المغرب: قانون لمحاربة العنف ضد المرأة
وزيرة المرأة: القانون ظهر بعد ولادة عسيرة
فيدرالية حقوق النساء: قانون مهم لكن يشوبه القصور
ليلى إميلي : نطالب بآليات لتفعيل القانون
أكثر من 40 % من المغربيات تعرضن للعنف
صادق البرلمان المغربي بالأغلبية على مشروع قانون محاربة العنف ضد المرأة بعد 15 عاما من الانتظار. واحتفت وزيرة المرأة وشؤون الأسرة بسيمة الحقاوي بإقرار القانون، وقالت على صفحتها على فيسبوك: إن هذا القانون، مولودنا اليوم، كان حمله ثمينا ومكلفا، ووضعه عسيرا، إن لمشروع هذا القانون قصة بدأت منذ حوالي 15 سنة، حيث جاءت الفكرة ولم تجد السياق والمناخ المناسب لاستنباتها والدفع بها، إلى أن نضجت الشروط والتقت الإرادات.
ولكن فيدرالية رابطة حقوق النساء قالت إن القانون رغم إيجابياته لم يرق إلى مستوى قانون مستقل، ولم يشمل أركانا مهمة وأساسية في مجالات التعريف بالعنف باعتباره تمييزا ضد النساء وانتهاكا لحقوقهن، وفي كونه يظل قاصرا في جوانب الحماية والوقاية وجبر الأضرار. وكانت المندوبة السامية للتخطيط في المغرب قد قالت إن مسحا أظهر أن أكثر من 40 بالمئة من المغربيات اللاتي يعشن في أماكن حضرية وتتراوح أعمارهن بين 18 و64 سنة تعرضن للعنف مرة واحدة على الأقل.
وقالت ليلى إميلي، الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة ورئيسة جمعية أيادي حرة، إن الحقوقيات والناشطات إيجابيات تجاه هذه الخطوة، لكنه لا تزال لديهن ملاحظات لتجويد النص أكثر.
وأضافت: بعد نضالات النساء المغربيات وجمعيات المجتمع المدني والقطاعات النسائية والأحزاب فيما يخص قضايا النساء لا بد أن نكون إيجابيات، الآن نطالب بآليات تفعيل القانون.
ويبدأ القانون الجديد المنشور على صفحة الوزارة بتعريف العنف في مادته الأولى بأنه: كل فعل مادي أو معنوي أو امتناع أساسه التمييز بسبب الجنس، يترتب عليه ضرر جسدي أو نفسي أو جنسي أو اقتصادي للمرأة.
واستطلعت بي بي سي آراء عدد من المغاربة؛ حيث قالت إحدى السيدات: المرأة دائما معنفة سواء في الشارع أو البيت أو العمل ولكن توجد سلبيات في القانون لأنه لا يتحدث فقط عن العنف ضد المرأة من طرف الزوج أو في الشارع، لكنه يشمل حتى الآباء.
في حين قال آخر: أسمي هذا قمعا للرجال، لقد اتجهوا إلى البيت كي لا ترفع الرأس.
وكان برنامج صباحي على قناة مغربية قد عرض في نوفمبر الماضي فقرة تضمنت نصائح حول كيفية التخلص من آثار العنف من خلال وضع مساحيق التجميل كحل للنساء المعنفات لكي يتمكن من مواصلة حياتهن.
وأثار ذلك سلسلة من التدوينات الغاضبة اجتاحت موقع فيسبوك، الأمر الذي دفع القناة لتقديم بيان تعتذر فيها عن الفقرة.
وكان البرلمان التونسي قد أقر في يوليو الفائت قانونا شاملا للحد من العنف ضد المرأة.