العــربـي بقــي بـأقـــدام وإصــرار لاعــبـيـه

انتزع فريق الأحلام وبيديه وبأقدام لاعبيه قرار بقائه وقرار استمراره مع الكبار والابتعاد والهروب من الهبوط.
كان شامخاً كعادته، كبيراً كما اعتاده الجميع، ورفض الهدايا من منافسيه، أو انتظار نتائج الآخرين، وحسم أمره بيده، وانتزع قرار البقاء بجدارة واستحقاق، وبطريقة تؤكد أنه كان وما زال وسيظل إحدى قلاع الكرة والرياضة في قطر مهما مرّت به الأزمات والمحن.
في الجولتين الماضيتين انتزع الانتصار على أقرب منافسيه، وهما الخريطيات والمرخية، وقال البعض إنهما أضعف منه ومن الطبيعي أن يفوز عليهما.
فجاء في هذه الجولة وهزم الريان ثالث الدوري وأحد أضلاع المربع الذهبي وبنتيجة 3 أهداف لهدف، وأثبت جدارته وأحقيته في البقاء، وأكد أنه قادر إذا اتحدت القلوب، واصطفت الجماهير، لا بد أن تكون له الكلمة العليا.
هناك من يرى أن الريان لعب بالبدلاء وهذه حقيقة، لكنه في الشوط الثاني دفع باثنين من أفضل وأمهر محترفيه وهما عبد الرزاق حمد الله ومحسن متولي، فاستعاد الرهيب الكثير من مستواه وظهرت المباراة كديربي حقيقي وقوي، وشهدنا توتراً عصبياً بين الجانبين كما هي عادة مباريات الكبار، ومع ذلك استطاع العربي أن يحافظ على تقدّمه 2-1، بل ويخطف الهدف الثالث في الوقت القاتل ليؤكد انتصاره وليحبط الريان ويقضي على آماله في تحقيق وخطف التعادل.
من حق الأعصاب العرباوية الآن أن تهدأ وأن ترتاح بعد أن نجح فريقها وبجدارة في البقاء، ومن حق الجميع في القلعة الحمراء أن يسعد بهذا النجاح الذي كاد أن يضيع في الجولات الأخيرة، لكن يجب على الجميع الآن مواصلة التكاتف ومواصلة الاستمرار على نفس المنوال من أجل رؤية العربي الحقيقي والعربي القوي في أغلى البطولات وحتى يثري كأس الأمير المفدى بجماهيره الغفيرة.
الريان ضحىّ من أجل آسيا
لا يحتاج الريان للقول إنه سيخوض المباريات المتبقية من عمر الدوري بالبدلاء وبالشباب، فقد استسلم الفريق منذ فترة وبعد أن تأكد أن حظوظه في المنافسة على اللقب انتهت وتلاشت، فلم يفكر حتى في الاستمرار في اللعب بالأساسيين وبالنجوم الكبار من أجل دوري أبطال آسيا، ولم يفكر حتى في المنافسة على الوصافة التي كانت قريبة منه خاصة بعد خسارة السد أمام أم صلال، وهي إنجاز لو تحقق سيضمن على الأقل التأهل مباشرة إلى دوري أبطال آسيا 2019.
الريان لم يفكر في كل هذه الأمور، وفكر فقط في المنافسة الجديدة، وفي البطولات القادمة، لعله يستطيع تعويض ما ضاع في الدوري وذلك من خلال منافسته على كأس قطر وكأس الأمير المفدى، وأيضاً على المستوى القاري من خلال دوري أبطال آسيا.
ضحى الريان بالمباريات الأخيرة من عمر الدوري من أجل تفادي لاعبيه الإرهاق والإجهاد خاصة أن المباريات القادمة في البطولات الثلاث المتبقية مباريات حياة أو موت ومع منافسين أقوياء وفي أوقات قصيرة، وهو بحاجة إلى جهد كل لاعب لإنقاذ موسمه والمنافسة على إحدى البطولات وتعويض ضياع لقب الدوري.