استطاعت الشركة استقطاب مستثمرين دوليين
كتب – يوسف الحرمي:
صادقت الجمعية العمومية العامة العادية لشركة قطر للتأمين التي عُقدت أمس بفندق الفورسيزون برئاسة سعادة السيد عبدالله بن خليفة العطية نائب رئيس مجلس الإدارة، وبحضور الأعضاء على تقرير مجلس الإدارة عن نشاط الشركة ومركزها المالي والخطة المستقبلية، كما صادقت على توزيع 15% أرباحاً نقدية من القيمة الاسمية بواقع 1.5 ريال لكل سهم، بالإضافة إلى توزيع أسهم مجانية عن طريق رسملة جزء من الاحتياطيات القابلة للتوزيع (حساب علاوة الإصدار) بتوزيع 15% من رأس المال بواقع 3 أسهم لكل 20 سهماً، وذلك عن طريق رسملة جزء من الاحتياطيات القابلة للتوزيع «حساب علاوة الإصدار واحتياطي الأخطار الطارئة». ووافقت العمومية على إبراء ذمة أعضاء مجلس الإدارة واعتماد مكافأتهم، وعلى سياسة ترشيح وانتخاب أعضاء مجلس الإدارة.
في حين وافقت الجمعية غير العادية على زيادة رأسمال الشركة بنسبة 15%، وذلك عن طريق رسملة جزء من الاحتياطيات القابلة للتوزيع (حساب علاوة الإصدار واحتياطي الأخطار الطارئة» بتوزيع أسهم مجانية بقيمة الزيادة بواقع 3 أسهم لكل 20 سهماً عقب المصادقة على تلك الزيادة والحصول على موافقات جهات الاختصاص، وتفويض مجلس الإدارة بالتصرف في قيمة كسور الأسهم التي تنتج عن التوزيع المجاني مع تعديل نص المادة (5) من النظام الأساسي المعدل للشركة ليعكس تلك الزيادة، كما صادقت على تعديل النظام الأساسي للشركة بما يتوافق مع نظام حوكمة الشركات والكيانات القانونية المدرجة في السوق الرئيسية الصادر بموجب قرار مجلس إدارة هيئة قطر للأسواق المالية رقم (5) لسنة 2016م وتفويض سعادة رئيس مجلس الإدارة أو نائبه بالتوقيع منفرداً على كافة المحررات اللازمة لتعديل النظام الأساسي للشركة. هذا وتقرر توزيع الأرباح على المساهمين بدءاً من اليوم الاثنين.
عام 2017
ألقى سعادة عبدالله بن خليفة العطية نائب رئيس مجلس الإدارة كلمة قال فيها إن عام 2017م كان عاماً مليئاً بالتحديات بالنسبة لصناعة التأمين العالمية بسبب الكوارث الطبيعية التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية والتي كان لها تأثير ضخم على نشاط التأمين العالمي وتسببت في خسارة إجمالية بلغت حوالي 100 مليار دولار أمريكي ما كان له الأثر القوي على نتائج مجموعة قطر للتأمين من خلال عملياتها الدولية. وأشار إلى أن الحدث الرئيسي الآخر الذي أثر سلباً على شركات التأمين كان هو التعديل غير المتوقع في معدل خصم مطالبات تأمين السيارات Ogden في المملكة المتحدة والذي تم في الربع الأول من عام 2017م واضطرت معه شركات التأمين العاملة بسوق السيارات بالمملكة المتحدة ومن بينها مجموعة قطر للتأمين (العمليات الدولية) إلى زيادة احتياطيات مطالبات السيارات، وتحملها نحو 10 مليارات دولار أمريكي زيادة في احتياطيات الخسارة. وبالنسبة لقطر للتأمين أشار العطية إلى أنه بجانب تلك التحديات تفاقمت التحديات التي واجهتها بسبب الحصار على دولة قطر الذي أثر على العلاقات مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تتمتع شركة قطر للتأمين بحضور قوي داخل المنطقة على مدار الخمسين عاماً الماضية، وعلى الرغم من كل هذه التحديات أثبتت شركة قطر للتأمين هذا العام قوتها المالية والمرونة التي تتمتع بها في عملياتها العالمية الإقليمية.
