كيو وصل.. مبادرة تطوعية للتعريف بالدورات والورش
موقع غير ربحي يتبع شبكة أندية روتا لخدمة المجتمع
نجلاء الخليفي: أول موقع يصل الأفراد بالمراكز والمدربين باللغة العربية
هيا آل ثاني: الموقع جعلني مواطنة فعّالة في المجتمع
منيرة حمد: نسعى لتحقيق ركيزة للتنمية البشرية وفق رؤية قطر
ريم العامري: الحصار زاد وعينا بتحمل المسؤولية وحب الوطن

يشمل كافة الدورات ويُسّهل البحث والتسجيل للجمهور والمراكز فيها
تم تدشينه فبراير الماضي ويعقد اجتماع كل أسبوعين للمتابعة والتقييم
أماني ناصر: المشروع يسعى لتعزيز دور الأفراد وصقل مواهبهم
مريم ناصر: يتضمن جانباً خاصاً لذوي الاحتياجات الخاصة
كتبت – ميادة الصحاف:
استلهمت ست مواهب من الطالبات القطريات، والمقيمات، المبدعات فكرتهن لإنشاء مشروع «كيو وصل» – وهو الموقع الإلكتروني الأول من نوعه في قطر- من خطاب الكرامة الذي ألقاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والذي دعا فيه « للاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة …». ويسعى «كيو وصل» وهو موقع غير ربحي ويتبع شبكة أندية روتا لخدمة المجتمع، إلى إعداد منصة إلكترونية تضم جميع الدورات والورش التدريبية في مختلف المجالات.
ويستهدف الفئات العمرية 14- 45، حيث يسهّل عملية البحث واكتشاف وتطوير مهارات الشخص ومواهبه في مختلف المجالات، لخلق مجتمع موهوب وقادر على الإبداع.
رؤية قطر2030
الراية التقت عضوات فريق «كيو وصل»، وناقشتهن في الفكرة والهدف ومختلف التفاصيل. قالت منيرة حمد قائد فريق «كيو وصل» وناشطة في المجال التطوعي، إنها بادرت مع بقية العضوات إلى إنشاء هذا المشروع بهدف تسهيل عملية البحث والتسجيل للجمهور وللمراكز وللمهتمين بالورش التدريبية، وكذلك سعياً منهن للمساهمة في تحقيق ركيزة للتنمية البشرية من رؤية قطر 2030، من خلال تطوير وتمكين الأفراد ليكونوا مواطنين فعّالين في المجتمع، خاصة في ظل أوضاع الحصار. وبيّنت منيرة الحاصلة على بكالوريوس علم نفس من جامعة قطر لـ الراية أن موقع «كيو وصل» يشمل كافة الورشات والدورات التدريبية الإدارية لمختلف المجالات، كالتطوير الذاتي وريادة الأعمال والقيادة وغيرها، لافتة إلى أنها تطمح من خلال الموقع إلى ترك بصمة في المجتمع والمساهمة في تقدمه وتطوير أفراده.
خطاب الكرامة
وأكدت ريم خالد العامري نائب قائد فريق مشروع «كيو وصل» الإلكتروني، أن خطاب الكرامة الأخير لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حول محاربة الكسل والاتكالية والعمل على نهضة قطر، ألهمها وبقية عضوات الفريق لإطلاق هذه المبادرة، لافتة إلى أنه المنبر الوحيد الذي يجمع المراكز التدريبية والشبابية والمدربين ضمن موقع إلكتروني واحد. وأوضحت العامري وهي طالبة في المرحلة التأسيسية في كلية المجتمع لـ الراية أن الحصار أثر بشكل إيجابي على جوانب عديدة في قطر مثل، تحمل الشباب المسؤولية وزيادة وعيهم في حب الوطن، وعزز تقديرهم للعطاءات اللامحدودة التي قدمتها الحكومة كي يصبح البلد على ما هو عليه الآن. كما ساعد الحصار في زيادة وعي المجتمع باستحقاق المرأة بأن تكون جزءاً فاعلاً في قطر وبإمكانها إحداث التغيير الإيجابي فيه، وشجعها للدخول بقوة إلى عالم البزنس إلى جانب عملها الأساسي وتوليها مناصب مهمة عديدة في الدولة.
