أخبار عربية
قواعد عسكرية سعودية إماراتية تهدد استقرار المنطقة

خبير أممي: أزمة الخليج طالت القرن الأفريقي

الصومال قاوم الضغوط السعودية والإماراتية ورفض مقاطعة قطر

واشنطن – وكالات:

قال رشيد عبدي مدير مشروع القرن الأفريقي في مركز المجموعة الدولية للأزمات أن أزمة الخليج الناجمة عن حصار قطر والسباق على القواعد العسكرية في القرن الأفريقي قد انعكست على التوترات الإقليمية في تلك المنطقة، ما يهدّد بنشوب صراعات جديدة فيها

واضاف خلال إجابته عن مجموعة من الأسئلة نشرت موقع المجموعة ونشرها موقع الجزيرة نت ان الخليج والقرن الأفريقي هما منطقتان متشابكتان بشكل وثيق، إذ تواجهان تهديدات ومواطن ضعف مشتركة، وهي: الصراعات المسلحة والحركات الجهادية العابرة للحدود الوطنية والجريمة المنظمة، بما فيها القرصنة والاتجار بالبشر وغسل الأموال.

وأوضح أن الاضطراب في الخليج أدى إلى تصعيد حاد في العسكرة الخطيرة الجارية أصلاً في المنطقة وقد أدى ذلك إلى زعزعة الاستقرار بشكل عميق، وزرع الانقسامات الإقليمية الجديدة، وأيقظ العداوات النائمة. ولعل أكثر ما يبعث على القلق هو أن أزمة الخليج قد تضع إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي على طريق المواجهة المسلحة، مما قد يحيي أخطر نزاع إقليمي ثلاثي في القرن الأفريقي.

وقال إن دعوات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للحوار قد فشلت حتى الآن. ودعت جيبوتي الاتحاد الأفريقي إلى نشر قوات محايدة أو مراقبين في المناطق المتنازع عليها، بيد أن إريتريا -التي كانت قد منعت فريقاً من مراقبي الاتحاد الأفريقي من زيارة الجزيرة- سوف ترفض أي تدخل من هذا القبيل.

واوضح ان اثيوبيا وهي القوة الدبلوماسية والعسكرية الأبرز في القرن الأفريقي لا تزال على الحياد، وأعرب رئيس وزرائها المسستقيل هيلاميريام ديسيلين عن قلقه، وأبلغ البرلمان في خطاب ألقاه على الهواء مباشرة أن أزمة الخليج «يجب أن تحل على وجه السرعة»، وإلّا فإنه يمكن لها أن «تزعزع الاستقرار» في المنطقة بأسرها، كما قال. وأعرب عن قلقه بشكل خاص من الوجود العسكري المتزايد لدول الخليج، مما يعكس مخاوف بلاده من أن تغتنم إريتريا -التي تلعب دورا محوريا في إستراتيجيات الرياض وأبو ظبي الإقليمية- هذه الفرصة لتعزيز قدرتها العسكرية.

كما أن الطابع الطارئ للـ«مسألة الإريترية» في أديس أبابا مرتبط أيضا بالتنافس الإثيوبي مع مصر، التي لها علاقات وثيقة مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. ولقد عزّزت مصر من تعاونها العسكري مع إريتريا، فضلا عن تعزيز وجودها في البحر الأحمر، حيث نشرت أسطولا من سفن قتالية تضم فرقاطة قادرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى.وقال ان الرئيس محمد عبد الله فرماجو قاوم حتى الآن الضغط السياسي والمالي لدعم المحور السعودي الإماراتي وقطع صلاته مع قطر، ويبدو أنه -عن طريق اختيار الوقوف على الحياد- عزز من مصداقيته على الصعيد المحلي.

واوضح الخبير الافريقي ان الصراع اليمني والأزمة الداخلية في الخليج قد أدى إلى تسليط الضوء على أرض الصومال التي انفصلت عن الصومال عام 1991، وإعطائها أهمية جيوسياسية. وقد عزز كل من هذين التطورين من أهميتها الإستراتيجية بالنسبة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما يعني أنه في الوقت الذي تواجه فيه مقديشو احتمال حدوث أزمة نقدية بسبب الأزمة، فإن أرض الصومال قد تجني ثمارا مالية ضخمة منها.

وقد حصلت الجمهورية المعلنة من جانب واحد على مجموعة من الصفقات العسكرية والتجارية وصفقات البنية التحتية المربحة مع دولة الإمارات. فبموجب اتفاق لتطوير ميناء بربرة، سوف تحصل أرض الصومال على 442 مليون دولار من مجموعة موانئ دبي، وبموجب اتفاق منفصل منحت أرض الصومال الإمارات عقد إيجار لمدة 25 عاما لبناء قاعدة عسكرية واستخدام مطار بربرة، ومن المتوقع أن يجذب ذلك حوالي مليار دولار من الاستثمارات لتطوير البنية التحتية وتحديثها. وكشف عبدى ان السعودية ودولة الإمارات قد وقعتا اتفاقات تعاون عسكري سوف توّسع وتزيد من وجودهما العسكري في إريتريا وجيبوتي وأرض الصومال والصومال. دافعهما الأساسي هو الحرب في اليمن، وخاصة جهودهما للسيطرة على الساحل اليمني، وقطع طرق إمدادات المتمردين، وزيادة الهجمات البحرية والجوية على قوات الحوثيين وأنصار الرئيس الراحل علي عبد الله صالح عبر الجبهة الجنوبية.

كما وقعت الإمارات اتفاقية مع أرض الصومال لبناء قاعدة بحرية في بربرة. والقاعدة البحرية المقترحة هي مجاورة لميناء بربرة، الذي يدار جزئيا من قبل شركة إماراتية. وقد احتجت الحكومة الصومالية على هذه الصفقة، لكنها خفّفت من حدّة موقفها بعد زيارة قام بها الرئيس فرماجو إلى الرياض والإمارات.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X