هل تسعى أبو ظبي لإقامة إمارة ثامنة في اليمن؟
الإمارات سلّحت الجماعات الانفصالية في جنوب البلاد
أبوظبي اتخذت من قتال الحوثيين ذريعة للسيطرة على اليمن
عدن – وكالات:
قال صحفي غربي إن أبو ظبي تسعى لتقسيم اليمن من خلال ضلوعها في الحرب الدائرة هناك، لا لشيء سوى إقامة ما سماها «إمارة ثامنة» في الجنوب وبناء هياكل أساسية عابرة للحدود بغية توسيع نطاق تصدير الوقود الأحفوري إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. ورأى الصحفي الألماني جاكوب ريمان أن خلاف الإمارات مع التحالف الذي تقوده السعودية ظل يتفاقم يوماً بعد يوم لأنها تسعى وراء تحقيق مخططاتها الخاصة بها. فبينما يقف السعوديون بحزم إلى جانب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، يدعو مسؤول في الأمن الإماراتي بصراحة إلى الإطاحة به. وأوضح الكاتب في مقال نشره على موقع «ميدل إيست آي» أن هذا الخلاف بدا جلياً بكل ما ينطوي عليه من عبثية عندما رفض الإماراتيون دخول الرئيس هادي إلى مدينة عدن التي تمثل رمزاً مشهوداً لتوازن القوى في البلاد. وتجني الإمارات الآن حصاد ما غرسته من بذور الانفصال في اليمن بعدما استثمرت مليارات الدولارات في البنية التحتية وتسليح الجماعات الانفصالية المسلحة في جنوبي البلاد. فما يجول في عقل الإماراتيين -بحسب ريمان- إقامة «محافظة تابعة»، أي نوع من إمارة ثامنة في جنوب اليمن الذي بجغرافيته الإستراتيجية المهمة وعبر توفير مرافق للطاقة هناك، قد يتيح للإمارات أن تصبح قوة عظمى في قطاع الطاقة العالمي. وللإمارات «بنية أمنية جيدة التأسيس في جنوب اليمن، وقوات محلية تخضع لإمرة أبو ظبي وحدها». ومضى الكاتب إلى أنه ينبغي النظر إلى الوجود الإماراتي في اليمن عبر رؤية شاملة. فمن خلال سيطرتهم على مراكز التجارة الإستراتيجية الهامة، يرنو الإماراتيون إلى إقامة منشآت عابرة لحدود منطقة الشرق الأوسط وما وراءها من أجل تعزيز تجارتهم في الوقود الأحفوري وتصديره إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. وفي سبيل تحقيق ذلك، تمضي أبو ظبي قدماً في إنشاء بنية تحتية في مجال الأمن والطاقة في المنطقة بوتيرة سريعة، من إريتريا وأرض الصومال إلى قبرص وميناء بنغازي الليبي. وإدراكاً منها أن إعادة هادي إلى حكم اليمن هدف يتعذر تحقيقه، حوّلت الرياض اهتمامها إلى إنجاز «مهمة محدودة للغاية» ألا وهي تأمين حدودها الجنوبية من هجمات الحوثيين. أما أبو ظبي فإنها لا تهتم حقاً بالحوثيين، فمنذ البدء كان قتالها ضدهم «ذريعة لكي تضع قدماً عسكرياً في جنوب اليمن». وخلص جاكوب ريمان في مقاله إلى أن اهتمام الإمارات الوحيد ينصب على التحكم في سواحل اليمن بطول ألفي كيلومتر، وهي بمثابة ركيزة أساسية في مخططات أبو ظبي لأن تصبح قوة عظمى عالمية في مجال الطاقة، وهو هدف تسعى إليه بلا هوادة بدلا من التفاوض بشأن الاستخدام المشترك المشروع للموانئ اليمنية والاستثمارات في مرافق الطاقة بتلك الدولة. لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي يُثار فيها الحديث عن طبيعة وجود الإمارات باليمن ودعمها قوات عسكرية، غالباً ما تتقاطع مع الحكومة الشرعية في تحركاتها، فقد اتُّهمت بمنع الرئيس هادي من العودة إلى عدن وعرقلة الحكومة وعدم تمكينها من إدارة موارد النفط والغاز والموانئ والمطارات، كما حدث أن تدخّل طيرانها لقصف مواقع ومقرات عسكرية للشرعية في عدن. وفي هذا الإطار، يعتقد الخبير العسكري علي الذهب، أن المسعى الإماراتي في اليمن واضح، ويهدف إلى خلق قوة