تفاصيل 99 يوماً من احتجاز أمراء الريتز
تم استجوابهم لساعات طويلة وإجبار شركائهم على الاعتراف عليهم
الرياض – وكالات: بعد عملية استدعائهم من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم 4 نوفمبر الماضي، استقبل فندق ريتز كارلتون في الرياض عدداً من الضيوف من العائلة المالكة ثم تمّ اصطحابهم إلى الغرف الفندقية من قبل رجال مسلحين بعد مصادرة هواتفهم النقالة. وقال أحدهم: «لقد قيل لي إنني سأبقى هنا لبعض الوقت». وعلى مدار 99 يوماً أغلقت الحكومة السعودية فندق ريتز كارلتون وخصصته للمعتقلين، حيث احتجزت 381 شخصاً هناك في حملة لمكافحة الفساد لم يسبق لها مثيل ضد نخبة من مواطنيها. وقد أعيد افتتاح فندق ريتز كارلتون، يوم الأحد الماضي، وهو ما يمثل نهاية مرحلة حملة القمع وبداية حقبة جديدة غير مؤكدة للدولة التي تعد أكبر مصدّر للنفط في العالم، وقد وصل بعض الضيوف ليجدوا القليل من الأمور قد تغيرت، فالردهة لا تزال تضم نفس الأرضيات الرخامية وما زالت التماثيل موجودة.
ويعتبر الفندق الآن رمزاً لأن المملكة العربية السعودية لا تزال تقف بعيداً عن العالم الخارجي، حتى مع محاولة قيادتها تدشين عملية إعادة ترتيب تاريخية للمجتمع مع حريات جديدة للمرأة، وصورة أكثر اعتدالاً للإسلام، واقتصاد موجه نحو السوق أقل ارتباطاً بالنفط، ولكن من خلال استهداف رجال الأعمال السعوديين الذين لهم صلات عميقة بالغرب والاستيلاء على أصولهم دون الإفصاح عن تفاصيل تورطهم في الفساد، فقد أثارت عملية التطهير مخاوف بشأن سيادة القانون. وقال «سيمون هندرسون»، وهو باحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لصحيفة وول ستريت جورنال: «تخميني هو أن اسم فندق ريتز سيرتبط إلى الأبد بالسجن السعودي الفخم»، بينما قال مسؤول سعودى بارز إن المحققين أطلعوه بشكل جيد وقدموا له مجموعة كبيرة من الوثائق حول أصوله المالية بطريقة منهجية، وطرحوا الأسئلة في جلسات «طويلة، متعبة». وأضاف إنه لم يعط سوى تفاصيل قليلة بخلاف أنه كان جزءاً من تحقيق فساد وأنه يمكنه الخروج وهو ما فعله في نهاية المطاف، وقال إن بعض السعوديين في فندق ريتز أرادوا محاربة التهم، ولكن تم البرهنة على ضلوعهم بدعوة شركائهم التجاريين للإدلاء بشهادتهم ضدهم؛ قائلاً: «إنهم لم يتوقعوا حدوث ذلك».
ووصف بعض المحللين الغربيين ذلك بأنه انتزاع للسلطة من قبل محمد بن سلمان الذى تم تعيينه كولى للعهد فى يونيو الماضى. وقال «بروس ريدل»، الباحث في مؤسسة بروكينجز المتخصصة في الشرق الأوسط: «هذا لا يبشر بالخير إذا كنت مستثمراً محتملاً في البلاد». وألقت المقابلات مع المحتجزين والأشخاص المقربين منهم الضوء على المحنة التي استمرت لأشهر، وقد تم تقديم بعض الوجبات من قبل الطهاة الخاصين بالديوان الملكي ولكن لم يسمح للمحتجزين إلا بمكالمة هاتفية واحدة يومياً، وقد تم استجواب البعض لساعات ولكن قيل لهم إن جميع التهم المتعلقة بالفساد قد تختفي مقابل تسوية سليمة. وقد كان من ضمن المحتجزين في الفندق الأمير الملياردير «الوليد بن طلال»، أغنى رجل أعمال في البلاد، و«بكر بن لادن»، صاحب شركة إنشاءات، و«وليد الإبراهيم»، صاحب أكبر شركة إعلامية في البلاد؛ وبعض وزراء الدولة.
وتم بناء الفندق في عام 2011، وهو يضم أكثر من 500 غرفة، بما في ذلك 48 جناحاً رئاسياً، ووحدة للرعاية الطبية مع أطباء عند الطلب وأشجار زيتون يبلغ عمرها 600 عام كما أن الفندق ليس بعيداً عن قصر اليمامة، مقر الحكومة السعودية، ولذا فهو مكان قريب من مكان العمل اليومي للملك سلمان والأمير محمد. وقد تم تغيير بعض موظفي فندق ريتز خلال إغلاق الفندق، وقال أحد الموظفين إن حوالي 20% منهم كانوا في إجازات مع تخفيض للأجور، في حين قال موظف آخر إن بعض الموظفين أعيد تعيينهم داخل مجمع الفندق.