حوارات
خديجة أباكيو غالما حرم سفير كينيا في الدوحة لـ الراية :

المنتجات الكينية للسوق القطري زادت بعد الحصار

نشاطر قطر رؤيتها لتحقيق ازدهار وحياة أفضل للمواطنين

الشعب القطري يحافظ على هويته وتقاليده مع مواكبة الحداثة

نأمل برفع التبادل التجاري بين قطر وكينيا

المرأتان الكينية والقطرية تواصلان تعليمهما وتنافسان في سوق العمل

الحياة الدبلوماسية صعبة لكنها غنية بالتجارب المعرفية

كينيا بلد متنوع ثقافياً ويشمل 43 جماعة عرقية

سوق واقف وقرية كتارا الثقافية .. أماكن جميلة

عدد النساء الملتحقات بالجامعات يزداد عن الرجال في كينيا

اكتسبت خبرة بتنقلي من رواندا إلى زامبيا وبريطانيا وأمريكا ثم قطر

حوار – ميادة الصحاف:

أكدت السيدة خديجة أباكيو غالما حرم سفير كينيا في الدوحة أن قطر بلد جميل وآمن وتشهد تطورًا سريعًا في كافة مجالات الحياة، وأعربت عن إعجابها بحرص الشعب القطري على الحفاظ على هويته وعاداته وتقاليده التراثية الأصيلة مع مواكبة الحداثة وتطور العصر.

وقالت لـ الراية  إن كينيا تشاطر قطر رؤيتها المستقبلية لعام 2030 ولديها خطة طويلة الأمد لجعل البلد منافس اقتصاديا، ويزدهر بمعايير معيشية أفضل ضمن بيئة آمنة ونظيفة.

وأشارت إلى أن كينيا تأمل في رفع مستوى التبادل التجاري مع قطر مع دخول العديد من منتجاتها الزراعية إلى السوق القطري، لاسيما بعد الحصار.

وأكدت أن المرأة الكينية تشاطر نظيرتها القطرية الطموح الكبير ومتابعة فرصها التعليمية والتنافس في سوق العمل مع الرجل دون أي عوائق، وهو أمر يساهم في بناء المجتمع والارتقاء به.

وشددت في الوقت نفسه على أن المجتمع الكيني ما زال ذكوريًا نوعا ما، وتلعب المرأة فيه دورًا مهمًا في تربية الأطفال والحفاظ على ترابط العائلة، بالإضافة إلى عملها في المزارع والحقول، وفي السوق أيضاً.

أمن واستقرار

  • ما انطباعك عن قطر؟

قطر بلد جميل جداً من نواحٍ عديدة، فهي تتمتع بأمن واستقرار كبيرين، كما يعجبني حفاظها على العادات والتقاليد التراثية الأصيلة، دون أن يعيق ذلك تطورها السريع.

كما توجد في قطر أماكن جميلة عديدة، منها سوق واقف، وقرية كتارا الثقافية ونشاطاتها المتنوعة، بالإضافة إلى المراكز التجارية الراقية والفخمة، فضلاً عن أماكن أخرى كثيرة.

طموح وإرادة

  • هل هناك أوجه تشابه بين المرأة الكينية مع نظيرتها القطرية؟

نعم، فكلتاهما طموحتان وتتمتعان بعزيمة وإرادة قوية، وتواصلان فرصهما التعليمية والتنافس في سوق العمل مع الرجل دون أي عوائق.

  • ما حجم التبادل التجاري بين كينيا وقطر، لاسيما بعد الحصار؟

الكفة في هذا الجانب تميل لصالح قطر، لكن كينيا تأمل في رفع مستوى التبادل التجاري مع قطر مع دخول العديد من منتجاتها إلى السوق القطري، لاسيما بعد الحصار، كالفواكه والخضراوات والمانجو والبرتقال والأفوكادو والشاي والقهوة وجوز الكاجو والمكسرات واللحوم ومشتقاتها.