عسكرية موازية للقوة التي تقف إلى جوار الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ أول يوم للحرب. وأشار الذهب، في تصريحه لـ «الخليج أونلاين»، إلى أن «السعودية تغض الطرف عما تقوم به الإمارات من إنشاء قوة عسكرية في الجنوب، وهذه القوة ستجد طريقها، وسيلتفّ حولها كثيرون». الذهب اعتبر أن «فشل الشرعية في الاستفادة من تداعيات أحداث ديسمبر من العام الماضي، التي قُتل فيها الرئيس السابق، علي صالح، بأيدي الحوثيين بصنعاء؛ ومن ثمّ فإن تأسيس ورعاية قوة عسكرية لا تخضع بالكامل للشرعية سيتيح المجال أمامها ليكون وضعها كقوات الحزام الأمني وقوات النخبة الجنوبية بنصف اعتراف ونصف تمرد». الكاتب والباحث السياسي عدنان هاشم، أكد أن الإمارات تسعى لتكون صاحبة الكلمة الأولى في اليمن، وليس المملكة العربية السعودية ولا الحوثيين. وأضاف في حديثه لـ «الخليج أونلاين»، أن «أبوظبي تريد السيطرة على الموانئ اليمنية والقواعد العسكرية، كما تطمح إلى السيطرة على القبائل الشمالية، وتعتقد أن دعم عائلة صالح سيمثل مدخلاً لذلك». وأشار هاشم إلى أن «أبوظبي ترغب في إنهاء العمليات العسكرية بعد أن تحقق أهدافها، وهي تعتبر أن معركة اليمن لا تعنيها في الأساس؛ بل تعني المملكة العربية السعودية، وبسعيها نحو إضعاف شرعية الرئيس هادي، فهي تمهد لحل مُعَد سلفاً وجاهز؛ إما بعزله وإما بمصادرة صلاحياته لصالح حكومة تكون الأطراف الموالية لها صاحبة النصيب الأكبر من المحاصصة شمالاً وجنوباً، وهذا سيضمن للإمارات البقاء أطول فترة ممكنة في اليمن، وسيجعل السعودية تحت الملاحظة والابتزاز الإماراتي فترةً أطول». وإلى جانب تحركاتها جنوباً، تكثف الإمارات من وجودها على الساحل الغربي لليمن، ومن ضمنه مضيق باب المندب وبعض الجزر كجزيرتي ميون وسقطرى، كما تستضيف نجل صالح وبعض أفراد عائلته بأبوظبي منذ وفي أثناء عاصفة الحزم. ويرى محللون أن الإمارات تسعى جاهدة لإلغاء العقوبات الأممية على أحمد علي صالح، الذي يتم إعداده لمرحلة سياسية تعقب المرحلة العسكرية، التي سيمثلها نجل شقيق صالح في الشمال بالتوازي مع المجلس الانتقالي في الجنوب. ولكن هاشم قلل من الأهداف التي يُروَّج لها من خلال إعداد قوة عسكرية يقودها طارق صالح لمواجهة الحوثيين؛ إذ يرى أن «تلك القوات لن تساعد في حسم معركة الشرعية ضد الانقلابيين ميدانياً»، متسائلاً: «ما الذي يمكن أن يقدمه طارق وقواته، بعد أن عجز التحالف والجيش خلال ثلاث سنوات عن الحسم؟».
الحوثيون يعلنون قتل 12 جندياً إماراتياً
صنعاء – وكالات:
قال الحوثيون أمس، إنهم قتلوا 12 جندياً إماراتياً، بينهم ضابط والعديد من الجنود الذين وصفوهم بالمرتزقة في كمين نفذه مقاتلوهم في جبهة موزع بمحافظة تعز. ونقلت قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين عن مصدر عسكري قوله، إن قوة إماراتية مدرعة وقعت في كمين بعد عملية استدراج «نوعية» في موزع، وتم تدمير 4 مدرعات إماراتية و4 آليات لمن وصفهم بالمرتزقة.
وأضافت القناة أن القوات الإماراتية دفعت من وصفتهم بالمرتزقة تحت غطاء جوي مكثف بمختلف أنواع الطيران لإخراج القتلى الإماراتيين من ساحة المعركة.
وأضافت القناة إن طائرات «العدوان» قصفت «المرتزقة» بقنابل عنقودية، وقتلت وجرحت منهم أعداداً كبيرة في أثناء محاولاتهم التراجع والانسحاب.
يُذكر أن الإمارات أعلنت الأحد أن جندياً إماراتياً ضمن القوات المشاركة في التحالف العربي في اليمن الذي تقوده السعودية، قتل دون ذكر زمان ومكان الحادث أو تفاصيل ما جرى.