المحليات
المركز الوطني يقدم برامج متخصصة لعلاجها

70 % من السكان مصابون بزيادة الوزن

الدوحة ـ  الراية : يقدّم المركز الوطني لعلاج السمنة بمؤسسة حمد الطبية خدمات متخصصة لعلاج السمنة ومساعدة المرضى على الوصول لوزن صحي والمحافظة عليه، حيث تُعد السمنة أحد العوامل الرئيسية المؤدية إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. ويقدّم المركز – وهو تابع للمعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض – خدمات الرعاية لمرضى السمنة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني أو أحد الأمراض الأخرى المرتبطة بالسمنة.

وبحسب التقديرات فإنه ما يقرب من 60 % من سكان قطر ممن هم دون سن الـ 30 عاماً مصابون بالسمنة، بينما يعتبر نحو 70 % من السكان مصابين بزيادة الوزن، وهو ما يؤكد أهمية توفير أفضل رعاية آمنة وحانية وفعّالة للوقاية من الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن.

ويعدّ سكري النوع الثاني اضطراباً استقلابياً (أيضي) تتضمن أبرز خصائصه مقاومة الجسم للأنسولين وفشلاً تدريجياً لخلايا بيتا التي يفرزها البنكرياس وهو ما يؤدي إلى ارتفاع معدل السكر في الدم. ويعتبر السكري إحدى الحالات المرضية المزمنة التي تؤثر على الطريقة التي يتم فيها استقلاب السكر (الجلوكوز)، وتحدث الإصابة به عندما يصبح الجسم مقاوماً لهرمون الإنسولين، أو عندما يتوقف البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من الإنسولين لتغطية حاجة الجسم من هذا الهرمون.

د.محمد الشريف:

برامج للوصول للوزن الصحي

 

أوضح د.محمد الشريف، إخصائي الغدد الصماء وعلاج السمنة بالمعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض، أن حالة السيد مبارك الخليل تمثل نموذجاً يوضح كيف يمكن للسمنة أن تزيد من فرص الإصابة بالسكري وكيف يمكن لإنقاص الوزن أن يقلل من هذا الخطر. وأضاف بقوله: «عادة ما تكون السيطرة على مرض السكري أسهل بعد إنقاص الوزن وفي بعض الحالات فإن إنقاص الوزن قد يؤدي أيضاً إلى ضبط مستويات سكر الدم وإعادتها لمستوى طبيعي تماماً. واعتبر أن ممارسة التمارين الرياضية (تمارين الأيروبيك) لمدة نصف ساعة خمس مرات في الأسبوع جزء أساسي من أي برنامج لإنقاص الوزن.

وقال: نقدم في المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض مجموعة متنوعة من برامج إنقاص الوزن تم تصميمها خصيصاً لمساعدة المرضى على إنقاص وزنهم والوصول لوزن صحي والتحكم بشكل أفضل في مستويات السكر في الدم. إن تحقيق هذه النتيجة يكون دائماً مصدر سعادة للمرضى ولجميع أعضاء فريق الرعاية.

 

د.مونيكا سكاروليس:

خفض الوزن يمنع الإصابة بالأمراض المزمنة

 

أوضحت الدكتورة مونيكا سكاروليس، مدير المركز الوطني لعلاج السمنة، أنه في حال قام الشخص المصاب بالسمنة بالعلاج من السمنة ونجح في خفض وزنه إلى مستوى صحي، فإن ذلك قد يؤدي إلى تجنّب الإصابة بالسكري أو تأخير الإصابة بهذا المرض على أقل تقدير.

وقالت: «أثبتت العديد من الأبحاث التي أُجريت في دول عدة من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين أن علاج السمنة وتشجيع الأشخاص على الوصول إلى وزن صحي قد يساعد على منع الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة من بينها سكري النوع الثاني ومهمتنا في المركز الوطني لعلاج السمنة هي إيجاد الأشخاص الذين يمكن تصنيفهم ضمن فئة المصابين بالسمنة وتشجيعهم على خفض وزنهم بنسبة تتراوح بين 5 و7 في المائة للوقاية من الإصابة بالسكري».