تحدٍ كبير
وذكرت نجلاء الخليفي مسؤولة العلاقات العامة في «كيو وصل»، أنها التقت بقية عضوات المشروع بعد التعرف على برنامج روتا للتحديات الشبابية وأهدافه المجتمعية النبيلة من خلال مشاركتها في مؤتمر «امباور» الذي عقد العام الماضي تحت شعار السياحة المستدامة. وأوضحت الخليفي وهي طالبة في المرحلة الجامعية الثانية تخصص قانون جامعة قطر لـ الراية أن عضوات كيو وصل تلقين ورش عمل مكثفة حول تعلم مهارة القيادة وكيفية تكوين فرق العمل لمدة أربعة أيام، الأمر الذي قادهن إلى افتتاح مشروع «كيو وصل» الإلكتروني.
واستطردت قائلة: في البداية، شعرنا ببعض الإحباط، وواجهنا تحدياً كبيراً في احتمالية وجود مشروع مماثل يحمل نفس الأفكار والأهداف، لكن بعد البحث المتواصل والعمل الدؤوب الذي قامت به كل عضوة في الفريق، تبين أنه الموقع الأول في قطر الذي يأخذ على عاتقه مهمة توصيل الأفراد بالمراكز والمدربين وباللغة العربية، بهدف تطوير مهارات الإنسان وصقل هواياته، وبالتالي خدمة البلد وتقدمه نحو الأمام.
كما أشارت الخليفي إلى ضرورة عمل حملات توعية للأهل وتغيير نظرتهم نحو إشراك الفتيات والنساء في كافة مجالات العمل، وأنها ليست أقل من الرجل، لاسيما بعد حصولها على دعم كبير من الدولة وإتاحة الفرصة الكاملة لها للتعليم، مشيدة ببروز أسماء لامعة في سوق العمل بعد الحصار. لكننا للأسف الشديد، كشعوب عربية لا ننتبه إلى كلمة حرام، بل نراعي كلمة عيب دوماً.
دعم تدريبي
ومن جهتها أشادت هيا آل ثاني المنسق التنفيذي في «كيو وصل»، بأهداف برنامج أيادي الخير نحو آسيا (روتا) التي تعرفت عليه من خلال انتساب شقيقتها إلى أحد مشاريعه المجتمعية «جولة»، فقررت أن تحذو حذوها، لاسيما أنه مشروع غير ربحي، يهدف إلى خدمة البلد والأفراد بالدرجة الأولى، حيث تحظى وشقيقتها بتشجيع كبير من الأهل، لتصبحا فاعلتين في المجتمع، ومساهمة منهما في رد ولو جزءاً يسير من الجميل والعرفان لدولة قطر.
وأوضحت آل ثاني وهي طالبة في جامعة قطر، سياسات تخطيط وتنمية لـ الراية ، أنها وبفضل البرنامج تعلمت أموراً عديدة، فبالإضافة إلى المهارات القيادية، أتقنت كيفية التواصل مع الآخرين والعمل ضمن مجموعات. وأكدت تواصل عضوات «كيو وصل» مع مدربي «روتا» المتخصصين، حيث يعقد اجتماع كل أسبوعين لمتابعة المشروع ووضع تقييم شامل له، ومعرفة ما هي الخطة المتبعة، وما هي الركائز الأساسية، فضلاً عن الإرشادات والنصائح المستمرة، واستدعاء المدربين لاجتماعات طارئة عند الضرورة، أو التواصل معهم عبر الإيميل، وهو أحد شروط برنامج روتا. ولفتت إلى أن مشروع «كيو وصل» تلقى دعماً كبيراً من العديد من المراكز التدريبية التي تفاعلت معه، مثل مركز العطية، حيث قدم لهم ثمانية مقاعد مجانية كنوع من الدعم، كما وفر مركز «تقطير» تخفيضاً مناسباً لكل من يأتي من خلال موقع «كيو وصل» الإلكتروني. ويعتبر مشروع «الحزم» الراعي الذهبي لـ»كيو وصل»، وشركة «طبعة للدعاية والإعلان» الراعي الفضي، ومكتبة قطر الوطنية الراعي اللوجيستي التي احتضنت حفل التدشين، ووفرت مكاناً لعقد الاجتماعات للمتطوعين في «كيو وصل». وأضافت قائلة: مازلنا كمجتمع قطري نحتاج إلى توعية تبدأ من الأسرة عن أداء الواجب نحو البلد، حيث اكتشفت من خلال بحثها الجامعي، أنه وبالرغم من تسهيل قوانين الدولة لتسهيل عمل المرأة، لكن نسبة تواجدها ما زالت منخفضة في سوق العمل مقارنة بالرجل.
