المحليات
سموها شاركت في الجلسة رفيعة المستوى لمؤسسة التعليم فوق الجميع بباريس

الشيخة موزا: التعليم حق إنساني يجب أن يكون فوق السياسة

  • ضمان التعليم للجميع يؤدي إلى إحلال السلام والازدهار
  • يجب أن يصبح التعليم أولويتنا الأولى إذا ما أردنا التصدي للأزمات
  • عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس تجاوز 63 مليون طفل
  • قطر لها تاريخ طويل في دعم اليونسكو .. ونتطلع لتعزيز آفاق الشراكة
  • الإخفاق في التعليم يلقي بالشباب في أحضان الأيديولوجيات المتطرفة
  • بمقدورنا إعداد عقول الشباب لفرصة البقاء في ظل الفوضى
  • ضرورة إتاحة فرص التعليم للجميع دون التأثر بالخلافات السياسية
  • التعليم يمنح الشباب الصمود والمهارات للتخلص من الكراهية والعنف
  • على المجتمع الدولي جعل التعليم في صميم التنمية البشرية
  • يجب أن تكون المدارس ملاذاً آمناً لا تهدّده المخاطر بمناطق النزاعات

 

باريس – قنا: شاركت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة «التعليم فوق الجميع»، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة، في الجلسة رفيعة المستوى التي نظمتها مؤسسة «التعليم فوق الجميع» بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» تحت عنوان «دور التعليم في ربط أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة» والتي عقدت أمس في المقر الرئيسي لليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس.

وناقشت الجلسة، التي شاركت فيها سعادة السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو، سبل التصدي لأزمة التعليم المتنامية، والتي تعوق 63 مليون طفل في سن الدراسة بجميع أنحاء العالم عن الالتحاق بالمدارس، وتهدّد التنمية الاقتصادية.

ودعت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، خلال كلمتها التي ألقتها في الجلسة، المجتمع الدولي إلى جعل التعليم في صميم التنمية البشرية.. مؤكدة، سموها، وجوب إتاحة فرص التعليم للجميع دون أن يتأثر هذا الحق بتداعيات الخلافات السياسية. كما طالبت بأن تكون المدارس ملاذاً آمناً لا تهدّده المخاطر في مناطق النزاعات.

وهنأت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في بداية كلمتها، سعادة السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو، بمناسبة انتخابها لهذا المنصب الجديد، قائلة إن لدولة قطر تاريخاً طويلاً في دعم منظمة اليونسكو، «ونتطلع لتعزيز آفاق شراكتنا في ظل قيادتكم».

وأضافت سموها «لقد انخرطت في الأمم المتحدة منذ خمسة عشر عاماً كرَّستها في سبيل دعم رؤيتنا المشتركة الرامية لتوفير التعليم النوعي للأطفال في كل مكان، وها قد جئتكم اليوم لأقول لكم بأن هذه الرؤية المشتركة باتت الآن حقيقة ممكنة».

وأشارت إلى أن أحدث التقديرات تظهر أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس تجاوز 63 مليون طفل، وقد «بِتنا نشعر بأن هذه التحديات لا يمكن التغلب عليها، والأسوأ أننا على علم بأن مشكلة الأطفال غير الملتحقين بالمدارس عَمَّت مناطق جديدة من العالم».. مضيفة «لكني جئت هنا اليوم لأقول لكم، كلما ناضل أبطال التعليم وشاركوا، كلما بات التغلب على هذه المشكلات ممكناً».

وقالت سموها «لأن العالم يكافح عدة أزمات، جئتكم اليوم لأقول لكم يجب أن يصبح التعليم أولويتنا الأولى إذا ما أردنا أن نتصدى لعواقب هذه الأزمات، فإذا كنا نرجو إحلال السلام والازدهار للجميع، لا بد أن نضمن التعليم للجميع».

وأضافت «أعتقد أننا جميعاً متفقون على أن التعليم حق إنساني، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون فوق الجميع، وبالتأكيد فوق السياسة، لكن للأسف هذا ليس واقع الحال، فعلى سبيل المثال، خلال الحصار الحالي المفروض على دولة قطر، طُرد عدد كبير من الطلاب القطريين ممن كانوا يتابعون دراستهم في مدارس دول الحصار، ومن بينهم طلاب يدرسون في فرع جامعة السوربون بالشرق الأوسط، لكن دول الحصار بأفعالها غير المسؤولة وألاعيبها المتهورة لم تتوقف عند هذا الحد».

وتابعت سموها «ولنأخذ كمثال لذلك، برامجنا التعليمية في اليمن، سواء مبادرات التعليم أو التشغيل، جميعها /‏تأجلت إلى أجل غير مسمى/‏ العام الماضي، وكل ذلك توقف بسبب سياستهم».