وخلال هذه الفترة واصلت المجموعة إستراتيجيتها في التوسع عالمياً، وسجلت نمواً قوياً، حيث ارتفع إجمالي الأقساط المكتتبة إلى 11.7 مليار ريال قطري بزيادة قدرها 18% عن عام 2016م كما نجحت المجموعة في تسجيل فائض في نشاطها التأميني على الرغم من صعوبة عام 2017م لتحافظ على سجلها التأميني بدون خسائر وذلك منذ تأسيسها قبل أكثر من خمسين عاماً، فبعد أن تكبدت المجموعة الخسائر الناتجة عن الكوارث الطبيعية بلغ الفائض التأميني للمجموعة 115 مليون ريال بانخفاض قدره 86% عن الفائض المحقق في عام 2016م.
إستراتيجية عالمية
وقال العطية إن المجموعة واصلت سعيها إلى تحقيق إستراتيجية التوسع العالمية والحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في السوق الإقليمية من حيث القيمة السوقية والربحية والدخل المتميز، ومن خلال شركاتها التابعة قطر ري وأنتاريس وشركة قطر أوروبا المحدودة QEL ، استطاعت المجموعة تأسيس حضور هام في مراكز التأمين وإعادة التأمين الدولية الرئيسية مثل برمودا وزيورخ ولندن ومالطا وسنغافورة وشنغهاي وتمثل العمليات الدولية ما يقرب من 75% من إجمالي أقساط التأمين المكتتبة للمجموعة وسوف نواصل التزامنا الثابت بأن نكون ضمن أفضل خمسين شركة تأمين على مستوى العالم.
المملكة المتحدة
وأشار العطية إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة من عام 2017م دخلت مجموعة قطر للتأمين في اتفاقيات الاستحواذ على شركات التأمين المملوكة لمجموعة ماركرستادي بالمملكة المتحدة والتي تغطي حوالي 5% من سوق التأمين على السيارات في المملكة المتحدة، وتكتتب أقساط سنوية تبلغ حوالي 750 مليون جنيه إسترليني، وستوفر هذه الصفقة لشركة قطر للتامين الاكتتاب في أعمال تأمينية تتسم بالتقلب المنخفض وهو ما يؤدي إلى تحقيق التوازن في محفظة الأعمال التأمينية للمجموعة مع تمكين قطر للتأمين من استمرار أعمالها الدولية في المملكة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي Brexit علماً بأن هذه الصفقة تخضع لموافقة الجهات الرقابية والتنظيمية.
قطر ري
وحول توسيع قاعدة المستثمرين أوضح العطية أنه من الأحداث البارزة التي تحققت في عام 2017م نجاح شركة قطر ري في استقطاب مستثمرين دوليين عن طريق إصدار سندات رأسمال من الشريحة الثانية بقيمة 450 مليون دولار أمريكي بضمان شركة قطر للتأمين، وتعتبر هذه الصفقة أول إصدار للمجموعة في أسواق رأس المال الدولي للسندات، وتتيح لها توسيع نطاق قاعدة المستثمرين لديها، وقد جذب هذا الإصدار أكثر من 290 طلباً من مستثمرين من مختلف أنحاء العالم قيمتها أكثر من 6.5 مليار دولار أمريكي.
وقال العطية إنّ الإدارة الفعّالة للتدفقات النقدية وحقوق الملكية للمساهمين أمر بالغ الأهمية لأعمالنا وقد واصل الجانب الاستثماري تقديم عوائد مستقرة للمجموعة، وذلك على الرغم من الاضطرابات الكبيرة في سوق الأسهم المحلية، لقد تمكن فريق الاستثمار من تحقيق أداء استثنائي جديد يُضاف إلى سجل قطر للتأمين الثابت في نجاح إدارة الاستثمارات، ونظراً لما يتمتع به الفريق من مهارات مهنية متميزة استطاعت شركة قطر للتأمين الحصول على العديد من الجوائز والألقاب المرموقة ومنها الإصدار الأكثر اكتتاباً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأعلى تصنيف لرأس المال من الشريحة الثانية في المنطقة وأول إصدار في سوق رأس المال المقومة بالدولار الأمريكي من شركة تأمين مقرها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وذكر أن إجمالي إيرادات الاستثمارات والإيرادات الأخرى للمجموعة في عام 2017م بلغ 986 مليون ريال قطري وذلك مقابل 925 مليون ريال في عام 2016م.
وبذلك حققت قطر للتأمين أرباحاً صافية قدرها 418 مليون ريال، مقابل 1034 مليون ريال في عام 2016م بانخفاض نسبته 60% وذلك بعد احتساب مبلغ 21.5 مليون ريال مكافأة لأعضاء مجلس الإدارة، وكانت 18 مليون ريال في عام 2016م، محققة بذلك عائداً مقداره 1.28 ريال على السهم الواحد مقابل 3.73 ريال في عام 2016م.