حياة رغيدة

  • كما هو الحال في قطر، لدى كينيا رؤية للعام 2030، حدثينا عن ذلك؟

رؤية قطر المستقبلية لـ 2030 تعمل لتحقيق أهداف تتمركز حول إعطاء فرص أوفر وحياة أفضل للمواطنين. وكذلك الحال بالنسبة إلى كينيا، فهي خطة طويلة الأمد لجعل بلدنا متنافس اقتصاديًا، يزدهر بمعايير معيشية أفضل، وأن يكون بلدًا صناعيًا يوفر حياة رغيدة لجميع مواطنيه ضمن بيئة آمنة ونظيفة، ووسط مجتمع متلاحم يسوده العدل والمساواة، وتغذي سياسته المبادئ والأفكار الديمقراطية، فضلاً عن غناه الثقافي.

ومن أجل الوصول إلى أهدافنا في حلول عام 2030، بدأت حكومة كينيا في تنفيذ خطط تطبيقية تعتمد الرؤية المستقبلية كأساس في نهجها، وتتضمن مشاريع في جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، بحيث تجدد كل خمس سنوات. وأنا واثقة بإذن الله تعالى سنصل لأهدافنا في حلول عام 2030.

مجتمع ذكوري

  • ما دور المرأة الكينية في المجتمع؟

المجتمع الكيني ما زال نوعا ما ذكورياً، وتلعب المرأة دورًا مهماً في تربية الأطفال والحفاظ على ترابط العائلة، بالإضافة إلى عملها في المزارع والحقول، وفي السوق أيضا. ولكن بفضل التطور ودخول المرأة في التعليم، بدأت بالارتقاء في المجتمع لتشغل جميع أنواع المناصب، مثلما يحدث الآن هنا في قطر، حيث نسبة التحاق الفتيات في المدارس والجامعات في تزايد مستمر.

كذلك ازداد عدد النساء الملتحقات بالجامعات عن الرجال في كينيا، وأيضا بالأعمال التي تساهم في النمو الاقتصادي للبلد.

إثراء معلومات

  • هل غيرت الحياة الدبلوماسية شخصيتك وعاداتك؟

ليس كذلك بالتحديد، ولكني وبحكم السفر والتنقل الدائم بين دول مختلفة والتعرف على ثقافات وشعوب متنوعة، اكتسبت خبرة ومعرفة أضيفت إلى مخزوني المعرفي، مما أدى إلى إثراء معلوماتي وانطباعاتي التي أنقلها إلى الناس من حولي.

لقد عشنا في دول عديدة، حيث كانت البداية بعد زواجي مباشرة عام 1993 في رواندا، ثم تلتها بلدان أخرى كزامبيا، والمملكة المتحدة – لندن، وأيضا في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة، ومنذ سبع سنوات ونصف نحن هنا في قطر.

ثقافة ثرية

  • حدثينا عن تنوع الثقافة في بلدك؟

كينيا بلد يضم العديد من العرقيات، كما يشتمل على الكثير من الثقافات القادمة من أكثر من 43 قبيلة، ولكل واحدة منها ثقافة خاصة بها سواء من حيث العادات والتقاليد، وطريقة العيش واللباس، والموسيقى والغناء والأطباق الغذائية المتنوعة، والمستمدة من ثقافة قبائل الماسي المعروفة، والتي تمتد جذورها لآلاف السنين، وثقافة القبائل السواحلية التي تضم خليطا من الأفارقة المحليين والعرب اليمنيين والعمانيين والبلوشستان والهنود وغيرهم. وبالتالي تعتبر الثقافة الكينية ثرية ومتنوعة يحملها سكانها متعددي الأعراق الذين يعيشون جنباً إلى جنب بسلام ومودة وانسجام.

تنوع الأطباق

  • هل تأثر المطبخ الكيني بتنوع القبائل، وما أهم الأطباق التي يتميز بها؟

المطبخ الكيني متنوع بتباين القبائل الموجودة، بالإضافة إلى تاريخ البلاد الحافل، واختلاف المناطق. لذلك هناك العديد من الأطباق الكينية المعروفة، ومن أشهرها في الوقت الحالي طبق «أوغالي» المقدم مع الخضار أو الصلصة الحارة، وكانت تشتهر به القبائل في غرب البلاد قديمًا. وأيضا طبق الـ «ماندازي» عبارة عن عجينة مقلية، ويؤكل عادة مع وجبة الفطور مع شاي حلو المذاق.

