راية الإسلام
الداعية د. محمود عبدالعزيز:

سوء استغلال أوقات الفراغ يدمر الشباب

الأصدقاء الصالحون يكونون عوناً للأبناء على الطاعة

لا يجوز للأب إكراه ابنته على الزواج بمن لا تريده ولو كان كفئاً

الدوحة – الراية : قال فضيلة الداعية د. محمود عبدالعزيز: إن من أعظم الكبائر والمصائب التي تُنكِّدُ على الإنسان حياته، وتُفسدُ عليه دُنياه وأخراه جريمة الزنا، مشيرًا إلى أنه فاحشة تَقصم الأعمار، وتُخرِّب الدِّيار، وتُوجب المقت والدمار، كما أنها تُذهِبُ بَهَاءَ الوجهِ بعد ذهاب الدين، وتَنزلُ بالمرء إلى أسفل سافلين إلى أن يُقلعَ عنها ويتوب إلى الله عز وجل.

وأكد أن تحريم الزِّنا أمرٌ معلومٌ من الدين حيث قال عز وجل في كتابه العزيز: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) وقال جل وعلا ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)

وأشار د. محمود إلى أن هناك الكثير من الأدلة من السنة النبوية المشرَّفة الدالة على تحريم الزنا ومنها قول رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ)

ولفت إلى أن فُشُوّ الزنا من أشراط الساعة لافتًا إلى قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَثْبُتَ الجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا)

خطورة الاختلاط

وأوضح أن هناك أسباب للوقوع في الفاحشة من أهمها الاختلاط والذي يحدث في المناطق العامة كالأسواق والملاهي والحدائق وغيرها.

موضحاً أن دعوة أعداء الملة والدين للتبرج والاختلاط ليست إلا لحقدهم الدفين على المسلمين لتمسكهم بدينهم القويم، الذي هداهم إلى الصراط المستقيم، ولهذا قال الله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) وأضاف : لقد جاءت فتاوى العلماء المصلحين موافقة لما جاء به كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، من تحريم الاختلاط والتبرج والسفور مشيرًا إلى أنه ما انتشرت تلك الفواحش في كثير من المجتمعات إلا لبعدها عن منهج الله القويم، ولتحليلها ما حرم الله، ولاتباعهم دعاة الفساد.

غلاء المهور

ولفت د. محمود إلى أن غلاء المهور هو من الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في الفاحشة مبيناً أن بعض الأولياء جعلوا بناتهم سلعاً تُباع وتُشترى، فمن يُعطي فيها أكثر هو الفائز بها، والحائز لها . أما صاحبة الشأن التي ستمضي بقية عمرها مع زوجها فلا رأيَ لها عند جهلة الناس وظلمتهم، لا لشيء سوى حب المال والجاه. وتابع: ما يدريك أيها الأب أن ذلك الخاطب الذي يملك العقارات والسيارات، عند الله خير من ذلك الغني المستكفي، وما يدريك أن سعادة ابنتك مع من يملك الكثير من المال.

وأكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على أخذ إذن البنت في الزوج وعدم جبرها وقهرها على من لا ترغبه ولا تريده، فقال عليه الصلاة والسلام : (لا تنكح البكر حتى تستأذن) وقال عليه الصلاة والسلام: (البكر يستأذنها أبوها)

إكراه البنات

وشدد على أنه لا يجوز للأب إكراه ابنته على الزواج بمن لا تريده ولو كان كفئاً مبيّنًا أن إجبار الأب ابنته على الزواج من رجل لا تريده يكون محرماً، والمحرم لا يكون صحيحاً ولا نافذاً لأن إنفاذه وتصحيحه مضاد لما ورد فيه النهي.

وأكد أن من زوّج وليته بغير إذنها فالزواج باطل غير صحيح مضيفاً: كم هم الذين ندموا حين أجبروا بناتهم بالزواج ممن لا يَرضَيْنهم ولكن لا ينفع الندم بعدما حصل ما حصل. ونوه د. محمود بأن حُجة إكمال الدراسة أو التدريس هي أيضا من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفاحشة لافتاً إلى أن هناك من الفتيات من يتحججن بحجة إكمال الدراسة، بل إن بعضهن تبقى قابعة في فصل واحد عدة سنوات حتى يفوتها قطار الزواج.

وحذر من أصدقاء السوء مؤكدًا أنه يتعين على الآباء أن يختاروا لأبنائهم من الأصدقاء من يكونون عوناً لهم على طاعة الله ورسوله

الوسائل المعينة

وتطرق د. محمود في محاضرته للحديث عن الوسائل المعينة على الفاحشة ومن بينها: خضوع بعض النساء والتكسر في الكلام

مع الرجال ولاسيما أصحاب المحلات التجارية، إهمال الرجال لحقوق النساء، عدم تزويج الخاطب الكفء، إثقال كاهل الشباب بالطلبات، عدم نظر الخاطب إلى المخطوبة رغم أن هذا حق من حقوق الخاطب، التساهل بلباس الصغيرات لأن التساهل بلباسهن يُطمع من في قلبه مرض فتقع الصغيرات ضحية الموضات، وإهمال الآباء والأمهات.

وقال: إن من الوسائل المعينة على الفاحشة أيضا : التساهل في الدين مؤكدًا أنه يعتبر من أعظم الأسباب التي يمكن أن تقود إلى على فعل الفاحشة، وذلك من خلال تساهل بعض الآباء وأولياء الأمور بدخول الغريب غير المحرم على نسائه.

وشدد على خطورة وقت الفراغ وما يمكن أن يؤدي إليه من انحراف للشباب مؤكدًا أن وقت الفراغ يمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يحسن المرء استغلاله فيما يعود عليه بالنفع عند الله عز وجل.

أضرار الفاحشة

ونبه د. محمود إلى أن للفاحشة أضرارًا عديدة وكثيرة أبرزها أنه يجلب الفقر وذلك لما يقوم به صاحب الفاحشة من صرف أمواله فيما يُغضب الله.

كما أنه ظُلمة في وجه صاحب الفاحشة و هذه الظلمة والسواد في الوجه سببها الرئيسي بعده عن الله ووجوده دائماً في الظلام متخفياً عن الناس فهو في ظلام دائم كما أن صاحب الفاحشة يوقع فيما هو أكبر منه فقد يوقع صاحبه في كبائر الذنوب الأخرى مثل شرب الخمور والقتل وقال إن الزنا ينزع الإيمان من القلب مستشهدا بقوله صلى الله عليه وسلم : (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) وقوله عليه الصلاة والسلام (من زنى وشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه).

وبيّن أن الزنا يستجلب غضب الرب سبحانه وتعالى لأنه جل وعلا يغضب إذا انتهكت محارمه وهو يغار وغيرته أن تنتهك محارمه.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X