مشاريع مستقبلية
وقالت أماني ناصر المسؤولة الإعلامية والمالية لـ»كيو وصل»، إن هدفهم أكبر من مجرد موقع يسهل البحث عن الدورات والورش التدريبية، بل نابع من نظرتهم البعيدة المدى في تعزيز دور الأفراد وصقل مواهبهم لخدمة أي مجتمع يتواجدون فيه، وجعلهم قادرين على المساهمة والعطاء بشكل أكبر. وطالبت بتخصيص لجان توعوية في المدارس منذ المرحلة الابتدائية، لغرس حب الخدمة المجتمعية لدى الطفل لكي يتربى عليه. واختتمت أماني وهي طالبة في قسم الأحياء – جامعة قطر بالقول إنها راضية عن إنجازاتها، ولن تتوقف عند «كيو وصل» فقط، بل ستشارك في مشاريع مجتمعية مفيدة أخرى في المستقبل. ونصحت أبناء جيلها بقضاء أوقات الفراغ في أعمال هادفة مماثلة، مشيرة إلى أنها تهوى فن الخط العربي (الرقعة) وتحب التصوير وكتابة الخواطر.
حملات مكثفة
وأشارت مريم ناصر مسؤول التسويق في «كيو وصل» إلى أن الموقع يشتمل على مسابقات متنوعة، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، حيث يحصل الفائزون على مقاعد مجانية أو تخفيضات من المراكز التي دعمت البرنامج. كما أوضحت أن بإمكان العميل التسجيل في أي مركز أو ورشة يختارها إلكترونياً من خلال الموقع. وأوضحت مريم وهي طالبة في كلية شمال الأطلنطي لـ الراية أن موقع «كيو وصل» قام بحملات إعلانية مكثفة ليتعرف الناس على آلية التواصل وكيفية الوصول إلى المراكز، وطبيعة أهداف المشروع، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، فضلاً عن تخصيص أجنحة خاصة بالموقع في جامعة قطر وكليتي المجتمع وشمال الأطلنطي، وأيضاً في مشروع الحزم. كما لفتت إلى وجود جانب خاص على موقع «كيو وصل» لذوي الاحتياجات الخاصة، لتسهيل إيصالهم إلى المراكز والورشات المخصصة لهذه الفئة من المجتمع.
حفل التدشين
وقد تم تدشين موقع «كيو وصل» الإلكتروني» في حفل أقيم في مكتبة قطر الوطنية نهاية فبراير الماضي بحضور نخبة من الداعمين للمشروع، مثل جاسم العمادي ممثل الراعي الذهبي والإعلامية نورة الذوادي ومحمد الجفيري، وعدد من أعضاء المراكز التدريبية ومدربيها المعتمدين، بالإضافة إلى الجمهور المتفاعل والأهل الداعمين لـ « كيو وصل» وتليفزيون الريان . وقدم محمد الجفيري وهو مؤلف ومدرب في مجال إعداد القادة ومخترع روبوت سيدو، محاضرة عن أهمية نشر العلم وتطوير الذات، من خلال الاشتراك بالورشات التدريبية كونها تصب في صالح الفرد والمجتمع. وتم عرض فيديو توضيحي لجميع الخطوات التي قامت بها عضوات كيو وصل، كما أهدى نادي روتا مجموعة من الدروع التقديرية إلى كل من جاسم العمادي ممثل مشروع الحزم ، وعبدالله الديوان المدرب المعتمد لـ «كيو وصل»، وأيضاً محمد الجفيري.