تعزيز الكفاءة
وأوضح أنه قد بدأت عملية إعادة الهيكلة التنظيمية لعمليات المجموعة التي تم تنفيذها خلال هذا العام في تحقيق نتائجها المرجوة، وهو ما ظهر بوضوح في جميع عملياتنا المحلية والإقليمية التي تفوقت على مستويات الربحية على الرغم من التحديات غير المسبوقة التي فرضها الحصار منذ شهر يونيو 2017م.
وكدليل على التميز الإقليمي للمجموعة حققت الشركة العمانية القطرية للتأمين نجاحاً كبيراً في الطرح الأولي بنسبة 25% من إجمالي رأسمالها في سوق الأوراق المالية العمانية.
وقد كان التحول الناجح لنظم تقنية المعلومات في قطر للتأمين لتتوافق مع المعايير العالمية معلماً بارزاً في رحلة الشركة المستمرة نحو تحسين الكفاءة التشغيلية، فمن أجل أن نقدم لعملائنا أفضل تجربة للعمليات الرقمية، تعاقدنا مع شركة دولية للتطوير التقني، وباعتماد تقنيات العمليات الآلية أو الذكاء الاصطناعي في إطار عملياتنا، عززنا من فعالية العمليات التشغيلية لدينا.
قواعد الحوكمة
وأكد أن شركة قطر للتأمين التزمت بمتطلبات ومبادئ الحوكمة وفقاً للنظام الجديد لحوكمة الشركات والكيانات القانونية المدرجة في السوق الرئيسية الصادر عن هيئة قطر للأسواق المالية (القرار رقم 5 لسنة 2016م) ووفقاً لمبادئ حوكمة شركات التأمين الصادر عن مصرف قطر المركزي ويشتمل التقرير السنوي للحوكمة لعام 2017م والذي سوف يتم عرضه على الجمعية العامة العادية للشركة لاعتماده ومن ثم رفعه إلى هيئة قطر للأسواق المالية والمرفق صورته مع هذا التقرير يشتمل على موقف الشركة من نظام ومبادئ الحوكمة.
القوة المالية
قال العطية إن قطر للتأمين حافظت مجدداً على تصنيفA/STABLE من ستاندر آند بورز و A Excellent من إيه إم بست وهو ما يعكس القوة المالية للمجموعة والأداء القوي للأعمال والأداء التشغيلي القوي والإطار المناسب لإدارة المخاطر المؤسسية. ونوّه بتوصية المجلس بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 15% من القيمة الاسمية للسهم بواقع 1.5 ريال، لكل سهم بالإضافة إلى توزيع أسهم مجانية بنسبة 15% من رأس المال بواقع ثلاثة أسهم لكل عشرين سهماً، يتم توزيعها عن طريق رسملة جزء من الاحتياطيات القابلة للتوزيع (حساب علاوة الإصدار) مقابل أرباح نقدية بنسبة 15% وأسهم مجانية بنسبة 15% عن عام 2016م.
كما تولي قطر للتأمين عناية خاصة لمسؤوليتها الاجتماعية وتقدم الدعم للجهود المجتمعية في المجالات الثقافية والرياضية والتعليمية وقد تم تخصيص مبلغ 9.4 مليون ريال يمثل نسبة قدرها 2.5% من صافي الأرباح الناتجة عن النشاط داخل دولة قطر للصندوق المخصص لهذا الغرض كما تم تخصيص نسبة 10% من صافي الأرباح للاحتياطي القانوني.
نظرة إيجابية حذرة
أشار العطية إلى أنه مع توقعات صناعة التأمين العالمية في النمو المتسارع وتحسين الربحية، فإننا نتطلع إلى عام 2018م مع تفاؤل حذر لتحسين الظروف المستقبلية، وعلى هذه الخلفية سنستمر بثبات على إستراتيجيتنا المنهجية ومواصلة استكشاف فرص في نشاط التأمين وفرص استثمارية لتحقيق معدلات نمو معقولة ومستدامة وعوائد مجزية لمساهمينا.
نود أن نُعرب عن تقديرنا لإدارة المجموعة وموظفيها على عزمهم وجهودهم المتواصلة، كما نتقدم بخالص الشكر أيضاً لمساهمينا وعملائنا الكرام، على دعمهم للمجموعة لضمان تقدمها.
وأخيراً نود أن نُعرب عن عميق تقديرنا وامتناننا للقيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، وحكومته الرشيدة على توجيهاتهم الكريمة ودعمهم المتواصل.