كما يتميز طبق الـ «والي ونازي» بنكهته الرائعة وهو عبارة عن أرز أبيض مطبوخ مع جوز هند مبشور، ويقدم مع ما يسمى بالـ «باجياس» وهي عجينة بطاطا مهروسة مع بهارات مقلية، وصلصة الطماطم. بالإضافة إلى الجباتي والسمبوسة المشهورين في الشرق الأوسط أيضا، ولكننا نعصر على الأخيرة الليمون للحصول على لذة أكبر. فضلا عن الأطباق المميزة الأخرى مثل الـ «بيلاو» والـ «برياني» والعديد غيرها.

  • كيف تصف حرم السفير علاقتها بالمطبخ؟

بالنسبة لي أحب الطبخ كثيرا، وأجيد طهي شتى أنواع الأطباق الكينية، ولكن الأطباق المفضلة لدي هي البرياني، والجباتي، مع مرقات متنوعة، وأيضا طبق البيلاو (أرز مبهر مع مرقة اللحم).

أزياء متنوعة

  • هل تختلف الأزياء الكينية من قبيلة إلى أخرى؟

كينيا بلد متنوعة ثقافياً، وتشتمل على 43 جماعة عرقية، ولدى كل منها ما يميزها في اللغة والملابس والعادات…إلخ. بالنسبة لي، أنحدر من شمال كينيا، في منطقة تقع على الحدود مع الصومال، المتميزة بأزيائها التي تشبه إلى حد كبير الملابس في الدول الخليجية، لذلك عادة ما نرتدي أنا وبناتي العباية.

وتعتبر الـ «ماساي» الأزياء التقليدية الأكثر شهرة في جميع أنحاء كينيا، ولكن بشكل عام لكل منطقة في كينيا، أزيائها الخاصة بها.

  • وماذا علمتك الغربة؟

الغربة زادت شوقي إلى كينيا وجميع الأهل والأصدقاء في بلدي، ولكن بعد الغربة والابتعاد لمدة 23 سنة قضيتها في أرجاء مختلفة من العالم، تعلمت أن أكون عضوة فعالة، وذلك بالاندماج في المكان الذي أعيش فيه، لذلك اعتدت على الحياة خارج كينيا والتأقلم مع أي مكان أتواجد فيه.

موقع جغرافي متميز

  • تتنوع السياحة في كينيا، حدثينا عن هذا الجانب؟

جغرافيا، تحتل كينيا أفضل مكان في العالم، حيث يقع خط الاستواء في منتصف البلد تماما، ما يجعل مناخها رائعاً واستوائياً، وتبلغ درجة الحرارة 25 درجة مئوية على مدار السنة، كما تتساوى عدد الساعات بين الليل والنهار خلال اليوم الواحد.

وكل ذلك جعل كينيا تشتهر برحلات السفاري (الرحلات البرية) التي تتيح للسائح فرصة التعرف على الحياة البرية المتنوعة، والتمتع بمشاهدة هجرة الحيوانات، والمناظر الخلابة في الوادي العملاق، ورؤية جبل كينيا المكسو بالثلوج، والشواطئ الدافئة على السواحل، والثقافة والعادات الغنية، والناس اللطفاء في الأماكن الآمنة.

وتنفرد كينيا بمختلف أنواع السياحة، مثل السياحة البيئية والرياضية والمائية بالإضافة إلى سياحة المؤتمرات. كما أنه البلد الوحيد الذي يستطيع فيه السائح رؤية الشواطئ الدافئة، والمناطق شبه الصحراوية الرائعة، والتلال الشاهقة، والمزارع المعالجة يدويا..إلخ.

  • أخيراً، ماذا كانت دراستك وماذا عن حياتك العائلية؟

أنا حصلت على شهادة البكالوريوس في الصيدلة، وأهوى الطبخ، والسباحة والسفر والتعرف على ثقافات جديدة، متزوجة من السفير غالما ميوخي بورو منذ 25 سنة، ورزقت بخمسة أطفال ابنتين وثلاثة أولاد.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X