وأضافت: «يمكن القول إن معظم الأشخاص المصابين بالسكري هم أشخاص مصابون بزيادة في الوزن أو بالسمنة، وتشير تقديرات بعض الأبحاث إلى أن السمنة تزيد من خطر التعرض للإصابة بسكري النوع الثاني بنسبة تزيد على 50 في المائة، وهو ما يجعل من السمنة أحد عوامل الخطورة الرئيسية المؤدية للإصابة بالسكري، إلا أنه ولحسن الحظ فإنه من الممكن التأثير على هذا العامل وتجنبه عن طريق خفض الوزن، على العكس من عوامل الخطورة الأخرى التي لا يمكن التحكم بها مثل العمر والإثنية العرقية ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري. وعلى الرغم من أن الإصابة بالسكري ترتبط بمجموعة من العوامل المختلفة فإن إدخال تغييرات على نمط الحياة اليومية مثل: اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وإنقاص الوزن قد يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالسكري بشكل كبير».

وقالت: «نظراً لارتفاع معدلات انتشار الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن بين السكان في قطر فإننا بحاجة إلى زيادة التركيز على الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض الأيض. ويُعد ارتفاع مؤشر كتلة الجسم الذي تتم معرفته عن طريق قياس طول ووزن الشخص أحد أهم المؤشرات على زيادة خطر الإصابة بأمراض الأيض، إلا أنه من المهم ملاحظة أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بأمراض الأيض، حيث إن بعض الأشخاص الذين يكون مؤشر كتلة الجسم مرتفعاً لديهم مصابون بالفعل بأمراض الأيض والبعض الآخر غير ذلك».

 

 

المركز الوطني لعلاج السمنة

 

يقع المركز الوطني لعلاج السمنة في المبنى رقم (311) بمدينة حمد بن خليفة الطبية، ويضم فريقاً متعدّد التخصصات مكوّناً من أطباء متخصصين في علاج السمنة وأطباء الغدد الصمّاء واختصاصيي التغذية العلاجية واختصاصيي العلاج الطبيعي وكوادر التمريض، وتقوم هذه الكوادر بتنسيق خدمات الرعاية ووضع خطة علاجية خاصة لكل مريض تلبّي احتياجاته الفردية وتساعده على الوصول إلى وزن صحي.

 

 

مبارك الخليل:

فقدت 20 كيلو ونجوت من خطر السكري

 

مبارك الخليل، هو أحد المرضى الذين يتلقون العلاج بالمركز الوطني لعلاج السمنة وذلك بعد تشخيص حالته بأنه معرض بشكل كبير لخطر الإصابة بسكري النوع الثاني بسبب زيادة وزنه، وقد نجح بالفعل في فقدان 20 كيلوجراماً من وزنه. وبالإضافة إلى إنقاص الوزن فقد نجح السيد مبارك في ضبط مستوى السكر بالدم من خلال تطبيق برنامج خاص لإنقاص الوزن يستمر على مدار 10 أشهر.

يقول مبارك الخليل: « لدى عائلتي تاريخ مع الإصابة بالسكري، ولذلك فقد قمت في مطلع عام 2017 بإجراء تقييم لوضعي الصحي وتم نصحي بإجراء جراحة إنقاص الوزن. كان وزني يبلغ حينها 124 كيلوغراماً، وكانت قياسات السكر في الدم أعلى من المستويات الطبيعية. وقمت برفض الخيار الجراحي، حيث فضلت أن أبدأ في الحصول على العلاج ضمن برنامج طبي لإنقاص الوزن في المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض. وقمت بالاتفاق مع فريق الرعاية في المعهد على خطة محدّدة لخفض الوزن تتضمن تعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والأنشطة البدنية يومياً مع تناول بعض الأدوية.

وأضاف: نجحت بالفعل في إنقاص ما يزيد على 20 كيلوجراماً من وزني، وقد عادت معدلات سكر الدم لمستوياتها الطبيعية. وأعيش اليوم حياة صحية ونشيطة، ولم أعد معرضاً لخطر الإصابة بسكري النوع الثاني. وأشعر بأنني شخص مختلف الآن وبفارق إيجابي كبير في حياتي.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X