي تتمتع به قطر شجع العديد من الاتحادات والأندية الرياضية العالمية على إقامة معسكراتها الشتوية في الدوحة.

وانطلاقاً من الشعبية الجارفة لكرة القدم على مستوى العالم، ومنذ عام 2012، تتعاون الهيئة العامة للسياحة ونادي باريس سان جيرمان ضمن شراكة استراتيجية تستهدف الترويج لعروض السياحة الرياضية وسياحة الاستجمام التي توفرها قطر.

وقد استضافت الهيئة العامة للسياحة عدة جولات لفرق نادي باريس سان جيرمان، بما في ذلك جولة قطر لكرة اليد 2014 و2015 وجولة قطر للسيدات 2015، وجولة قطر الشتوية في عامي 2013 و2015. كما استضافت الجولة الشتوية للنادي خلال ديسمبر الماضي والتي حضرها كافة نجوم الفريق مثل نيمار، وكافاني. وقد قام نجوم الفريق بتصوير مقطع مصور عن قطر وما تقدمه لعشاق المغامرات، وقام بمشاهدة الفيديو الملايين من محبي الفريق حول العالم.

ووفق رؤية مستقبلية للرياضة، تسعى استراتيجية السياحة الرياضية لدى الهيئة العامة للسياحة إلى توفير تجارب رياضية بديلة في مجال الرياضات الذهنية والألعاب الإلكترونية.

حيث قامت الهيئة في أغسطس الماضي باستضافة النسخة الرابعة من البطولة العالمية للرياضات الذهنية، والتي أقيمت في الشرق الأوسط لأول مرة. ونظراً لأن هذه الفعاليات الرياضية تقام في منشآت مغلقة، فإن باستطاعة قطر أن تبرهن من خلالها على قدرتها على استضافة المنافسات الرياضية في جميع فصول السنة.