القاهرة – وكالات: كشفت مصادر مصرية مقرّبة من المرشح الرئاسي المعتقل ورئيس أركان الجيش المصري الأسبق الفريق سامي عنان، عن طبيعة الوثائق التي يمتلكها الأخير وتهدّد نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وقالت المصادر إن الوثائق التي يمتلكها «عنان» وتسببت باعتقال نائبه المستشار هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، تتعلق بأشرطة فيديو لاجتماعات سابقة للمجلس العسكري شهدت حوارات ساخنة ومشاجرات حول أمور مالية. وأكدت المصادر أن المجلس العسكري في مصر الذي قاد البلاد في أعقاب ثورة يناير مرّ بمرحلة كان كل أعضائه لا يثقون ببعضهم البعض»، في إشارة إلى الأنباء عن أشرطة الفيديو التي في حوزة عنان.
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن الوثائق يمتلكها الفريق «عنان»، تشمل كذلك ما يدين دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكدت المصادر التي تحدثت لصحيفة «القدس العربي» اللندنية، أن ضابطاً إماراتياً أنفق الأموال لدعم «السيسي» وتقوية نفوذه في الجيش، كما قدم أموالاً لرجال أعمال لفتح قنوات فضائية مصرية تسوق للسيسي ومشروع الإمارات في مصر. إلى ذلك قالت الولايات المتحدة إنها تتابع عن كثب قضية اعتقال السلطات المصرية الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة، بالتزامن مع أمر النيابة العسكرية العامة بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق بشأن تصريحات قال فيها إنه يخشى أن يتعرض عنان للقتل داخل السجن. ورداً على سؤال لمراسل الجزيرة، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت عن دعم إدارتها مساراً انتخابياً شفافاً ويتسم بالمصداقية في مصر. وأضافت المتحدثة إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أثار خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة ملفات حقوق الإنسان والاعتقالات والانتخابات. وأشارت إلى أن تيلرسون بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أهمية أن تتاح حرية خوض الانتخابات لمن يرغب في ذلك.
وكانت السلطات المصرية اعتقلت الثلاثاء جنينة – وهو عضو فريق ترشح رئيس أركان الجيش المصري السابق الفريق سامي عنان لانتخابات الرئاسة – على خلفية تصريحاته التي قال فيها أيضاً إن لدى عنان وثائق وأدلة ستغيّر مسار المحاكمات السياسية، وتكشف المسؤولين عن الأزمات الرئيسية في مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، وحقيقة «الطرف الثالث» الذي نُسبت إليه العديد من الاغتيالات والجرائم السياسية في مصر.
وفي تغريدة على موقع تويتر، قالت منظمة العفو الدولية إن «القبض التعسفي على المستشار هشام جنينة وإحالته للمدعي العسكري يمثلان استهتاراً تاماً بالحق في حرية التعبير والمشاركة في الحياة العامة». وأضافت منظمة العفو الدولية إن «المشاركة في الحياة العامة أصبحت جريمة في مصر». كما اعتبرت منظمة إفدي الدولية لحقوق الإنسان في بيان أن قرار حبس هشام جنينة تعسفي يخالف القانون ولا مبرّر له. كما وصفت المنظمة قرار الحبس بأنه انتهاك لحرية التعبير والرأي، وطالبت السلطات المصرية بإطلاق سراح جنينة وتوفير الحماية الكافية له، ودعتها إلى توفير أجواء الحرية اللازمة في مصر واحترام التزاماتها الدولية في هذه الخصوص.
منظمات حقوقية تطالب القاهرة بالكشف عن مصير المختفين قسرياً
القاهرة – وكالات: أدانت 10 منظمات حقوقية استمرار اختفاء الصحفي حسن البنا مبارك (25 سنة)، والباحث بالمركز الإقليمي للحقوق والحريات مصطفى الأعصر (26 سنة) منذ 4 فبراير الجاري وحتى الآن، وإصرار الأجهزة الأمنية على إنكار احتجازهما. وأشارت في بيان لها، أمس إلى توافر معلومات بأن آخر إشارة لهواتفهما المحمولة تم التقاطها من معسكر قوات الأمن بالجيزة التابع لوزارة الداخلية، وأنهما حالياً بمقر الأمن الوطني بالشيخ زايد. وطالبوا السلطات المصرية بسرعة الكشف عن أماكن احتجازهما وأسبابه، محمّلين إياها مسؤولية سلامتهما الجسدية والنفسية، حال تبين تعرضهما لأي شكل من أشكال التعذيب أو العنف وهم قيد الاختفاء القسري. وكانت أسرة حسن البنا قد أصدرت بياناً بعد 48 ساعة من اختفائه، جاء فيه أنه بعد البحث في جميع أقسام الشرطة والمستشفيات ومحاولات مستميتة لتحديد آخر مكان لتواجد حسن ومصطفى من خلال هواتفهما المحمولة، قد تبيّن أنهما كانا بمعسكر تابع لقوات الأمن بالجيزة. واعتبرت أسرتا «البنا» و»الأعصر» أنهما مختطفان ومخفيان قسرياً من قبل جهة أمنيّة.
وأعربت المنظمات الموقعة عن بالغ قلقها إزاء مصير وسلامة حسن البنا ومصطفى الأعصر، مؤكدة توسع الأجهزة الأمنية المصرية على نحو غير مسبوق في الآونة الأخيرة في إجراءات الخطف والإخفاء القسري وانتزاع الاعترافات تحت وطأة التعذيب والعنف في أماكن الاحتجاز غير المُعلنة.
الجارديان: الانتخابات الرئاسية المصرية فاحشة يجب وقفها
لندن – وكالات: نددت صحيفة «الجارديان» البريطانية بالانتخابات الرئاسية المصرية والمزمع إجراؤها في مارس المقبل، واصفة إياها بـ»الفاحشة»، مؤكدة أنها لا تفي بالحد الأدنى من الشروط التي يجب أن تسمى «حرة ونزيهة»، داعية المجتمع الدولي للتنديد بها. وقالت الصحيفة إن عبدالفتاح السيسي يخوض الانتخابات أمام منافس وحيد مغمور ومن أشدّ مؤيديه وهو رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى، الذي تقدّم بأوراقه قبل ساعات من إغلاق باب الترشح. وأضافت إنّه من المؤكد أنّ عبدالفتاح السيسي سيفوز في تصويت مارس، ومنافسه الوحيد سياسي غامض وأحد من أكثر مؤيديه المتحمسين، ودخل السباق متأخرًا للهروب من مشهد المرشح الواحد. وسلّطت الصحيفة الضوء على ما يفعله «السيسي» وحكومته بانتخاب مرشح واحد، بينما يُحقق مع قيادات المعارضة الداعين إلى مقاطعة التصويت بتهم زعزعة الاستقرار.