وأشارت سموها إلى أنها سبق أن زارت اليمن خلال أعوام مضت «للاطلاع على بعض برامجنا التي تساعد في توظيف الشباب اليمني».. مبيّنة أن «اليمن أرض الحضارات، أهلها أصحاب عقول نيِّرة، وإمكانات عظيمة، وإيقاف مثل هذه البرامج يُضر الطلاب، ويُضر أطفال اليمن ويُعرّض مستقبل الأمة للمخاطر، ويسوء الأمر عندما لا يُسمح بالإيصال الفوري للمساعدات الإنسانية، ما يعني أن أناساً كثيرين في اليمن سيعانون من الجوع، ولعل هذا المثال المأساوي أحد الأمثلة الكثيرة لما يعانيه العالم من أزمات، فالتطرف ينتعش في أمكنة يسودها فقدان الأمل واليأس والإحباط، لهذا فإن إيجاد طرق لإعطاء الأمل وتوفير الفرص ينبغي أن يكون أولوية كبرى».

وأكدت سمو الشيخة موزا بنت ناصر أن للإخفاق في توفير التعليم تكلفة طويلة المدى، تنضاف إلى الظروف المزرية، وجميعها تُلقي بالشباب الضعفاء في أحضان الأيديولوجيات المتطرفة، لأن التعليم يمنح الشباب الصمود والمهارات الضرورية التي يحتاجونها للتخلص من الكراهية والعنف.

وأضافت «ومن الناحية الواقعية، قد لا يكون بإمكاننا وقف جميع النزاعات، لكن بمقدورنا إعداد عقول الشباب لفرصة البقاء في ظل الفوضى، تماماً كما قال ذلك باستور: /‏الفرصة تنفع العقول المستعدة فقط/‏».

وتابعت «لقد رأينا كيف يعاني التعليم في الأماكن الأكثر حاجة إليه: في أماكن الصراعات حول العالم.. وللأسف فإن التعليم كمؤسسة بات الآن في وضع هش وأعزل. فالرياضيات لا يُدَرِّسها العساكر داخل مجمّعات محصّنة، إنما يُدَرِّسها أساتذة المدارس، لكن المدارس فُجرت وأحرقت، وقُتل الأساتذة، واختطف الأطفال وأجبروا على العمل كجنود».

كما أكدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة «التعليم فوق الجميع» أن «الحرب المُبَيَّتة على التعليم يجب أن تتوقف، ويجب أن تصبح المدارس /‏ملاذاً آمناً/‏، كما يجب أن يبقى الطلاب والأساتذة /‏خارج الحدود/‏ في مناطق الصراعات».. مبيّنة أن المجتمع الدولي لديه السلطة ليطالب بذلك، وعليه التحرك.

ودعت سموها الأجهزة الدولية للمطالبة بسلامة وأمن المؤسّسات التعليمية، كما دعت زعماء الحكومات إلى احترام حق كل طفل في الحصول على التعليم، في زمن السلم أو الحرب.

وأضافت سموها «كما أدعو الحكومات إلى وقف ألاعيبها السياسية تجاه التعليم، وهذا أمر جدُّ ممكن .. أدعو إلى أن نكون جميعاً أكثر ثباتاً وشجاعة في التزاماتنا الحالية، وهذا أمر ممكن.. وأدعو الشركاء والمانحين الجدد للانضمام إلى حملتنا كي لا نتخلى عن 63 مليون طفل، وهذا أمر ممكن».

كما عبّرت سموها عن شعورها بالفخر «أن تكون منظمة اليونسكو أحد شركائنا الاستراتيجيين، وقد عملت إلى جانبنا منذ البداية لتحقيق هذا الهدف، فمنذ العام 2009، عملتُ ومنظمة اليونسكو على إعادة تأهيل نظام التعليم العراقي، من التعليم الابتدائي إلى التعليم العالي. وقد عملنا في البلاد، بالرغم مما كان يمر به العراق من عدم الاستقرار، على تدريب الأساتذة وتطوير المقررات الدراسية لتوفير التعليم النوعي في جميع المستويات، ويسعدني القول بأنه إلى يومنا هذا ما يزال هذا المشروع مستمراً بنجاح بإشرافٍ من الحكومة العراقية».

وأضافت سموها «كما يسعدني القول بأن شراكتنا مع اليونسكو توسّعت ويستفيد منها الآن الأطفال المهمّشون في 11 بلداً في مختلف أصقاع العالم، ولم يكن لذلك أن يتأتَّى لولا دعم دولة قطر وسخاء باقي شركائنا.. المهمة لم تنته بعد: إذ وقّعنا في باريس اتفاقية مع اليونسكو لتوفير التعليم لأكثر من 150 ألف طفل من غير الملتحقين بالمدارس في الشرق الأوسط وآسيا، وهناك تحسن حيث وقعنا اتفاقية مع اللجنة الأمريكية للاجئين من أجل تعليم مليون طفل آخر في باكستان.. هذه بعض الأشواط الكبرى التي قطعناها، وببالغ السرور أبادلكم إياها اليوم».

وقالت سموها «لطالما كانت باريس على مر التاريخ محوراً للتعاون الدولي، وها هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبعث روحاً جديدة في مسيرة تعليم الأطفال في جميع أنحاء العالم.. يسعدني أن أبادلكم هذه الإعلانات بحضور الكثير من شركائنا الفرنسيين، بما في ذلك الحكومة الفرنسية، ومنظمة هيومانيتي اند انكلوجن، ومنظمة إيد إي أكسيون (منظمة دعم وفعل)».

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X