كتب – أشرف مصطفى:
أسدلت الجمعية القطرية للفنون التشكيلية فعاليات الملتقى العربي الثاني الذي انطلق يوم 5 مارس الجاري، من أجل تحفيز الحركة التشكيلية في العالم العربي وتكريم للفنانين الذين سخروا قدراتهم الفنيّة وإبداعاتهم الفكريّة، للارتقاء بهذا الفن الراقي، وشهد الحفل الختامي حضور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة الذي قام بدوره بتكريم المشاركين ضمن فعاليات الورشة التي تضمنت مشاركة 37 فناناً من 14 دولة عربية، في حضور الرئيس الفخري للجمعية عادل علي بن علي، كما شهد الحفل تدشين معرض فني تم من خلاله استعراض نتاج الورشة من خلال عرض 37 لوحة في ليلة ارتسمت بالفن والألوان، بمقر الجمعية في المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا، ومن المقرّر أن تستمر فعاليات المعرض لمدة شهر كامل من أجل إطلاع الجمهور المحلي على آخر مستجدات التشكيل العربي.
مدارس متنوعة
وعكست الأعمال الفنية المعروضة ليلة أمس الأول، غنى وثراء الفن التشكيلي العربي بمدارسه المتنوّعة والأسلوب الذي اختطّه كل فنان لنفسه، لتشكل في الأخير لوحة فسيفسائية كبرى تبرز التنوّع في ظل الوحدة، وقد أجمع الفنانون المشاركون في الملتقى العربي للفن التشكيلي على تميّز النسخة الثانية من حيث التنظيم، وتنوّع المشاركات، وأشاروا إلى أن الملتقى قد احتفى بقيم السلام والحب، كما سعى للبحث عن صياغة مختلفة للوجود الإنساني وتقديم الهُوية الإنسانية بطريقة مغايرة. وأكدوا في الوقت ذاته أن العمل بشكل جماعي حفزهم على الابتكار والوصول للأفضل، كما أعربوا عن أملهم في أن تسير كل ساحات التشكيل العربية على النهج الذي تقوم به قطر في رعايتها للفن القطري بل والعربي عموماً، وقام كل فنان خلال جولة أجريت بمصاحبة ضيوف المعرض باستعراض آخر إبداعاتهم التي تعكس مدارس تشكيلية متنوّعة، وتجسّد مواضيع إنسانيّة واجتماعيّة من قلب عالمنا العربيّ بريشات لا تقلّ عن أكثر الفنانين العالميين تميزاً.
إنجاز فني
من جانبه أكد الفنان سلمان المالك مدير مركز الفنون البصرية بوزارة الثقافة والرياضة في تصريح صحفي على هامش الحفل الختامي وافتتاح المعرض، أن انعقاد الملتقى في حد ذاته يُعدّ إنجازاً، ومجالاً للتعرّف على ما وصل إليه الفن التشكيلي في كل بلد عربي، فضلاً عن أن الملتقى عرف مشاركة فنانين عرب في المهجر. ومن جهتها، أبرزت الفنانة مريم الزدجالية، رئيسة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، التي تشارك في الملتقى للعام الثاني على التوالي، أن أعمال الفنانين التي أسفرت عنها الورشة، لا تقلّ مستوى عن الحراك التشكيلي العالمي، منوّهة بأن هناك أساليب وتقنيات معتبرة ومختلفة وكلها تواكب الفن المعاصر، مؤكدة في الآن ذاته على ضرورة دعم الفنان العربي بما يمثله من قاعدة أساسية يثبت جدارة الفنان التشكيلي العربي. وبدوره، أوضح الفنان الكويتي محمد سامي، الذي كان ضيف شرف الملتقى، أن هذا المحفل الفني العربي يعدّ بادرة تستحق التشجيع نظراً لما يجمعه من عدد كبير من فناني الوطن العربي، واحتفاء دولة قطر بالثقافة والفنون. أما الفنانة مونية تويس، من المملكة المغربية، فوصفت الأعمال الفنيّة التي تم إنجازها خلال الملتقى، بـ”المشرفة”، وعلى مستوى وقيمة الفنانين المشاركين الذين تم انتقاؤهم بعناية فائقة.